انتشرت الشرطة البريطانية لاحتواء احتجاجات لليمين المتشدد وتظاهرات مضادة لها مع الخشية من مزيد من الاضطرابات بعد أعمال الشغب إثر مقتل ثلاث فتيات طعنا وانتشار معلومات مضللة حول المهاجم.
ويشتد قلق أئمة المساجد إذ تعرض مسجد في مدينة سندرلاند في شمال شرق البلاد، وآخر في مدينة ساوثبورت (شمال غرب) لهجمات خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين.
وشهدت العديد من المدن البريطانية تظاهرات بينها: مانشستر وليدز ونوتنغهام وبورتسموث ولندن، وكذلك بلفاست في ايرلندا الشمالية.
ووقعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أمام مسجد في مدينة سندرلاند بشمال شرق إنجلترا مساء الجمعة، حيث رفع المحتجون الأعلام الإنكليزية وأطلقوا هتافات تحض على الكراهية الدينية في خضم أعمال عنف.
ونددت الشرطة بـ «مستويات خطيرة من العنف»، وأوقفت عشرة أشخاص ونقل أربعة من عناصرها إلى المستشفى لعلاجهم من جروح أصيبوا بها خلال أعمال الشغب. وشهدت التظاهرات إحراق مركز للشرطة.
ووقعت اشتباكات الأربعاء الفائت في مدن عدة، أبرزها: لندن وهارتلبول في الشمال ومانشستر.
وقال قائد شرطة نورثمبريا مارك هول للصحافيين «لم يكن هذا احتجاجا، بل كان عنفا وفوضى لا تغتفر».
وأطلقت أكثر من 30 دعوة في كل أنحاء بريطانيا للاحتجاج معظمها تحت الشعار المناهض للهجرة «إينف إز إينف» «Enough is enough» (كفى)، والذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وفقا للجمعية المناهضة العنصرية «هوب نات هيت» (الأمل وليس الكراهية).
وأتت الدعوات بعد حادث الطعن الذي أودى بحياة ثلاث فتيات في ساوثبورت وانتشار شائعات ومعلومات خاطئة على نطاق واسع بشأن ديانة المتهم أكسل روداكوبانا وهويته، وهو مراهق يبلغ 17 عاما.
وفي لندن، نظم الاحتجاج المناهض للهجرة في جوار مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط المدينة.
وقال الطالب معراج هارون (24 عاما) لوكالة فرانس برس «طلب مني والداي ألا آتي لكنني من هنا اقول: المملكة المتحدة هي موطني».
وفي مانشستر تجمع «مئات الأشخاص» في وسط المدينة تلبية لدعوة جماعات مناهضة للعنصرية، ردا على تظاهرة نسبت إلى «ناشطين يمينيين»، حسبما أشارت حركة «ستاند أب تو رايسيسم» (الوقوف في وجه العنصرية) على موقع «اكس».
وتوعدت وزيرة الداخلية لبريطانية إيفيت كوبر على منصة إكس مثيري الشغب بأنهم «سيدفعون ثمن عنفهم وسلوكهم البلطجي».
واتهمت عمدة المنطقة الشمالية الشرقية كيم ماكغينيس «جماعات يمينية متشددة» بالوقوف وراء أعمال العنف.
وقالت «أعلنوا عما أسموه باحتجاج سلمي» في سندرلاند. وأضافت في حديث لشبكة «بي بي سي»: «لكن ليس ما هو سلمي في الأمر. إنه إجرام وعنف، وكان رد الشرطة قويا».
وفي السياق، نددت وزيرة التعليم والنائبة عن سندرلاند بريدجيت فيليبسون بعنف «لا يغتفر». وأضافت أنه «سيتم التعرف على المجرمين المتورطين ومحاكمتهم ومعاقبتهم».
وقالت وزيرة الداخلية السابقة المحافظة بريتي باتيل، والمرشحة لزعامة حزب المحافظين إن العنف «غير مقبول على الإطلاق».
ودعت باتيل الحكومة إلى دعوة البرلمان للانعقاد على الرغم من أنه بدأ الثلاثاء الماضي عطلته الصيفية التقليدية.