- رئيس المكتب السياسي لحماس سيوارى الثرى في الدوحة غداً الجمعة.. إسرائيل: لا نريد الحرب لكننا مستعدون لكل السيناريوهات
صبت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، المزيد من الزيت على نار الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، والتي امتدت نيرانها إلى ضاحية بيروت الجنوبية بعد إعلان إسرائيل اغتيال المسؤول العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر. وقد توعدت كل من إيران وحماس بأن الاغتيـال لــن يمـر دون رد، في وقت أعلن الإضراب وخرجت مسيرات كبيرة في الأراضي الفلسطينية للتنديد بالعملية والمطالبة بالرد.
ولعل أول التداعيات ستظهر على المفاوضات التي ترعاها قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمعتقلين بين إسرائيل وحماس.
ونقلت شبكة «سي بي إس» عن مصدر مطلع على محادثات الهدنة إن: اغتيال هنية قد يعقد جهود الوساطة لأنه كان صانع قرار رئيسيا فيها. وأضافت ان هنية أدرك قيمة الاتفاق ولعب دورا في تحقيق اختراقات بالمحادثات. وتساءل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عن مستقبل تلك المفاوضات. وقال: الاغتيالات والتصعيد يطرحان السؤال: كيف تجرى مفاوضات يقتل فيها طرف من يفاوضه؟ وقد بحث الشيخ محمد بن عبدالرحمن مع وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين ديفيد لامي وجون هيلي تداعيات الاغتيال.
وإثر إعلانها مقتل رئيس مكتبها السياسي مع أحد حراسه الشخصيين توعدت حماس بأن «الاغتيال لن يمر سدى». ونعت في بيان هنية رئيس الحركة «الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد».
وقال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبومرزوق إن «اغتيال القائد إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر سدى»، بينما قال القيادي في الحركة خليل الحية: ننتظر التحقيقات الكاملة من السلطات الإيرانية، مشيرا إلى أنه اغتيل بصاروخ موجه استهدفه في غرفته، معتبرا انه ليس إنجازا استخباراتيا، لأنه لم يكن في مكان سري. وأضاف: نحن وإيران والمنطقة والعالم لا نريد حربا لكن يجب الرد على اغتيال هنية، ومن يتحمل المسؤولية هو من أشعل المنطقة.
وأعلنت حماس أن هنية، سيوارى الثرى في الدوحة غدا الجمعة، عقب تشييع شعبي له في العاصمة الإيرانية اليوم.
وقالت في بيان: «تقام صلاة الجنازة على روح الشهيد القائد في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة» قبل أن يوارى الثرى في مقبرة لوسيل شمال الدوحة.
وفي الأراضي المحتلة، دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى إضراب شامل والخروج في مسيرات احتجاج، فيما دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال هنية، واصفا إياه بأنه «عمل جبان وتطور خطير». وأعلن عباس الحداد العام ليوم واحد على هنية.
من جهتها، اعتبرت القوى الفلسطينية أن اغتيال هنية «يأتي في إطار حرب الإبادة والتدمير والقتل»، وأعلنت «الإضراب الشامل ومسيرات غضب احتجاجا».
ففي مدينة رام الله وعدد من مدن الضفة الغربية المحتلة غادر الموظفون الحكوميون مقار عملهم، وأغلقت المحال التجارية أبوابها. وخرج الآلاف في مدن عدة بالضفة الغربية من بينها رام الله والخليل ونابلس وطولكرم بمسيرات احتجاجية تنديدا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس. وفي رام الله مقر السلطة الفلسطينية هتف المحتجون «من ضفتنا تحية لأبوالعبد هنية» و«نحن للأقصى فداء».
وفي طهران، توعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بإنزال «أشد العقاب» بإسرائيل، متهما إياها باغتيال هنية، فيما أعلنت الحكومة الحداد لـ 3 أيام.
وقال خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): «بهذا العمل جر النظام الصهيوني المجرم والإرهابي على نفسه أشد العقاب.. ونعتبر من واجبنا الثأر لدماء (هنية) التي سفكت على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
بدوره، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن هنية كان ضيفا رسميا لدينا والجريمة انتهاك للقوانين والأسس الدولية. وتابع: «بات واضحا أهمية اتخاذ خطوات من العالم وخاصة الدول الإسلامية لمواجهة هذا الكيان المحتل والمجرم».
من جهته، قال النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف إن طهران ليست لديها نية لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط، في أعقاب اغتيال هنية.
وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني أن «مقر إقامة إسماعيل هنية، تعرض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك استشهد هو وأحد حراسه الشخصيين».
وفيما قال الحرس الثوري إنه «يجري التحقيق» في الواقعة، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن «هنية كان في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما استشهد بمقذوف جوي».
وفي السياق، نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مشاركة الولايات المتحدة في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وقال في مقابلة متلفزة نشر مكتبه مقتطفات منها «أولا لم نكن على علم وليس لنا يد».
وحذر من انه «لا يمكن التكهن بالتأثير الذي سيتركه اغتيال هنية»، مؤكدا «سنستمر في مساعي وقف إطلاق النار في غزة»، وأكد وزير الخارجية الأميركي على أن وقف إطلاق النار في غزة «ضرورة دائمة».
ونقلت شبكة «سي بي إس» الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن تعتقد أن هنية وشكر قتلا في غارات إسرائيلية.
إلى ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله: «لا نريد الحرب لكننا مستعدون لجميع السيناريوهات».
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية في مؤتمر صحافي إن: إيران تتحمل أي تصعيد ينتج عن أفعالها، وسنعمل لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل.
واتهم حماس برفض التوصل لاتفاق للإفراج عن المحتجزين. وأكد الالتزام «بالتفاوض ويمكن التوصل لاتفاق مع حماس وهذا ممكن عبر الضغط العسكري».
وأضاف: لن نعلق على اغتيال إسماعيل هنية، لكنه أكد استهداف: فؤاد شكر الرجل الثاني في حزب الله اللبناني.
أعربت عن قلقها البالغ إزاء ما أقدم عليه الكيان الإسرائيلي
الكويت تدين اغتيال إسماعيل هنية: عمل إجرامي وانتهاك صارخ للقانون الدولي
كونا: أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للهجوم الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأدى إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية إسماعيل هنية.
وقالت الوزارة في بيان أمس «إن الكويت تعبر عن قلقها البالغ إزاء ما أقدم عليه الكيان الإسرائيلي من عمل إجرامي وغير مسؤول، مؤكدة أن ذلك السلوك العدواني يعتبر تطورا خطيرا وانتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي، وأهمها احترام سيادة الدول المستقلة».
وأشارت إلى دعوة الكويت للأمم المتحدة وسائر المجتمع الدولي إلى الوقوف وبشكل حازم وفوري لتفادي أي تصعيد عسكري قد يدخل المنطقة والعالم في متاهات الفوضى ودوامة العنف ويقوض فرص السلام، مجددة المطالبة بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الاعتداءات وعمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق.
وبينت وزارة الخارجية أن الكويت تتقدم الى الشعب والقيادة الفلسطينيين بالتعازي والمواساة.
إدانة دولية وإقليمية: تصعيد خطير يقوض فرص السلام في الشرق الأوسط
عواصم - وكالات: أدانت دول العالم عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية في طهران، وحذرت من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام.
ودانت دولة قطر اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية، معتبرة أنه «جريمة شنيعة وتصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي والإنساني».
وقالت الخارجية القطرية إن «عملية الاغتيال والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام». وأعربت سلطنة عمان عن إدانها واستنكارها الشديدين لاغتيال هنية، وقالت الخارجية العمانية في بيان إن ذلك يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني وتقويضا واضحا لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أدانت القاهرة التصعيد الإسرائيلي الخطير، واعتبرت الخارجية المصرية في بيان أنه ينذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، وطالبت مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليا، بالاضطلاع بمسؤوليتهم في وقف التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة.
من جهته، اعتبر الأردن اغتيال هنية «جريمة تصعيدية» ستزيد التوتر والفوضى في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت الخارجية الأردنية في بيان رفض عمان «خرق سيادة الدول والقانون الدولي، وإدانتها للاغتيالات السياسة والعنف والإرهاب مهما كانت دوافعهما». وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «الاغتيال الغادر» لهنية، ووصف العملية بأنها «همجية صهيونية».
كما دانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات اغتيال هنية، وحملت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية «هذا العمل الإجرامي والتصعيد الخطير الذي يمثل امتدادا لجرائم القتل اليومية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية».
دوليا، أدانت روسيا اغتيال هنية وقال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف: «نعتقد أن مثل هذه الأعمال موجهة ضد مساعي إحلال السلام في المنطقة ويمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع المتوتر في الأساس».
وقالت الخارجية الروسية في بيان منفصل أن عماية الاغتيال: «سيكون لها تأثير سلبي للغاية على جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل».
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان إن بكين تشعر بقلق بالغ إزاء اغتيال هنية، وتعارض وتدين بشدة هذه العملية، محذرا من انها «قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة».
كما دانت العديد من دول العالم عملية الاغتيال، ومنها: العراق، وسورية، وباكستان، وألمانيا، وأستراليا، وماليزيا.