وقّعت حركتا المقاومة الإسلامية «حماس» و«فتح» الفلسطينيتان اتفاقا برعاية الصين يتضمن «إنهاء الانقسام» والعمل معا لتشكيل «حكومة وفاق وطني موقتة» لإدارة الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وحمل الاتفاق اسم «إعلان بكين»، بينما هاجمت إسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتوقيعه الاتفاق. ووفقا لـ«إعلان بكين»، اتفقت الفصائل الفلسطينية الـ 14 التي شاركت في اجتماع استضافته الصين على «تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية وبقرار من الرئيس محمود عباس بناء على القانون الأساسي الفلسطيني المعمول به، وبحيث تمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة بما يؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة». ونص الإعلان الصادر بعد دخول الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة المحاصر شهرها العاشر، على أن «تبدأ حكومة الوفاق الوطني بتوحيد المؤسسات الفلسطينية كافة في أراضي الدولة الفلسطينية والمباشرة بإعادة إعمار قطاع غزة والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية بأسرع وقت وفقا لقانون الانتخابات المعتمد». وقد أشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي بالتوقيع على «إعلان بكين»، وأوضح أن «أهم نقطة هي الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية موقتة حول إدارة غزة بعد الحرب».
وشدد وانغ يي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في بكين بحضور كل من نائب رئيس اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمود العالول والقيادي في «حماس» موسى أبومرزوق، على أن «المصالحة شأن داخلي يخص الفصائل الفلسطينية، لكن في الوقت عينه، لا يمكن أن تتحقق من دون دعم المجتمع الدولي».
وجدد وزير خارجية الصين الدعوة وانغ إلى «وقف إطلاق نار شامل ودائم وقابل للتطبيق في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، من أجل ضمان تيسير دخول المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإغاثة»، مشددا على أنه «لا يوجد أي عذر يمكن أن يبرر وقوع ضحايا مدنيين وإطالة أمد الحرب».
وتعليقا على «إعلان بكين»، قال وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس «بدلا من رفض الإرهاب، يحتضن محمود عباس القتلة من حماس ويكشف عن وجهه الحقيقي».
وأكد ان قيام حكومة مشتركة بين«فتح» و«حماس» «لن يحدث لأن حكم حماس سيتم سحقه».
ميدانيا، شنت إسرائيل المزيد من الضربات القاتلة على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة حيث اضطر الآلاف للفرار تحت القصف والغارات، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم كبار السن والأطفال والنساء.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المدمر والمحاصر إلى 39 ألفا و90 شخصا على الأقل، بينما وصل عدد المصابين إلى 90 ألفا و147 شخصا منذ السابع من أكتوبر الماضي. على الصعيد الإنساني، أعربت منظمة الصحة العالمية عن «القلق البالغ» من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال بمياه الصرف الصحي، محذرة من خطر الأمراض المعدية على حياة سكان القطاع. وقال أياديل ساباربيكوف رئيس فريق «الصحة العالمية» المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنه يشعر بقلق بالغ من احتمال انتشار أي أمراض في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية.