القاهرة ـ خديجة حمودة
أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر ترى أهمية تطبيق مبدأ الحلول الإفريقية لمشاكل القارة، بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تسهم في تعقيد الأوضاع في بعض الدول الإفريقية.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الخارجية أمس في الجلسة الموضوعية الأولى لمنتدى «أسوان للسلام والتنمية المستدامين»، التي عقدت تحت عنوان «عوالم متباعدة.. الربط بين السلام والأمن والتنمية في عالم ممزق.. العلاقة بين السلام والامن والتنمية في طل التحديات التي تواجه العالم حاليا»، والذي شارك فيه أيضا موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكريستوف هويسغن، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، وأدارتها د. كومفورت إيروو، رئيسة مجموعة الأزمات الدولية.
واستعرض وزير الخارجية ـ خلال مداخلته بالجلسة ـ عددا من الأزمات التي تشهدها دول القارة الإفريقية، وأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم تعزيز الأمن والاستقرار في القارة.
وفيما يخص الأزمة السودانية، استعرض الوزير شكري جهود مصر ومساعيها المستمرة من أجل وقف الحرب في السودان، مؤكدا أن أي حل سياسي حقيقي في السودان لابد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم دون إملاءات أو ضغوط من أي أطراف خارجية، وبالتشاور مع أطروحات المؤسسات الدولية والإقليمية الفاعلة.
وشدد على أهمية معالجة الأزمة من جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي شامل حفاظا على مصالح الشعب السوداني ومقدراته، وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التعاون العربي - الافريقي قائم على كل المستويات.
وقال إنه فيما يتعلق بمعالجة المشكلات الإفريقية هناك بعض الصعوبات، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تضم 22 دولة، أغلبيتها موجودة في القارة الافريقية، كما أن اغلب العرب يقيمون على أرض إفريقية.
وأضاف أنه على مدار ثماني سنوات قضاها كأمين عام للجامعة العربية، كانت الملاحظة الأولى أن الجامعة منذ عام 2011، ولمدة خمس سنوات قد استبعدت بشكل كبير من التعامل مع القضايا العربية الافريقية، إما برغبة عربية أو برغبة دولية، لأن البعد الدولي موجود بقوة وله تأثير كبير وانعكاسات في غاية الأهمية، والتأثير السلبي الشديد على جهود التسوية سواء في السودان أو ليبيا أو الصومال وهي دول تمثل محور اهتمام الجامعة.
وقال إن هناك توافقا مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي على أن أي جهد يبذل يجب أن يكون لحل هذه المشكلات، مضيفا أن المنظمتين تعملان حاليا في تنسيق جيد، بالإضافة إلى وجود مكتب تنسيق في كل من أديس أبابا والقاهرة.
وأضاف أبو الغيط أن المشكلات تأتي من انعاكسات الوضع الدولي الحالي، وهو وضع بالغ السوء والخطورة في الوقت الحالي وفي المستقبل.