أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» أنه على ضوء «احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها»، أعطى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن توجيهات ترمي إلى «تعزيز حماية القوات الأميركية في جميع أنحاء المنطقة وتوفير دعم كبير للدفاع عن إسرائيل وضمان جاهزية الولايات المتحدة للرد على هذه الأزمة المتفاقمة».
وأوضحت نائبة المسؤول الاعلامي في الوزارة سابرينا سينغ في بيان أن واشنطن سنشر المزيد من السفن الحربية التي «تحمل صواريخ باليستية دفاعية» و«سربا إضافيا من الطائرات الحربية» لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
من جهتها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» في منشور على منصة «أكس» مساء أمس الاول، عن وصول حاملة الطائرات«يو اس اس. تيودور روزفلت»، إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي، والتي تشمل منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عمان وأجزاء من المحيط الهندي.
وقدمت «سنتكوم» لمحة عن أبرز مواصفات وإمكانات «روزفلت» والطائرات التي تستضيفها، موضحة أن نشرها في المنطقة له أهمية استراتيجية قصوى، حيث تخدم عدة أغراض رئيسية، بما في ذلك تعزيز الأمن البحري، وتوفير الدعم الحاسم للعمليات، وتعزيز الردع والاستقرار، وتمكين عمليات الاستجابة السريعة، وتسهيل التدريب وتعزيز الشراكة.
وأضافت «يسمح هذا الانتشار بإجراء تدريبات مشتركة مع الحلفاء والشركاء الإقليميين، مما يعزز قابلية التشغيل البيني ويعزز العلاقات العسكرية».
جاء ذلك بعد أن توعدت إيران بالانتقام لاغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية في طهران ومسؤول إدارة عمليات حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، ما أثار مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة.
في غضون ذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن التحقيقات كشفت عن أن هنية قتل بواسطة «مقذوف قصير المدى» أطلق على مقر إقامته في طهران.
وذكر الحرس الثوري في بيان أوردته وكالة الانباء الايرانية الرسمية «إرنا» أمس أنه «بحسب التحقيقات، فإن هذه العملية الإرهابية نفذت بمقذوف قصير المدى يزن رأسه نحو 7 كلغ أطلق من خارج مكان إيواء المدعوين» متسببا في «انفجار قوي».
وأوضح أن اغتيال هنية تم «بتخطيط وتنفيذ من جانب الكيان الصهيوني ودعم من الولايات المتحدة»، مشددا على أن «ردنا سيكون صارما وفي الوقت والمكان المناسبين».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت أن اغتيال هنية نتج عن عبوة زرعت في غرفة اقامته في طهران قبل أشهر، الأمر الذي نفاه بشدة الإعلام الإيراني.
وتوقعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن يرد حزب الله بضربات «في عمق» إسرائيل و«لا يكتفي بأهداف عسكرية».
ونقلت وكالة «إرنا» عن البعثة الايرانية قولها إن «حزب الله والكيان (الإسرائيلي) كانا يلزمان خطوطا تجاوزها الهجوم» يوم الثلاثاء الماضي.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، كان هنية «في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما استشهد بمقذوف جوي» بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني.
غير أن الجيش الإسرائيلي أكد أن الضربة الوحيدة التي نفذها في تلك الليلة في الشرق الأوسط كانت الضربة التي أودت بفؤاد شكر وحارسه الشخصي وخمسة مدنيين.
وتوعد المرشد الأعلى في ايرات علي خامنئي بإنزال «أشد العقاب» بإسرائيل بعد اغتيال هنية.
وكتبت صحيفة «كيهان» الإيرانية أمس انه من المتوقع ضرب تل أبيب وحيفا واستهداف مسؤولين إسرائيليين.
وقالت الصحيفة المحافظة أن «مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الاستراتيجية وخاصة مقار إقامة بعض المسؤولين المتورطين في الجرائم الأخيرة هي من بين الأهداف».
وقد أعلنت إسرائيل استعداد الجيش ومراكز الإطفاء والطوارئ على مدار الساعة في إطار الجهوزية للتعامل مع اي تصعيد محتمل.
وذكر موقع (i24NEWS) أن هذه التغييرات تهدف إلى «رفع درجة الاستعداد وجرى وضع سلاح الجو في حالة تأهب قصوى».
وفي هذا الإطار حظر خروج المقاتلين مع تأهب للجنود النظاميين غير الحيويين من منازلهم، وسجلت في القيادة الشمالية تعزيز وتكثيف لجميع التشكيلات والمراقبة والاستخبارات ونشر الكمائن في المنطقة.
وفيما يتعلق بالجبهة الداخلية في الشمال، سجل حوار منتظم مع رؤساء السلطات والمنسقين الأمنيين العسكريين النظاميين في كل تطور. كما حضر قائد المنطقة الشمالية إلى الإسرائيليين الذين تم ترحيلهم في طبريا ليشرح لهم الوضع.
وفي سلاح الجو الإسرائيلي، تقوم المقاتلات بدوريات وتم نشر بطاريات الدفاع الجوي «القبة الحديدية». كما رفعت قوات الأمن حالة التأهب في الضفة الغربية بسبب التوترات الأمنية. وبالتوازي، اعلنت وزارة الصحة الاسرائيلية رفع حالة الطوارئ القصوى تحسبا لاية تطورات، بحسب ما أفادت صحيفة «يديعون احرونوت». وقامت فرق الاسعاف «نجمة داود لحمراء» بإجراء تدريبات في هذا الصدد.