أعلن المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب أنه اتفق مع شبكة «فوكس نيوز» على تنظيم مناظرة في الرابع من سبتمبر، مع منافسته الديموقراطية المحتملة كامالا هاريس، التي أعاد دخولها السباق إلى البيت الأبيض الحماسة في صفوف الشبان الديموقراطيين الذين ستكون مشاركتهم في التصويت أساسية لتمكين مرشحة الحزب من الفوز على خصمها الجمهوري في نوفمبر.
وحين أعلن الرئيس جو بايدن في منشورين الشهر الماضي التخلي عن ترشحه لولاية ثانية داعما ترشيح نائبته، شعـــرت ستيفـي أوهانلـــون علـــى الفــور بـ «الارتياح».
وقالت الناشطة من أجل المناخ لوكالة فرانس برس: «كان العديد من الشبان يشعرون بخوف حقيقي» حيال بقاء الرئيس في السباق على ضوء الشكوك حول وضعه الذهني وتخلفه المتواصل في استطلاعات الرأي أمام سلفه الجمهوري. وأضافت انه بعد أسبوعين فقط من ترشيحها، فإن كامالا هاريس تثير «مستوى حماسة لم يكن قائما بكل بساطة بالنسبة إلى جو بايدن». وقال إيثان نيكولز العشريني متحدثا في سينسيناتي بولاية أوهايو «يمكن لمس هذه الحيوية على الأرض».
وتعتزم المرشحة البالغة 59 عاما البناء على هذا الرصيد من الحماسة، وهي تسلط الضوء منذ دخولها السباق على فارق السن بينها وبين خصمها الذي يكبرها بـ 20 عاما.
ويغرق فريق حملتها شبكات التواصل الاجتماعي وفي طليعتها تيك توك، بمقاطع فيديو تظهر فيها هاريس محاطة بنجوم من موسيقى الراب، تحصد ملايين المشاهدات.
كما ظهرت السيناتورة السابقة عن كاليفورنيا الأسبوع الماضي في حلقة من برنامج تلفزيون الواقع «روبولز دراغ رايس»، فألقت خطابا افتراضيا أمام مجموعة من الناخبين الديموقراطيين الشباب.
وقالت في كلمتها لهم «خلال هذه الانتخابات، نعول عليكم لضخ الحيوية والتنظيم والتعبئة». ويقضي التحدي المطروح على الديموقراطيين بالتثبت من تعبئة هذه الفئة من الناخبين. فإن كان الشبان الأميركيون يميلون تقليديا إلى الحزب الديموقراطي على حساب الحزب الجمهوري، ويقيمون بأعداد كبيرة في الولايات الأساسية التي تحسم الانتخابات، فمن الصحيح في المقابل أنهم قلما يصوتون، باستثناء لافت، خلال الانتخابات الرئاسية عام 2020، حين سجلت تعبئة واسعة بين الشباب الديموقراطيين ضد ترامب. ودعي هذه السنة 40 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاما للإدلاء بأصواتهم، ما يمثل وزنا انتخابيا هائلا في سباق يشهد منافسة شديدة للغاية بين المرشحين. وبعد ان أصبحت تسميتها مرشحة عن الحزب الديموقراطي شبه مؤكدة، كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» قائلا: «اتفقت مع فوكس نيوز على مواجهة كامالا هاريس في مناظرة الأربعاء في الرابع من سبتمبر».
والشهر الماضي، تحدت المدعية العامة السابقة ترامب للدخول معها في مناظرة وجها لوجه. وقالت هاريس في تجمع انتخابي في أتلانتا متوجهة إلى ترامب: «آمل أن تعيد النظر في لقائي على المنصة من أجل المناظرة، لأنه كما يقول المثل، إن كان لديك ما تقوله، قله في وجهي». وقال ترامب في منشوره إن المناظرة ستعقد في ولاية بنسلفانيا وسيديرها بريت باير ومارثا مكالوم. وأكدت فوكس نيوز أن المناظرة سيحضرها جمهور وستتبع القواعد المماثلة لمناظرة 27 يونيو بين ترامب وبايدن.
وأضاف ترامب: «أتطلع إلى لقاء كامالا هاريس ومواجهتها في 4 سبتمبر»، مشيرا إلى أن هذا الموعد «مريح ومناسب»، لأنه يأتي قبل بدء التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية في 6 سبتمبر. وفي حال وافقت على المناظرة فإن هاريس تدخلها بزخم إضافي نتيجة صفقة تبادل السجناء التاريخية التي نفذتها دول غربية على رأسها الولايات المتحدة مع روسيا، تسمح للرئيس بايدن بتعزيز موقعه وموقع نائبته.
ويبقى من عودة السجناء المفرج عنهم مشهد شديد الوقع، يظهر فيه بايدن وهاريس يستقبلان الصحافي في وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش والأميركيين الآخرين الذين كانوا مسجونين في روسيا، ويعانقانهم الواحد تلو الآخر على مدرج قاعدة أندروز العسكرية قرب واشنط وتشكل هذه الصفقة نجاحا ديبلوماسيا لافتا للرئيس البالغ 81 عاما، بعدما دفع إلى الخروج من السباق إلى البيت الأبيض.
وأوضح فرانك سيسنو الأستاذ في جامعة جورج واشنطن «جو بايدن قال إنه سيبذل كل ما في وسعه لمساعدة هاريس على الفوز في الانتخابات. وإشراكها في اللقاء أمام عدسات المصورين في قاعدة أندروز يندرج في هذا السياق».
من جهته، انتقد ترامب بشدة عملية التبادل ووصفها بأنها «انتصار» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرا أنها ستشجع أعداء الولايات المتحدة على خطف مواطنين أميركيين.