تبادلت إسرائيل والحوثيون في اليمن التهديدات مجددا بضربات قاسية، فيما أعلنت تل ابيب اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه مدينة إيلات على البحر الأحمر، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وجاء تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، قبيل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي جو بايدن وإلقائه خطابا أمام الكونغرس غدا، في محاولة لتمتين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد أن شابتها توترات بسبب حرب غزة.
وتوعد الحوثيون بالرد على غارات شنتها مقاتلات إسرائيلية استهدفت ميناء الحديدة اليمني ما تسبب ايضا بحريق هائل، في فصل جديد من التصعيد الإقليمي المتصل بالحرب في قطاع غزة.
وتعهد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أمس بـ «رد هائل على عدوان» إسرائيل، بالرغم من ان وزير دفاع الأخيرة يوآف غالانت توعد عقب غارات الحديدة، بعمليات أخرى ضد الحوثيين «إذا تجرأوا على مهاجمتنا».
وبعد الضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة مساء أمس الاول، وهي الأولى التي تتبناه تل أبيب في اليمن، افاد الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض صاروخا آتيا من اليمن و«كان يقترب من إسرائيل»، باتجاه مدينة إيلات على البحر الأحمر. وأضاف الجيش في بيان انه تم «اعتراض صاروخ أرض-أرض أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل من خلال منظومة حيتس 3»، موضحا ان الصاروخ «لم يدخل الأراضي الإسرائيلية. وأطلقت صافرات الإنذار بسبب احتمال سقوط شظايا» مؤكدا «انتهى الحادث». وأغارت مقاتلات إسرائيلية على ميناء الحديدة الاستراتيجي الخاضع لسيطرة الحوثيين في غرب اليمن، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة حوالى 90 آخرين.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الميناء المستهدف يستخدم «طريق إمداد رئيسيا لايصال الأسلحة الايرانية من طهران إلى اليمن، بما في ذلك الطائرة المسيرة التي استخدمت في الهجوم الذي استهدف تل أبيب فجر الجمعة الماضية.
وفيما استمرت محاولات إخماد النيران في ميناء الحديدة، أكد الحوثيون انهم قصفوا «أهدافا مهمة» في إيلات، كما استهدافوا سفينة أميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع في بيان «إن القوة الصاروخية في القوات المسلحة نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت أهدافا مهمة في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة».
وتابع أن العملية تمت «بعدد من الصواريخ الباليستية، وحققت أهدافها بنجاح».
وأضاف سريع «أن القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت عملية عسكرية مشتركة استهدفت سفينة (Pumba) الأميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة».
وأعلنت الملكة العربية السعودية أنها تتابع بـ«بقلق بالغ» تطورات التصعيد العسكري في اليمن.
وقالت الخارجية السعودية في بيان اوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) إن المملكة «تتابع بقلق بالغ تطورات التصعيد العسكري في اليمن بعد الهجمات الإسرائيلية التي شهدتها محافظة الحديدة».
وأكدت الوزارة أن الغارات الإسرائيلية «تضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة»، داعية «جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب».
وفي سياق متصل، أفاد الناطق باسم وزارة الدفاع السعودية العميد تركي المالكي بأن «المملكة ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف ميناء الحديدة، والمملكة لن تسمح باختراق أجوائها من أي جهة كانت».