ألقى الجيش الإسرائيلي أمس آلاف المناشير على مدينة غزة تأمر جميع سكانها بإخلائها إلى مناطق زعم بأنها آمنة فيما تواجه المدينة هجوما ضاريا، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة فوضويا وخطيرا.
وحددت المنشورات المكتوبة باللغة العربية والموجهة إلى «كل المتواجدين في مدينة غزة» طرقا وممرات رسمت عليها أسهم للخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذر الجيش من أن «مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة». ونشر أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي على منصة إكس باللغة العربية منشور الجيش الذي ألقاه على مدينة غزة.
من جهتهم، وصف العاملون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة أوامر الإخلاء الإسرائيلية لسكان غزة بأنها «فوضوية بشكل خطير»، وتتسبب بنزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: «يصف زملاؤنا من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تهجير آلاف الأشخاص في مدينة غزة بأنه فوضوي بشكل خطير»، مضيفا أنه جاء في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة التي أمرت الناس بالمغادرة إلى أو عبر مناطق نشطة قتاليا أو مناطق تخضع لأوامر إخلاء منفصلة.
جاء ذلك، فيما تواصل إسرائيل استهداف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ لآلاف النازحين الذين دمرت بيوتهم بدعوى إيوائها عناصر من حماس، حيث أفاد مصدر طبي في مستشفى الناصر بخان يونس وكالة فرانس برس بأن غارة جوية «أسفرت عن 29 شهيدا وعشرات الجرحى» في «قصف استهدف بوابة مدرسة العودة التابعة للأمم المتحدة بعبسان شرق خان يونس» أمس الأول وهي رابع غارة جوية تطول مؤسسة تعليمية في القطاع الفلسطيني في غضون 4 أيام.
وقبل هذه الضربة أصيبت منذ السبت 3 مدارس تؤوي نازحين بضربات إسرائيلية خلفت ما لا يقل عن 20 قتيلا.
من جهته، ندد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني بتحول «المدارس من أماكن آمنة للتعليم إلى ملاجئ مكتظة وغالبا أماكن للموت والبؤس».
وقال ان ثلثي مدارسنا قصفت منذ بدء الحرب في القطاع بعضها دمرت وأخرى تضررت 4 مدارس تابعة للوكالة قصفت في قطاع غزة في الأيام الأربعة الأخيرة.
سياسيا، ومع الحديث عن استئناف مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في الدوحة والقاهرة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه بالمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط بيرت ماكغورك التزامه باتفاق التهدئة المحتمل في قطاع غزة، بشرط الحفاظ على الخطوط الحمراء لإسرائيل وهو ما قد يؤخر جهود الوساطة القطرية - المصرية - الأميركية. وكان مكتب نتنياهو قال في تصريح مكتوب قبل أيام ان نتنياهو يصر «على المبادئ التي وافقت عليها إسرائيل بالفعل وهي: أي اتفاق سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، ولن يكون هناك تهريب أسلحة إلى حماس، ولن تكون هناك عودة لآلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة، وستقوم إسرائيل بزيادة عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم». واتهمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نتنياهو بأنه عمل خلال الأشهر الماضية بشكل ممنهج على إفشال التوصل لأي صفقة تبادل لأسرى ومحتجزين.