بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
يواصل أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين زيارته إلى لبنان التي تستمر إلى الغد. وهو استهل يوم أمس بلقاء أركان الجهة المنظمة للزيارة والداعية إليها منظمة فرسان مالطا ذات السيادة في بلدة شبروح في أعالي كسروان.
وكان بارولين تفقد يرافقه السفير البابوي في لبنان كلاوديو بورجيا دارا للعجزة في بلدة كفرياشيت قضاء زغرتا.
والتقى ظهر أمس رؤساء الطوائف الروحية والكتل النيابية في الصرح البطريركي في بكركي، بعد اجتماع تلاه غداء دعا إليه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي. وغاب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، اعتراضا على مواقف أخيرة للبطريرك الراعي وصف فيها المقاومة بـ «الإرهاب»، بحسب تسريبات غير رسمية من مصادر مقربة من المجلس.
كما غاب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، وتمثل كل منهما بموفد عنه، في حين حضر رئيسا «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، و«المردة» سليمان فرنجية وجلسا جنبا إلى جنب بطلب من مدير العلاقات العامة في الصرح وليد غياض.
كما حضر مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الاول كيشيشيان، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ د.سامي أبي المنى، بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الاول العبسي، مطران بيروت للطائفة الأرثوذكسية إلياس عودة، روجيه أخرس ممثلا بطريرك السريان الأرثوذكس المطران ساويريوس، بطريرك الأرمن الكاثوليك رافاييل بيدروس الحادي والعشرون، ورئيس المجلس العلوي الشيخ علي قدور.
ومع تحرك الرجل الثاني في الفاتيكان في لبنان، قصدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بيروت، حيث التقت عصر أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ضمن جولة لها في المنطقة. الا انها لم تتمكن من لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، «بسبب تضارب المواعيد»، وفقا لما ذكره رئيس المجلس في تصاريح إعلامية.
وكانت لبري مواقف أبدى فيها قلقه من تطور الأوضاع في جنوب لبنان، معتبرا «أننا أمام شهر مصيري.. وأنا قلق جدا من انفلات الأمور». كما أكد وحدة الموقف مع شريكه في «الثنائي الشيعي»، بقوله ان حركة «أمل» ستكون بالمرصاد «وفي الميدان أمام حزب الله، في حال حصول توغل للجيش الإسرائيلي».
في أي حال، تبدو الأمور اللبنانية على درجة عالية من التماسك لجهة وحدة الموقف الرسمي في المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى هدنة في الجنوب تلي وقفا للحرب في غزة. كما تم استيعاب تداعيات تحويل الأنظار إلى مطار بيروت الدولي، بدعوى تخزين أسلحة في منشآته.
وعلى الجهة المقابلة، تجهد إسرائيل لإحداث «خرق إيجابي» في موقف الإدارة الأميركية الداعية إلى منع انزلاق الأمور وتوسع الحرب بين إسرائيل و«حزب الله». وللغاية التقى وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن كبير مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط المستشار آموس هوكشتاين. وتركز البحث بحسب بيان وزعه مكتب غالانت «على مناقشة الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل التوصل إلى وضع يسمح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم». كما التقى غالانت أيضا وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومسؤولين آخرين.
في الداخل اللبناني، تستمر اليوميات على حالها لجهة ان شيئا من خارج المعتاد لن يحصل. وشهدت قاعات الوصول في مطار بيروت الدولي زحمة للبنانيين مقيمين في الخارج اختاروا تمضية العطلة الصيفية في ربوع الوطن. والشيء عينه حصل في قاعة المغادرة مع توجه قسم لتمضية عطلة قصيرة في الخارج، وعودة البعض إلى دول الخليج، حيث انتهت فترة إجازاتهم السنوية.
وتشهد الطرقات الرئيسية في بيروت والمناطق حركة ازدحام كبرى، أشبه بتلك التي تعرفها البلاد في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة. وتمتد الزحمة من ساحل إقليم الخروب جنوبا، حيث تنتشر مسابح ومنتجعات بحرية، إلى مداخل العاصمة بيروت الجنوبية والشمالية وصولا إلى جسر المعاملتين حيث «كازينو لبنان»، نقطة نهاية الازدحام للمتوجهين شمالا من بيروت إلى جبيل والبترون وطرابلس وزغرتا وإهدن.