- "إف.بي.آي" يحقق في محاولة اغتيال ترامب باعتبارها "إرهابا داخليا محتملا"
- جهاز الخدمة السرية سيتعاون مع تحقيق مستقل بعد حادث إطلاق النار في بنسلفانيا
فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسميا بترشيح الحزب الجمهوري للدورة الثالثة على التوالي وذلك لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
جاء ذلك في اليوم الأول من المؤتمر العام للحزب الجمهوري الذي بدأ في مدينة (ميلواكي) في ولاية (ويسكونسن) الأمريكية في ظل إجراءات أمنية مشددة وسط توتر شديد غداة محاولة اغتيال كادت أن تودي بحياة الرئيس السابق.
وحظي ترامب البالغ 78 عاما لدى وصوله إلى المدينة المطلة على بحيرة ميشيغن، باستقبال حار من جانب أنصاره.
والموقع الذي اختير لعقد مؤتمر الجمهوريين هو مجمع رياضي ضخم وحديث، جدرانه مغطاة بصور كبيرة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الذي يسعى لأن يصبح الرئيس السابع والأربعين.
ومن المقرر أن يلقي ترامب خطابا يوم الخميس بمناسبة ترشيحه للسباق الرئاسي لمنافسة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في نوفمبر المقبل.
وفي الوقت ذاته، اختار المرشح الجمهوري السيناتور من ولاية (أوهايو) جيه دي فانس لمنصب نائب الرئيس على بطاقة الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية 2024.
وقال ترامب في بيان على موقعه الخاص للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" إنه اتخذ هذا القرار بعد "تفكير ومداولات كثيفة" والأخذ بالاعتبار العديد من المرشحين الآخرين معتبرا أن سيناتور (أوهايو) هو "الشخص الأنسب" لتولي هذا المنصب.
واضاف ان "جيه دي فانس يتمتع بمسيرة مهنية ناجحة للغاية في مجال التكنولوجيا والمالية والآن سوف يركز بقوة خلال الحملة على الأشخاص الذين ناضل من أجلهم ببراعة وهم العمال والمزارعون الأمريكيون في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وأوهايو ومينيسوتا وأبعد من ذلك".
وباختيار ترامب لسيناتور اوهايو فإنه يكون قد استبعد المرشحين الاخرين لهذا لمنصب نائب الرئيس، وهما : حاكم (داكوتا الشمالية) دوغ بورغوم وسيناتور (فلوريدا) ماركو روبيو.
وقد ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بمرشّح خصمه الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيمس ديفيد فانس، واصفاً إياه بأنه "استنساخ لترامب".
وقال بايدن في تصريح لصحافيين إنّ السيناتور عن ولاية أوهايو هو "استنساخ لترامب"، وأضاف :"لا أرى أيّ اختلاف" بينهما.
كما اتّهم بايدن، سيناتور اوهاويو، بأنه يحابي الأثرياء، وشدّد الرئيس الاميركي في منشور على منصة "إكس "على أن فانس وترامب "يريدان زيادة الضرائب على أسر الطبقة المتوسطة مع تعزيز التخفيضات الضريبية للأغنياء".
وندّدت حملة بايدن الانتخابية بفانس ووصفته بأنه "متطرّف" و"ينكر نتيجة انتخابات 2020، ويدعم حظر الإجهاض على مستوى البلاد".
وكان ترامب قد قال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست" من طائرته وهو في طريقه لحضور المؤتمر الوطني "كان يفترض أن أكون ميتا"، مشيرا إلى أنها كانت تجربة "سريالية".
وأضاف ترامب للصحيفة "لم يكن من المفترض أن أكون هنا، كان يفترض أن أكون ميتا".
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب روى "تجربة سريالية" وهو يضع ضمادة بيضاء تغطي أذنه اليمنى.
وتابع ترامب أنه لو لم يمل رأسه قليلا إلى اليمين لقراءة رسم بياني حول المهاجرين غير النظاميين أثناء إلقاء خطابه في التجمع الانتخابي، لكان مات.
وقال "بفضل حسن الحظ أو بفضل الله، كثر يقولون إنني ما زلت هنا بفضل الله"، مشيدا بعناصر جهاز الخدمة السرية لقتلهم مطلق النار.
وأضاف "أردوه برصاصة واحدة بين عينيه. قاموا بعمل رائع. إنه أمر سريالي بالنسبة إلينا جميعا".
واحتلت صورة ترامب رافعا قبضته بعد إطلاق النار عليه فيما كان عناصر من جهاز الخدمة السرية يرافقونه، عناوين الأخبار في كل أنحاء العالم وانتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس الجمهوري السابق للصحيفة "يقول كثر إنها الصورة الأكثر تميزا التي رأوها على الإطلاق. إنهم محقون وأنا لم أمت. عادة يجب أن تموتوا للحصول على صورة مميزة وشهيرة".
ونوه ترامب بأنه يعكف على إعادة كتابة الخطاب الذي أعده لإلقائه في مؤتمر الحزب الجمهوري بعد محاولة اغتياله، موضحا أنه أعد "خطابا قاسيا جدا" عن "إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن الرهيبة. لكنني رميته" لاستبداله بخطاب يأمل بأن "يوحد بلادنا".
إلا أنه أضاف "لكنني لا أعرف إذا كان ذلك ممكنا. الناس منقسمون جدا".
هذا وبدأ الحزب الجمهوري الأمريكي مساء الاثنين مؤتمره الوطني العام، الذي يستمر 4 أيام، بالوقوف دقيقة صمت "للصلاة من أجل الضحايا وعائلاتهم" في حادث إطلاق النار على ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا يوم السبت الماضي.
ومن المتوقع أن يحضر نحو 50 ألف شخص المؤتمر الذي يحمل شعار (لنجعل أمربكا عظيمة مجددا) ويعقد في مجمع (فيسيرف فوروم) وسط مدينة (ميلواكي).
وتتخلل المؤتمر خطابات حماسية لكبار الجمهوريين وقياداتهم البارزة مع تسليط الضوء أيضا على موقف الحزب بشأن القضايا الداخلية التي تهم الناخب الأمريكي مثل: الهجرة والاقتصاد.
ووضع في محيط وسط مدينة "ميلواكي" سياج كبير يحرسه عناصر في جهاز الخدمة السرية الذي شدّد على أنه "مستعد تماما" لضمان الأمن في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
لكنه تعرض لانتقادات شديدة واتّهم بعدم توفير الحماية المناسبة لدونالد ترامب خلال التجمع الانتخابي الذي عقد في الهواء الطلق السبت الماضي.
وتم الإبقاء على البرنامج المكثف للمؤتمر العام للحزبب الجمهوري، وقال ديفيد بوسي، الصديق المقرب لترامب والذي يشارك في رئاسة المؤتمر، لوكالة فرانس برس "باستثناء تعزيز الإجراءات الأمنية خارج محيط المؤتمر، لن يكون هناك أي تغيير في جدول الأعمال".
واضاف "إنه نتاج أربع أمسيات تلفزيونية في وقت الذروة ونحن فخورون بها للغاية، ولن نقوم بتعديله بسبب حدث مأساوي".
إلى ذلك، دعا المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب الى إسقاط كل الدعاوى بحقه بعد قرار قاضية في فلوريدا حفظ القضية المتعلقة باحتفاظه بالوثائق السرية.
وقال ترامب على منصته "تروث سوشال" إن "حفظ قضية الاتهام غير المشروع في فلوريدا يجب أن يكون الخطوة الأولى، على ان يتبعها سريعا إسقاط كل" الدعاوى بحقه.
وذكرت وسائل إعلام محلية أمريكية ان قاضية اتحادية رفضت قضية الوثائق السرية المرفوعة ضد ترامب ما يزيل التحديات القانونية الرئيسية التي تواجهه لخوض سباق الانتخابات الرئاسية 2024.
ونقلت شبكة (سي.ان.ان) الإخبارية عن القاضية الجزئية إيلين كانون القول وفقا للحكم إن "تعيين المحامي الخاص جاك سميث ينتهك الدستور".
وأضافت كانون "يبدو أن الارتياح المتزايد للسلطة التنفيذية في تعيين مستشارين خاصين تنظيميين في العصر الحديث قد اتبع نمطا مخصصا مع القليل من التدقيق القضائي".
بدوره قال ترامب عبر شبكته الاجتماعية (تروث سوشيال) إن إسقاط القضية "يجب أن يكون مجرد خطوة أولى" داعيا إلى "إسقاط القضايا الأخرى التي تواجهه واعتبر التهم هجمات سياسية".
في غضون ذلك، تعهّد جهاز الخدمة السرية الأميركية بالتعاون مع تحقيق مستقل سيتم إجراؤه بشأن محاولة اغتيال ترامب خلال تجمّع انتخابي في بنسيلفانيا .
وقالت مديرة الجهاز كيمبرلي شيتل في بيان "يعمل جهاز الخدمة السرية مع الوكالات الفدرالية وفي الولايات، على فهم ما حصل وكيف حدث، وكيفية تجنّب وقوع حادث كهذا مجدّداً".
وأضافت شيتل "ندرك أهمية التحقيق المستقل الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن، وسنشارك فيه بشكل كامل. وسنعمل أيضاً مع اللجان المختصّة في الكونغرس بشأن أي إجراء رقابي".
وأمر بايدن بإجراء تحقيق كامل ومراجعة للإجراءات الأمنية المتخذة خلال التجمّع الانتخابي، إضافة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري المنعقد في ميلواكي.
بدوره، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) انه يحقّق في محاولة اغتيال ترامب باعتبارها عملا إرهابيا داخليا محتملا.
وقال روبرت ولز، مساعد مدير قسم مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفدرالي لصحافيين "نحن نحقّق في (الواقعة) باعتبارها محاولة اغتيال، لكننا نحقق فيها أيضا باعتبارها عملا إرهابيا داخليا محتملا".