قصفت إسرائيل جنوب غزة بعد إطلاق 20 صاروخا على بلدات غلاف القطاع في هجوم تبنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، فيما تسبب الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة محمد أبوسلمية، انقساما حادا أظهر الفوضى والخلافات التي تعاني منها إسرائيل.
وأعلنت «سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة الجهاد في بيان «قصف مواقع إسرائيلية» في غلاف قطاع غزة برشقات صاروخية مركزة ردا على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن «صد حوالي 20 مقذوفا أطلقت من خان يونس» جنوبي قطاع غزة، مشيرا إلى انه تم اعتراض عدد من المقذوفات بواسطة منظومة القبة الحديدية بينما سقط بعضها في جنوب إسرائيل «دون وقوع إصابات».
وجاء هذا الهجوم على الرغم من إعلان إسرائيل في الأشهر الماضية قيامها بتفكيك «البنية العسكرية» لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في شمال غزة وخان يونس.
بدورها، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لـ (حماس) إن عناصرها استدرجوا قوة إسرائيلية إلى منزل مفخخ شرق رفح جنوب القطاع، مشيرة إلى أنه تم تفجير المنزل فور دخول الجنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بانهيار مبنى مفخخ في رفح على الجنود وسقوط عدد من المصابين بعضهم جروحه بالغة، وقد تم نقلهم بمروحية إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع جنوب إسرائيل.
ولليوم الخامس على التوالي، تواصلت المعارك العنيفة في حي الشجاعية بمدينة غزة، ما دفع عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الفرار.
وبحسب الأمم المتحدة، فر بين 60 ألفا و 80 ألف فلسطيني من شرق وشمال شرق مدينة غزة بعد أمر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء الخميس الماضي.
وقال شهود عيان إن عدة غارات جوية ضربت مخيم النصيرات في وسط غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» في غزة أن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 9 أشهر على القطاع، ارتفعت إلى 37900 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان ان إجمالي عدد المصابين بلغ أكثر من 87060 شخصا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب «استشهاد طفل وسيدة، وإصابة 4 مواطنين برصاص الاحتلال في طولكرم».
وفي غضون ذلك، أكد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سلمية.
وتم إدخال 5 منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في حين تم تحويل الباقين إلى مستشفيات خان يونس وفق المصدر ذاته.
كما أعلن المستشفى الأوروبي في خان يونس الإفراج عن رئيس قسم العظام فيه الطبيب بسام مقداد «بعد اعتقاله قبل أشهر».
وفي أول تصريح له عقب الإفراج عنه، أكد أبو سلمية خلال مؤتمر صحافي أن «الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب»، مؤكدا إنه لم توجه له أي تهمة خلال اعتقاله.
وأضاف ان عشرات الأسرى يذوقون العذاب الجسدي والنفسي، بعضهم استشهد في أقبية التحقيق.
وتابع: «اعتدوا علينا بالكلاب البوليسية، وبالهراوات، وبالضرب، سحبوا منا الفراش والأغطية».
ووفقا لأبو سلمية «لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يوميا».
وقال جهاز الأمن العام الداخلي الإسرائيلي (شاباك) إن الإفراج عن أبو سلمية تم بسبب الاكتظاظ في السجون، وقد حذر من ذلك لفترة طويلة، لكن مصلحة السجون أكدت أن قرار الإفراج عن أبو سلمية صدر عن الجيش والشاباك ولم يتم بسبب الاكتظاظ بالسجون.
وذكرت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن نتنياهو غاضب لأنه علم هو ووزير الدفاع يوآف غالانت من وسائل الإعلام بإطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبي من وسائل الإعلام. وأضافت أن نتنياهو يطالب بإجابات في أسرع وقت.
بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير عبر منصة إكس إن «الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء الطبي في غزة إلى جانب عشرات الإرهابيين الآخرين، تنازل عن الأمن».
إلى ذلك، أكدت الرئاسة الفلسطينية رفضها لأي وجود أجنبي على الأراضي الفلسطينية ردا على التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى تسليم قطاع غزة لقوات دولية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إنه «لا شرعية لأي وجود أجنبي على الأراضي الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني وحده هو من يقرر من يحكمه ويدير شؤونه»، مشددا على أن السلام «لن يمر إلا من خلال فلسطين والقدس وقيادة منظمة التحرير».