بيروت - عامر زين الدين
استحوذت الرسائل النصية المتبادلة بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط والرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين الشيخ موفق طريف بعد استقبال الأخير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على الاهتمام الواسع في أوساط الطائفة الدرزية، علما أنها المرة الأولى التي يتم فيها النقاش بين قيادات الطائفة الروحية والسياسية علنيا بهذا الخصوص وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، فجنبلاط الذي عبر في رسالته الأولى عن انزعاجه الشديد من استقبال بنيامين نتنياهو حيث رأى في الخطوة انها «تضر بالموحدين جميعهم في فلسطين كما في لبنان وسائر الدول»، اعتبر ان «الشجاعة التي هي أيضا من شيم أبناء الطائفة، والتي نعهدها بكم، كانت تقتضي عدم استقبال نتنياهو في ظل كل ارتكاباته، واتخاذ الموقف الصريح ضد ما يقوم به».
وضمن الرد الذي تولاه الشيخ طريف، أبدى «الحرص على نقاء الطائفة وهويتها التوحيدية وتاريخها ومستقبلها، وفي الوقت نفسه احترام الدولة وقوانينها وحقوق مواطنيها وحق المواطنة فيها، حالنا حال سائر المواطنين العرب في إسرائيل، راجين أن يبقى دروز لبنان على العهد الثابت في الحفاظ على دولتهم ووطنهم، تماما كما نرجو من دروز سورية ومن الدروز في كل مكان، مهما صعبت الظروف. وبعد أن تتيسر الحال أمامكم بحل المشاكل الداخلية في لبنان باعتبارك أحد الزعماء والقادة البارزين، سنتحدث حول طرق مساعدتنا للإخوة الفلسطينيين من أجل نيل حقوقهم وبناء دولتهم وإحلال السلام العادل في المنطقة بأسرها».
وأضاف: «تعلمون عمق التواصل والتعاون والعلاقات التي تربطنا مع المجتمع الفلسطيني، قيادة شرعية وشعبا، وهم الذين يقدرون الطائفة ويحترمونها. ونقدر ونحترم شخصيا دور مصر والأردن والإمارات وقطر والمملكة العربية السعودية في الإشراف والوساطة من أجل ايقاف الحرب الدائرة وإحلال السلام وهذا أملنا منذ اندلاع الحرب. نحن في هذه البلاد نعيش بحرية واحترام، ولا نخاف ولا نهاب أي إنسان كان، ولا نتردد في اتخاذ أي موقف لمصلحة الطائفة. مواقفنا ومبادئنا الشريفة والواضحة معروفة للقريب والبعيد، ولن نرضى أن يزايد عليها أحد».
وختم الشيخ طريف: «في أعرافنا وكما تعودنا فإننا نستقبل ونحترم من يزورنا من أجل مصلحة الطائفة وحقوقها بغض النظر عن شخصه، فلا نبدل في عاداتنا التي هي أمانة يجب أن نحافظ عليها دائما».
وجاء في رد جنبلاط: «إنني أبادلك الحرص ذاته على أن تكون أمور طائفة الموحدين الدروز في كل أماكن تواجدهم محفوظة الكرامة، تحت سقف هويتهم العربية الإسلامية، التي يحاول كثيرون تشويهها، وواجب علينا وعليكم التصدي لذلك. ولعله من المفيد لفت النظر إلى أن ما يجري في فلسطين المحتلة من عدوان تنفذه حكومة بنيامين نتنياهو إنما هو عدوان ضد الإنسانية جمعاء، وهذا ما يطال وجدان وضمير كل إنسان، وكل العرب والمسلمين، ونحن وأنتم منهم، ولذا وجب أن يكون الموقف واضحا ضد هذا العدوان الذي يطالنا جميعا».
وختم جنبلاط: «اسمح لي بما أظهرتم من حرص على التواصل المباشر، أن أؤكد على ذلك، لضرورة التنسيق بما يعود بالنفع على كل أبناء الطائفة، ولا يضر بأي مجموعة منهم في مناطق تواجدهم، وأن يخدم تثبيت وترسيخ انتمائنا جميعا للهوية العربية الإسلامية».