لايزال اليسار الفرنسي يواجه صعوبة في تسوية الخلافات بين مكوناته للاتفاق على مرشح لمنصب رئيس الوزراء، وذلك خلال أسبوع حاسم يتضمن بدء أعمال الجمعية الوطنية الجديدة وانتخاب رئيسها المقبل بعد غد.
ومازالت «الجبهة الوطنية الجديدة»، ائتلاف الأحزاب اليسارية الذي حل في طليعة نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة، عاجزة عن التوافق على فريق حكومي، فقد طرح الشيوعيون مؤخرا اسم أوغيت بيلو رئيسة مقاطعة «لا ريونيون» الفرنسية في المحيط الهندي والقريبة من حزب فرنسا الأبية (يسار راديكالي)، غير أن هذا الخيار لم يحظ بموافقة الحزب الاشتراكي، وتم التخلي عنه.
والتوتر على أشده بين «فرنسا الأبية» والاشتراكيين، الحزبين الرئيسيين في الجبهة الشعبية الجديدة، واللذان يتنازعان زعامة المعسكر اليساري في الجمعية الوطنية الجديدة.
وسعيا للخروج من هذا المأزق، اقترح الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فور، مرشح حزبه لرئاسة الحكومة، توسيع الخيارات إلى «شخص من الخارج».
وأوضح انه «يجب أن نسعى لإيجاد شخص يأتي ربما من المجتمع المدني يسمح لنا بالمضي قدما معا».
في المقابل، طرح حزب فرنسا الأبية أولوية جديدة للتحالف اليساري، وهي التوافق على ترشيح مشترك لرئاسة الجمعية الوطنية، وهو المنصب الإستراتيجي الذي سيجري تصويت بشأنه بعد غد.
وينطوي هذا الاستحقاق على رهان كبير لليسار في وقت يسعى قسم من المعسكر الرئاسي منذ عدة أيام لبناء غالبية تكون بديلة عن الجبهة الشعبية الجديدة للفوز بهذا المنصب الأساسي الذي تعتزم الرئيسة الحالية ياييل برون بيفيه الاحتفاظ به.
وفي سياق هذه المناورات، قد تنجح الكتلة الوسطية في تخطي اليسار من حيث عدد الأصوات من خلال عقد اتفاق مع اليمين مثلا.
ومن المسائل التي تهيمن على المشهد السياسي الفرنسي أيضا مسألة «الجبهة الجمهورية» التي تشكلت للتصدي للتجمع الوطني اليميني في الانتخابات الأخيرة والتي يأمل اليسار في مواصلتها داخل الجمعية الوطنية من خلال منع «التجمع الوطني» من شغل أي منصب مهم.