احتشد الآلاف في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل أمس، لتشييع 12 فتى وفتاة قتلوا في هجوم صاروخي على البلدة أمس الأول.
وحملت دمشق إسرائيل مسؤولية الهجوم. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين انه يقع «في إطار محاولاتها لتصعيد الأوضاع في منطقتنا». وقالت: «اقترف كيان الاحتلال الإسرائيلي جريمة بشعة في مدينة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، ثم قام بتحميل وزر جريمته للمقاومة الوطنية اللبنانية».
وأدانت «استمرار قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب المجازر يوميا الواحدة تلو الأخرى». واستنكرت «محاولاته المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه، كما تحمله المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة». وحملت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»: «الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية المجزرة». وقالت إنه بعد تشييع الضحايا: «وصل وزير المالية اليميني المتطرف يسرائيل سموتريتش ووزراء آخرون في حكومة الاحتلال برفقة حراسهم إلى مكان وقوع المجزرة في الملعب البلدي وقام الأهالي بطردهم وصرخوا في وجوههم: أنتم قتلة.. ارحلوا من هنا.. أوقفوا الحرب».
وشهدت البلدة الدرزية حدادا وتوقفا تاما للحياة إذ أغلقت المحال التجارية أبوابها فيما تم وضع نقاط تفتيش عند مداخل قرى الجولان، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان القصف طال ملعبا لكرة القدم في البلدة الدرزية حيث كان يلهو الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاما، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وخلال الجنازة التي تقدمها أطفال يحملون أكاليل الزهور، انهمرت دموع الرجال الذين يحملون النعوش. وحمل آخرون صورا كبيرة للضحايا. وردد المشيعون المراثي الحزينة.
وقال فادي محمود الذي يعمل في قطاع البناء إنها «المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا هنا». وأضاف محمود (48 عاما) لوكالة فرانس برس: «مجتمعنا متماسك للغاية وهؤلاء الأطفال هم أطفال كل البلدة». أما زياد (63 عاما) فرأى أن «الجميع يفضل منع تصعيد الوضع. يريد الناس أن يمكثوا في منازلهم ويحزنوا، هذا هو المطلوب بدلا من المبالغة في رد الفعل». وترفض نسبة كبيرة من سكان البلدة الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجوم، داعية إلى «تفادي تصعيد عسكري جديد». وقالت في بيان: «تدين فرنسا بشدة الهجوم الذي استهدف بلدة مجدل شمس الدرزية في الجولان السوري المحتل، وأسفر عن حصيلة ثقيلة بنحو خاص». وأضافت الخارجية الفرنسية أن «فرنسا تدعو إلى بذل كل الجهود لتفادي تصعيد عسكري جديد».