عبدالكريم العبدالله
شارك رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية د.محمد الجارالله في مؤتمر الكونجرس الدولي للأخلاق الحيوية السابع عشر والذي يعقد للمرة الأولى في العالم العربي تحت شعار «الدين والثقافة والخطاب العالمي للأخلاقيات الطبية والحيوية»، والذي افتتحته في الدوحة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وذكر د.الجارالله في تصريح صحافي بعد عودته إلى البلاد من مشاركته في المؤتمر أنه عرض خلاله أحدث وثائق المنظمة وتوصياتها حول النوازل الطبية مثل الطباعة الحيوية للأعضاء، والرحم الصناعي والذكاء الصناعي وتطبيقاته الطبية، مشيدا في الوقت ذاته بدور صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ في رعاية المنظمة ودعم فعالياتها.
وذكر د.الجارالله أن المؤتمر سلط الضوء على قضايا جوهرية شارك فيها أعضاء من الجمعية الدولية للأخلاقيات الطبية والحيوية، وشخصيات مرموقة من مشارب بحثية وأكاديمية متعددة في الأخلاقيات الطبية، مؤكدا أن الأديان لها دور مهم في صياغة الأخلاق الطبية الحيوية ولا يمكن استبعادها من معتقدات الناس وحياتهم اليومية. وأضاف «ومن الأهمية بمكان أخذها في الاعتبار عند تأسيس وتحديث أي سياسات في هذا المجال، حيث انه من المهم إدراك أن الأديان السماوية قد أنزلت لتقدم مبادئ توجيهية وإرشادية للبشرية لا تتغير باختلاف الزمان والمكان، مما يوفر مرجعية أساسية للنقاش الأخلاقي بعيدا عن نهج التجربة والخطأ، أو المقاربات المحددة زمنيا وهو أمر تتوافق معه المنظمات الصحية العالمية والأبحاث الطبية الحديثة».
وقال د.الجارالله إنه عرض أيضا إنشاء المنظمة بمرسوم اميري أصدره سمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، عام 1984، وبين كيف يتعامل الفقه الإسلامي مع النوازل والابتكارات الطبية الجديدة، من خلال إطار منهجي راسخ يعتمد على أصول الفقه وقواعده المتينة التي أرساها علماء الشريعة على مر العصور.
وأشار إلى انه قد بين خلال المؤتمر نهج المنظمة في دراسة هذه الأصول وصياغتها بطريقة جماعية موضوعية ومنهجية في كل نازلة على حدة من خلال مجموعة من القواعد الإرشادية الحاكمة تستهدف تحقيق التوازن بين مصالح العباد ودفع المفاسد عنهم، وفقا لمقاصد الشريعة الإسلامية بما يحقق المصلحة العامة للأمة الإسلامية ويدفع المفاسد عنها.
وأفاد بأنه تحدث في المؤتمر عن التاريخ المضيء للمنظمة في تصديها للعديد من القضايا الطبية مثل استخدام الخلايا الجذعية والاستنساخ واطفال الانابيب واستئجار الارحام ووضع القواعد والحقوق والواجبات للمرضى والعاملين في القطاع الطبي والوبائيات الطبية وكوفيد-19، وغيرها من النوازل الطبية منذ قديم الزمان مرورا بالذكاء الاصطناعي والطباعة الحيوية.
وشدد د.الجارالله على أهمية تعزيز الصحة وطب نمط الحياة والعلاقة المتبادلة بين تعزيز الصحة وبين المقاصد الخمسة للشريعة الإسلامية (الدين والبدن والعقل والعرض والمال)، مبينا أن المقاصد الخمسة تعزز الصحة عبر مكافحة الجهل والبطالة والخمول والسمنة والتدخين والكحوليات والإفراط في العام ومحاربة الشذوذ والامراض التي تنتقل عن طريق الجنس، وتحث الفرد على النشاط البدني والاعتدال في الطعام وتعلم طرق الاسترخاء والتصالح مع النفس وغيرها من اساليب المعيشة الصحية، مؤكدا اهمية ادخال علوم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في تعزيز الصحة وتحقيق المقاصد الخمسة.