بيروت ـ عامر زين الدين
شكل المؤتمر الاغترابي الأول للتنمية المحلية، الذي افتتح في مركز «كارلوس سليم الرياضي والمجتمعي في حمانا» بالمتن الأعلى، دعوة لبنانية متجددة للمغتربين للاهتمام بوطنهم الأم، لاسيما في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي تهدد لبنان.
وشهد افتتاح المؤتمر كلمات، بدءا من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، الذي عبر عن أهمية «التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية مستدامة لكونها عنصرا أساسيا في حياة كل إنسان وجماعة».
وقال: «القيمون على أرض الوطن هم المسؤولون الأول عن المحافظة على أرض الآباء والأجداد، وعدم بيعها، لكوننا عليها كتبنا تاريخنا، ومنها اتخذنا هويتنا وقيمنا الروحية والمعنوية والاجتماعية. عاميتا حمانا الأولى عام 1800، والثانية عام 1805، هما علامتا وطنيتنا. وها مؤسساتنا الكنسية، كنائس ومدارس وأديارا، وتلك الخاصة بإخواننا الموحدين الدروز، علامة ناطقة لهويتنا ولعيشنا المشترك، ولتعدديتنا في الوحدة الوطنية».
وأضاف: «إن معظم المغتربين هاجروا أرض الوطن مقهورين، لذا بقي حنينهم للوطن قويا، وكذلك تعاطفهم مع أهلهم، فأمدوهم بالمساعدات كلما توافرت الإمكانات. ولكن الأهم إيجاد الحلول الحياتية لهم لتشجيع المنتشرين على دعمهم للحفاظ على الأرض واستغلالها وتثبيت المقيمين فيها».
وتوجه الراعي بـ «تحية إكبار لكل المنتشرين الذين حرموا التمتع بأرض الأجداد في ربوع الوطن. واشكرهم على تضحياتهم وعلى دعمهم للمقيمين، خاصة في هذه الظروف الضيقة، وادعوهم للمحافظة على جذورهم التي منها يستمدون الحياة، وذلك عبر تسجيل وقوعاتهم في سجلات النفوس اللبنانية في سفاراتنا وقنصلياتنا مستعينين بمكاتب المؤسسة المارونية للانتشار».
بدوره، تناول شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د. سامي أبي المنى «المبادرة الجامعة بين الاغتراب والمجتمع المحلي، والهادفة إلى التنمية واحتضان الشباب الواعد بما لديه من طاقات وبما يحلم به من إقامة مشاريع تنموية منتجة، تأتي مكملة لما بدأنا به على مستوى الطائفة، وعلى مستوى الشراكة الدرزية المسيحية في هذا الجبل، ولما أعددناه في هذا الاتجاه منذ أشهر. وما نحن بصدد إعلانه قريبا، كميثاق وفاق، بين أهل العقل والتوحيد وأهل النور والمحبة، انطلاقا من أرض المصالحة والعيش الواحد في جبل الاباء والأصالة».
وأمل ابي المنى ان يفتح المؤتمر «كوة من نور وأمل في وطن كاد الغرباء عن وطنيتهم أن يوصلوه إلى حافة اليأس والفشل، بما يمعنون فيه من المبارزة في الولاءات واستجلاب الوصايات، شرقا وغربا، وما يضعونه من عوائق أمام تطبيق الدستور وبناء المؤسسات، في ما نحن بحاجة إلى التفاهم والحوار والتضامن وتعزيز الثقة فيما بيننا، لمواجهة الواقع الصعب الذي يعيشه لبنان، في ظل وجود كيان صهيوني معتد غاصب، وروح إجرامية متمادية لا تقيم وزنا للمبادئ الإنسانية وللقرارات الدولية، وفي ظل الأطماع المتعددة بخيرات بلادنا، ونمو الأزمات المتنقلة في الجوار، وتفاقم أزمات النزوح واللجوء واستباحة سيادة الدولة وطاقاتها، بما يلقي بثقله على المجتمع اللبناني بأسره، وما يدعونا للتنبه والنهوض من واقع الغفلة والمشاحنات والعنتريات الكلامية والاستفزازات المتبادلة إلى واقعية الرؤية المستقبلية المحصنة بالأمل والعمل وإرادة الحياة».
من جهته، شدد وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي في كلمته «على دور المغربين في تفعيل وتطوير منظومة التعليم التربوي والمشاريع بهذا الصدد».
وركز «على جدوى التطوير التربوي ليس في المدن فحسب وانما ايضا في المناطق والقرى النائية والبعيدة من العاصمة».
كذلك شهد الافتتاح كلمات لكل من المطرانين انطوان ابو نجم وسلوان موسى ود. فيليب سالم، ركزت على دور الاغتراب في دعم الوطن والشباب.
وسيستمر المؤتمر ليومين متتاليين.