- لويجي دي مايو لـ «الأنباء»: الكويت شريك قوي وموثوق للغاية وتلعب دوراً محورياً وفاعلاً في الحفاظ على استقرار المنطقة
- أمن المنطقة من أمننا ومخاوفنا واحدة ونحتاج بعضنا البعض لمواجهة التحديات المشتركة
- دور الكويت تخطى المنطقة إلى أوروبا ونثمّن دعمها تصويت مجلس الأمن لإدانة غزو أوكرانيا
- نعمل مع الكويت بشكل وثيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلينا مواصلة تعزيز الروابط الاقتصادية
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو، أن الكويت شريك قوي وموثوق للغاية يمكن الاعتماد عليه، لافتا إلى أن الكويت تلعب دورا محوريا وفاعلا في الحفاظ على استقرار المنطقة التي تحوي العديد من المناطق الملتهبة، مضيفا أن أمن المنطقة من أمننا ومخاوفنا واحدة ونحتاج بعضنا البعض لمواجهة التحديات المشتركة. ولفت دي مايو - في حوار خاص لـ «الأنباء» على هامش زيارته للبلاد، إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم التعاون المثمر بين معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي وكلية أوروبا في بروج لتبادل وتدريب الديبلوماسيين الشباب، معربا عن التزامه الشخصي بملف الكويت في الشنغن، ومؤكدا أن الكويتيين مثل مواطني دول مجلس التعاون يستحقون الإعفاء. وأضاف: نعمل مع الكويت بشكل وثيق في العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلينا مواصلة تعزيز الروابط الاقتصادية ونأمل أن تنتهي المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة في أقرب وقت ممكن، فإلى التفاصيل:
ما أبرز أهداف زيارتك للكويت؟ وبمن التقيت من المسؤولين الكويتيين؟ وما أبرز العناوين على أجندة هذه الاجتماعات التي جمعتك بهم؟
٭ هذه الزيارة الثالثة لي إلى الكويت منذ أن توليت مهام منصبي كممثل خاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج العربي، ولعل تطوير شراكة أقوى وأكثر شمولا وأكثر إستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ودول منطقة الخليج من أبرز مهام منصبي. سعدت بلقاء وزير الخارجية السفير عبدالله اليحيا خلال حضور حفل الاستقبال الذي أقامته سفارة الاتحاد الأوروبي في الكويت بمناسبة الذكرى الـ 5 لافتتاح سفارة الاتحاد الأوروبي، ونحن فخورون جدا بجهود السفيرة آن كوينستينن وفريق عمل السفارة، وخلال زيارتي إلى الكويت التقيت عددا من المسؤولين الكويتيين في إطار دعم وتعزيز العلاقات الثنائية واستشراف آفاق جديدة لها، منهم وزير الخارجية السفير عبدالله اليحيا ونائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد، كما شاركت في محاضرة بمعهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي، والتقيت عددا من ممثلي قطاع الأعمال سواء في القطاعين العام أو الخاص مثل ممثلي غرفة التجارة والصناعة وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر. وبصفة عامة، نحن نهدف إلى مواصلة العمل من أجل رفع مستوى الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة، والكويت بصفة خاصة. كما نعمل بالتوازي مع مجلس التعاون الخليجي كمنظمة إقليمية، ومع دول الخليج كل على حدة للنظر في الفرص المتاحة لكل دولة، فالاتحاد الأوروبي ينظر إلى الكويت كشريك قوي وموثوق به للغاية يمكن الاعتماد عليه ونتعاون معها على المستوى متعدد الأطراف.
هل شهدت الزيارة الحالية توقيع أي اتفاقيات ثنائية أو مذكرات تفاهم؟
٭ لم يتم التوقيع على أي اتفاقيات ثنائية أو مذكرات تفاهم خلال الزيارة لكننا نعمل مع معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي على مشروع طموح لتبادل وتدريب الديبلوماسيين الشباب من خلال التعاون المثمر بين معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي مع كلية أوروبا في بروج، والتي تعتبر من أقدم الكليات الديبلوماسية في أوروبا وترأسها فيديريكا موغيريني الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي سابقا.
كيف تصف علاقاتكم مع الكويت ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟
٭ علاقاتنا مع الكويت ممتازة ومتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، ولكننا لم نصل بعد إلى المستوى المأمول في ظل الإمكانات المتاحة في الاتحاد الأوروبي والكويت، أوروبا تستطيع أن تفعل الكثير للكويت، ولذلك نعمل مع الكويت بشكل وثيق في العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى سبيل المثال على مستوى الأمن الإقليمي لدينا هيكل جديد يتمثل في الحوار الأمني مع المسؤولين الكويتيين والذي يشمل عددا من الملفات مثل الأمن البحري والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، كما نتبادل الرأي والمشورة حول العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، ونحن في حاجة ماسة لاستمرار وتواصل مثل هذه المشاورات.
كما أن علينا مواصلة العمل في تعزيز الروابط الاقتصادية، لأن مجتمع الأعمال لدينا يستحق المزيد، ونأمل أن تنتهي المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة في أقرب وقت ممكن، أو على الأقل يجب علينا عمل صيغ تتكامل مع اتفاقية التجارة الحرة، لأننا ببساطة لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، أما فيما يتعلق بموضوع التأشيرات فقد اعتمد الاتحاد الأوروبي منح مواطني جميع دول مجلس التعاون الخليجي تأشيرة صلاحيتها 5 سنوات، ولقد كانت الكويت رائدة وسباقة في ذلك، أما فيما يتعلق بتسهيل إجراءات التأشيرة حيث سيكون الأمر مناطا بالبرلمان الاوروبي والمفوضية الأوروبية فيما يتعلق بكيفية المضي قدما فيما يتعلق بهذا الملف، فالمؤسسات الكويتية والمواطنون الكويتيون يعرفون جيدا أن بإمكانهم الاعتماد علي شخصيا حيث إنني ملتزم جدا بهذا الهدف، وأعتقد أن الشعب الكويتي مثل بقية شعوب مجلس التعاون الخليجي يستحق الإعفاء.
ما أهم رسالة تريد أن توصلها إلى الكويت ومختلف دول مجلس التعاون الخليجي؟
٭ أمننا واحد ومخاوفنا واحدة ونحتاج لبعضنا البعض، ونرى أن أمن المنطقة من أمننا، لذلك دعونا نواصل العمل في هذا الاتجاه، لنواجه معا التحديات المشتركة على المستوى المتعدد الأطراف، فنحن بحاجة إلى هذه الشراكة القوية والهيكلية والاستراتيجية مع دول مجلس التعاون.
كيف ترى الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ الكويت تلعب دورا محوريا وفاعلا في الحفاظ على استقرار المنطقة التي تحوي العديد من المناطق الملتهبة، فدور الكويت تخطى المنطقة إلى أوروبا، ونثمن لها دعم تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة غزو أوكرانيا والحفاظ على أمن وسلامة أراضيها، وبصفة عامة، تجمعنا مع الكويت العديد من القيم والمبادئ المشتركة، فكلانا يدعم استقرار منطقة الشرق الأوسط ويرى حاجة ماسة لإنهاء حالة التصعيد فيه، على الصعيد الفلسطيني كلانا يدعم حل الدولتين وندعم حرية الملاحة في الممرات الدولية وخصوصا البحر الأحمر.
كما أن ما يحدث في غزة كارثة إنسانية بحق ونحن ملتزمون بتنفيذ القرار الأخير الذي وافق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن وقف مستدام لإطلاق النار.
الروابط الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي يجب أن يتم تعزيزها، فما أبرز خطواتكم لتحقيق ذلك بخلاف اتفاقية التجارة الحرة؟
٭ علينا ربط مجتمعات الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي مع نظيراتها في اوروبا، كان لدي اجتماع جيد جدا مع غرفة التجارة والصناعة في الكويت وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر، ومن الواضح أن هناك مجالا لمحاولة ربط المزيد والمزيد من مجتمعات الأعمال لدينا وخصوصا في مجالات الامن الغذائي والرعاية الصحية والانشاءات من خلال عملية منظمة تذلل العقبات وتقضي عليها، فالكويت تمثل شريكا تجاريا مهما للاتحاد الأوروبي، وهناك اهتمام كبير جدا من جانب شركاتنا ومستثمرينا، حتى من أجل الاستثمار مع كياناتكم الاقتصادية في قطاعات الطيران والشحن وكذلك الموانئ، السكك الحديدية على طول شبه الجزيرة العربية، شركاتنا لديها اهتمام كبير بمشاريعكم التنموية.
كيف تستطيعون جعل شراكتكم مع دول مجلس التعاون أكثر نشاطاً وفاعلية؟
٭ إذا نظرنا إلى المستقبل، فعلينا أولا وقبل كل شيء إزالة أخطاء الماضي، فالأول يتعلق بالتجارة والثاني التأشيرة، وعلى وجه الخصوص، فإن 35 عاما من المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة طويلة جدا، لذا فإن جهودي خلال ولايتي هي العمل بالتوازي لإيجاد الحلول والبدائل لجعل الشراكة الاقتصادية أكثر فاعلية ونعمل مع الكويت لتذليل كل العقبات في سبيل تحقيق الهدف المنشود.