ثامر السليم
أقامت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية حلقة نقاشية مساء أمس الأول في مقرها بمنطقة الخالدية تحت عنوان «خطة الابتعاث للتخصصات الطبية توافق جودة التعليم وسد حاجات سوق العمل»، بمشاركة عدد من الكوادر الأكاديمية والتعليمية وطلبة وأولياء أمور. وتناولت الحلقة النقاشية أبرز التحديات والمشكلات التي تواجه الطلبة الراغبين في الابتعاث وكذلك المبتعثون قبل وأثناء وبعد القبول في الجامعات الخارجية، مطالبين بإيجاد حلول سريعة لها من خلال الجهات المختصة لاسيما وزارة التعليم العالي.
وفي البداية، استعرضت عضو رابطة طلبة الطب الكويتيين في بريطانيا الطالبة جنا العوضي أبرز التحديات التي تواجه الراغبين في الابتعاث الخارجي على 3 مراحل مختلفة قبل وأثناء وبعد القبول، حيث تمثلت تحديات ما قبل القبول في عدد الاختبارات المطلوبة من طلبة الثانوية، مبينة أن اختبارات الثانوية العامة تعادل 70% من المعدل النهائي لطلاب المدارس الحكومية، كما أن هناك 3 اختبارات قدرات لجامعة الكويت تتم فقط أثناء السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية، إضافة إلى الاختبار الوطني وهو مماثل لاختبار القدرات للراغبين في الدراسة بالخارج، فضلا عن اختبار اللغة الانجليزية (IELTS) المطلوب للتقديم على البعثات الخارجية، ناهيك عن اختبار (UCAT) المطلوب لتخصص الطب وطب الأسنان للقبول في الجامعات البريطانية.
وذكرت أن الحلول المقترحة لحل مشكلات التي تواجه الطلبة قبل القبول تتمثل في اعتماد الاختبارات العالمية مثل اختبار الأيلتز المعتمد دوليا بدلا من اختبار اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى زيادة فرص التسجيل في الاختبارات، بحيث يتم فتح باب التسجيل لاختبار القدرات والاختبار الوطني خلال المرحلة الثانوية كاملة، فضلا عن زيادة عدد المرات الممكنة للتقديم على الاختبارات.
من جانبه، دق رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الكويت د.سليمان الخضاري ناقوس الخطر من جهة «نقص الكوادر الطبية المحلية» لافتا إلى أن هذا ظهر جليا خلال أزمة «كورونا»، مبينا أن «بالرغم من أن ظاهرة نقص الكوادر الطبية ظاهرة عالمية إلا أنها أكثر حدة في منطقة الخليج».
وأوضح أن «الكويت تأتي في المرتبة الرابعة خليجيا في عدد الأطباء مقارنة بعدد السكان، بواقع 22 طبيبا لكل 10 آلاف نسمة، كما أن هناك 17 ألف طبيب في الكويت بينهم 4 آلاف فقط كويتيون، والحاجة السنوية للتخصصات الطبية المختلفة تقدر بنحو 1000 خريج سنويا لوزارة الصحة».
بدوره، ركز العميد السابق لكلية الطب المساعد وعضو الجمعية الكويتية لجودة التعليم د.سعود العبيدي على 4 محاور أساسية في مداخلته وهي التخصصات المطروحة حاليا بكلية العلوم الطبية المساعدة بجامعة الكويت والحاجة إلى تخصصات جديدة في المهن الطبية المساعدة، وخطة وزارة التعليم العالي للبعثات ومدى ملاءمتها لسوق العمل الكويتي والتحديات أمام الطلبة في خطة البعثات الداخلية او الخارجية للطب المساعد، وتطور العلوم الطبية المساعدة بالخارج ومدى تطبيق مناهج التعليم بعد العودة إلى الكويت، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الخريجين بسوق العمل حال عودتهم من الابتعاث.
وفي مجمل عرضه، أشار العبيدي إلى أن السعة المكانية الحالية لكلية العلوم الطبية المساعدة غير مناسبة وتحد من قدرتها على التوسع في زيادة أعداد الطلبة أو إطلاق برامج جديدة، رغم الإقبال الكبير على تخصصات الكلية على مدار السنوات الماضية بسبب سرعة توظيف الخريجين من الكلية في القطاعات الصحية المختلفة سواء بالجهات الحكومية او الخاصة، لافتا إلى أبرز التخصصات الطبية التي تحتاجها الكويت الآن ومنها التخدير والإنعاش، تخطيط المخ والعضلات، التغذية العلاجية، فسيولوجيا التمارين الرياضية، الأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة، زراعة الأنسجة وحفظ الأعضاء، كاشفا عن فشل الكلية في البرنامج الخاص لتعليم التمريض والذي تمت إضافته في عام 2022 ونقله إلى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، موضحا وجود أكثر من 24 ألف ممرض وممرضة في الكويت حاليا، ولكن العنصر الوطني قليل جدا لا يتجاوز 4%، حيث يبلغ عددهم نحو ألف ممرض وممرضة كويتيين، مطالبا بعمل حملة إعلامية توعوية وطنية تستهدف الطلبة الكويتيين لتسويق التخصصات بشكل مشوق وهادف وفق المتطلبات الاكاديمية والعملية لهذه التخصصات والمستقبل لكل مهنة بعد التخرج.
وتابع العبيدي موضحا التحديات العديدة لخطة البعثات الداخلية والخارجية للطب المساعد ومنها دور ديوان الخدمة في تحديد التخصصات المطلوبة لاحتياجات سوق العمل المحلي والذي يشوبه الكثير من التناقضات وقلة التخطيط، وخطة البعثات لوزارة الصحة والتي لا تتوافق مع تطلعات ومتطلبات تطوير المهن الطبية المساعدة بوزارة الصحة، وغياب الاستراتيجية للإشراف على المبعوث او توجيهه نحو هدف او تخصص تحتاجه الوزارة في مجال العلاج الطبيعي او غيره من التخصصات، وعدم وجود استفادة فعلية من حاملي المؤهلات العليا بعد عودتهم إلى الكويت، حيث يعتبر خطأ إداريا خطيرا يتمثل في ان يعود المبتعث بعد حصوله على الدكتوراه ليجد زميله الذي يحمل البكالوريوس رئيسا له ومتخذا للقرار بدعوى الأقدمية ولا عزاء للتعليم والشهادات العليا.
من جهته، طالب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الكويتية د.إبراهيم الطوالة بإنشاء مجلس أعلى للصحة يكون مسؤولا عن وضع سياسات التعليم الصحي في البلاد وترتيب شروط وآليات الابتعاث.
وقال إن وزارة الصحة هي المسؤولة عن تقديم الخدمة الطبية في البلاد بما تشمله من تنظيم لها وتدريب للعاملين في إطارها، ووزير الصحة هو المسؤول الأول عن تحديد الحاجة من الكوادر الطبية المختلفة وربطها بشروط الابتعاث في وزارة التعليم العالي وديوان الخدمة المدنية بصفته المسؤول عن اختيار التخصصات الطبية التي يحتاجها سوق العمل المحلي، مشيرا إلى أن التنسيق بين وزارة الصحة وديوان الخدمة المدنية والتعليم العالي غير منظم أو دقيق، وبسببه نواجه تحديات في تعويض النقص في عدد الكوادر الطبية الوطنية.