كثفت إسرائيل ضرباتها القاتلة على غزة بينما المفاوضات غير المباشرة الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لا تزال معطلة، وسط ترجيحات بإرجاء الهدنة الجديدة المأمولة لما بعد الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن نهاية الشهر الجاري.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم لا نتوقع التوصل لصفقة إلا بعد زيارة نتنياهو لواشنطن.
ومن المتوقع أن يلقي نتنياهو خلال الزيارة كلمة أمام الكونغرس الأميركي في 24 الجاري، كما سيلتقي الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.
وقال نتنياهو خلال جلسة للبرلمان (الكنيست) أمس أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتعرض لضغط عسكري متزايد مع دخول الحرب شهرها العاشر، بينما طالبه زعيم المعارضة يائير لابيد بالتنحي عن منصبه.
وقال لابيد لنتنياهو خلال جلسة الكنيست «أنت منفصل عن الواقع وما يشغلك هو سلامتك الشخصية وراحة ابنك». ودعا لابيد رئيس الوزراء بالتنحي عن منصبه، لافتا إلى أن الغالبية العظمى في إسرائيل تريد ذلك.
بدوره، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت إن شروط التوصل لاتفاق نضجت لكن نتنياهو يعرقلها من خلال زيادة الصعوبات أمام التوصل إليها.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن غالانت قوله إنه إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل في غضون أسبوعين فذلك يعني حسم مصير المختطفين.
في سياق متصل، أظهر تقرير جديد صادر عن معهد «سياسة الشعب اليهودي» في تل أبيب، وأوردت نتائجه «سكاي نيوز عربية»، أزمة الثقة المتزايدة للقيادة السياسية والأمنية في أوساط الاسرائيليين. وبحسب التقرير، فقد انخفضت الثقة في الجيش الإسرائيلي بشكل كبير، حيث أعرب 55% من اليهود المشمولين بالمسح عن ثقة منخفضة في جيشهم، وكان الانخفاض «صارخا» بشكل خاص بين الإسرائيليين المتطرفين، حيث أبدى 80% منهم عدم الثقة بالجيش.
وامتد هذا التآكل في الثقة إلى المجال السياسي، حيث لم يثق سوى 27% من الإسرائيليين بنتنياهو، ولم يثق سوى 26% بالحكومة.
ميدانيا، كثف الجيش الاسرائيلي ضرباته على مختلف أنحاء غزة، فيما أحصت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» 81 شهيدا خلال 24 ساعة في القطاع.
وأعلنت الوزارة في بيان أن حصيلة الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع والتي دخلت شهرها العاشر، ارتفعت إلى 38794 قتيلا على الأقل، مشيرة إلى أن إجمالي عدد الجرحى بلغ 89364 إصابة منذ السابع من أكتوبر.
وقصفت القوات الإسرائيلية مناطق في وسط غزة خاصة المناطق الشرقية من مخيمي البريج والمغازي، كما نفذت دبابات إسرائيلية توغلا محدودا داخل رفح جنوب القطاع.
وعلى الرغم من ذاك، قال جيش الاحتلال إن تقديراته تشير إلى أن «حماس» لا تزال قادرة على قصف تل أبيب والقدس.
وحسب تقديرات الجيش، فإن الحركة «لا تزال تملك صواريخ بعيدة المدى، ولم يعمل الجيش حتى الآن ضد 3 من كتائبها».