تواصل الاضطراب في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة إعلان شركة السكك الحديد عن تعرضها «لهجوم ضخم» أتى قبل ساعات من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024.
وسجلت حركة القطارات السريعة تحسنا لكن الاضطرابات ما زالت قائمة.
وأوضحت شركة «إس إن سي إف» أنه تم تشغيل ما معدله سبعة من عشرة قطارات سريعة السبت على ثلاثة خطوط رئيسية.
وقالت الشركة في بيان «على الخط الشمالي وخط بريتاني والخط الجنوبي الغربي، تم تشغيل سبعة من عشرة قطارات في المعدل مع تأخير لمدة ساعة أو اثنتين».
وأضاف البيان أن الموظفين في الشركة الوطنية للسكك الحديد «عملوا طوال ليل الجمعة في ظل ظروف صعبة تحت المطر لتحسين الرحلات على القطارات السريعة المتضررة من أعمال التخريب».
وتعرضت الشركة إلى «هجوم ضخم» ليل الخميس الجمعة ما تسبب باضطراب كبير في حركة القطارات أثر على 800 ألف مسافر قبل حفل الافتتاح. وقالت إن «العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة» أثرت على خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية.
وعلى رغم التحسن في الحركة، أعرب ركاب عن خيبة أملهم من الاضطراب في فترة مزدحمة خصوصا لجهة سفر العديد من الفرنسيين لتمضية إجازات الصيف.
وشكت كاثلين كوفيلييه في مدينة ليل بشمال البلاد، إلى أن رحلتها إلى أفينيون (جنوب) برفقة نجلها البالغ عامين، ستكون أقرب إلى «جحيم». وأشارت إلى أنها باتت مضطرة لأن تستقل قطارا أبطأ إلى باريس، والانتقال منها على متن قطار آخر إلى أفينيون. وأوضحت «كانت مدة الرحلة أربع ساعات، والآن ستصبح سبع ساعات».
بدورها، أسفت سيسيل بونفون لعدم توافر أي «خيار» لها بعد إلغاء رحلتها من ليل إلى مدينة نانت في غرب فرنسا.
وأوضحت الشركة المشغلة أن الحركة عبر الخط الشرقي ستجري كالمعتاد، مرجحة أن تستمر الاضطرابات الأحد على الخط الشمالي وأن يشهد الخط الأطلسي تحسنا.
وفتحت النيابة العامة في باريس تحقيقا في الهجمات. وأفاد مصدر مقرب من التحقيق بأن العملية «أعدت على نحو جيد» وتقف خلفها جهة واحدة.
وأوضحت الشركة الجمعة أن «حرائق متعمدة» أضرمت في محطات الإشارات في كورتالين على بعد حوالى 140 كيلومترا جنوب غرب باريس، وفي كرواسي على بعد 200 كيلومتر شمال العاصمة، وبايني-سور-موزيل على بعد 300 كيلومتر إلى الشرق، متحدثة عن «هجوم واسع النطاق».
وعلى خط الجنوب الشرقي تمكن عمال السكك الحديد من «إحباط عمل خبيث» أثناء قيامهم بعمليات صيانة ليلية في فيرجيني، على بعد حوالى 140 كيلومترا جنوب شرق باريس. ورصد العمال أشخاصا وأبلغوا قوات الدرك، ما دفعهم إلى الهروب، وفق فاراندو.
وقدرت «إس إن سي إف» أن حوالي 250 ألف مسافر تأثروا جراء ذلك.
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة جان بيار فاراندو أن «الهجوم الضخم» على شبكة القطارات السريعة يؤثر على 800 ألف راكب.
وأضاف «من المتوقع أن يستمر الوضع طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل أثناء إجراء الإصلاحات»، موضحا أن الحرائق استهدفت أنابيب «تمر عبرها العديد من الكابلات المستخدمة في محطات الإشارات» و«علينا إصلاح الكابل تلو الكابل».
وندد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت بـ«عمل إجرامي مشين».
ووقع الهجوم قبيل حفل افتتاح الألعاب الأولمبية حيث كان العديد من المسافرين يعتزمون التوجه إلى العاصمة، كما سبق نهاية أسبوع تشهد حركة واسعة في وسائل النقل في موسم العطل الصيفية.
ولجأ موظفو شركة السكك الحديد إلى إجراءات استثنائية داخل محطات القطار لتسهيل الحركة، مثل السماح بصعود عدد من الركاب يفوق عدد المقاعد، أو عدم التأكد من حيازة كل منهم تذكرة.