وصف الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون ما يجري في «التيار الوطني الحر» اليوم بـ «الأمر الطبيعي».
وقال في حديث إلى قناة «أو تي في» التلفزيونية التابعة لـ «التيار»: «يجب أن يكون لدى كل من في التيار القليل من التنازل الشخصي كي ينجح، والتيار الناجح يكون أعضاؤه متجردين عن المنفعة الشخصية.. ودائما في الشجرة هناك أغصان ضعيفة وأخرى قوية. القوية تتركها تنجح وتكبر والضعيفة يتم تشحيلها، وأنا كنت مزارعا، فهناك من ينجحون وآخرون لا ينجحون، وهناك من الجدد والتيار بحاجة ليتجدد».
وأضاف: «لا يجوز الأخذ برأي كل واحد على حدة، إذ يجب أن تكون المجموعة الكبيرة هي التي تتكلم وتصحح وتنجح، أما اذا لم يعجب أحدهم هذا الوضع فهذه مشكلته».
وتابع: «في بعض الأحيان يكون للحقيقة وجه واحد ولا نستطيع أن نقول مع الحقيقة أو ضدها، فالحقيقة هي الحقيقة وعلى الجميع الالتزام بها. التشقق بالتيار او غيره يكون عندما يحاول أحدهم فرض رأيه على الآخرين، لكن طالما تتم مناقشة كل الأمور ضمن التيار وتؤيدها الأكثرية الساحقة، لا يمكن ان نتبع شخصا لوحده، وعليه أن يقبل أن الحق ليس معه وأن يلتزم برأي الأكثرية. ليس من الممنوع عليه أن يتكلم لكن ضمن غرفة الاجتماع، وما يتم الحديث به في الداخل يجب أن يبقى بالداخل، لا أن يقول لاحقا هذا الأمر كان محقا والأمر الآخر لا، ولا أن نصنف بعضنا، بل نستمع لبعضنا ويتخذ القرار الأجدى والأفضل».
وعن كلام رئيس «التيار» النائب جبران باسيل منذ أيام بأن «اللعب داخل التيار ممنوع»، قال عون: «يقصد بأنه لا يجب أن يشهر أحد بالآخرين».
وسئل: هل قرار فصل النائب ألان عون من التيار عادل؟ وهل ما ارتكب من أخطاء جسيمة لدرجة تستحق هذا القرار؟
وأجاب: «لقد ارتكب أخطاء عدة، والحكم داخلي في التيار. في النهاية جمع الأخطاء وعدم قبول الملاحظات والتفرد بأشياء تضر بالتيار».
وأكد موافقته على قرار فصل النائب عون قائلا: «بالطبع. أنا هنا لأساعد التيار لتبيان الحقائق أولا وأخيرا. وهو (ألان عون) قام بأمور تنقض سياسة التيار ولا يريد الالتزام بتصحيحها».
وردا على سؤال عن حصول النائب عون كونه ابن شقيقته على نوع من الحصانة، فرد: «كلا. هذا يعني أن عليه ان يكون النموذج على عكس ما يقول الآخرون. نموذج يقف ويتكلم بهدوء ولا يتنقل من تلفزيون إلى آخر، فنحن لسنا دكانة. هل وجدت متهما يقول إنه ارتكب الخطأ المنسوب اليه؟ عندما تجد واحدا أصدقهم».
وتوجه إلى ناشطي «التيار» في قضاء بعبدا الذين يمثلهم النائب عون في البرلمان بالقول: «لا أحد يفصل من التيار بلا أسباب، ونحن نتحدث عنها. هناك تيار وسياسة للتيار لا يمكن الخروج عنها، وإلا لا يعود الشخص من التيار بل يصبح من الأفراد. إذا كان هناك من انتقاد فيجب أن يقال بالداخل، وأي أمر آخر غير مقبول».
وعن الخشية من تداعيات قرار فصل النائب عون على نواب آخرين، قال الرئيس عون: «الأخطر ان يبقوا معنا بهذه الطريقة. وتحدثت دائما عن الالتزام بتوجيهات التيار والتوجيهات التي تمر برئيس التيار. جوهر التيار أن يكون رزمة قضبان وليس قضيبا واحدا. وأقول لأهالي قضاء بعبدا، لم نستفرد احدا، بل اتخذ الإجراء لأسباب سياسية جدية».
ورأى انه «طالما الانضباط قائم في التيار، وإن كان ترك البعض او تركوا، فلا خطر عليه، بل يكون هناك خطر عند ترك الأخطاء تتراكم، لأن هذا التيار ليس قليلا وله إرث، إذ تأسس بالدم والحروب لعودة لبنان حرا وسيدا، وأعتقد أن من ينساه ينسى تاريخه وتاريخ وطنه. فكل تجمع بشري أينما كان تحصل فيه أخطاء، وإذا لم تتخذ إجراءات تمنع هذا الأمر طبعا يفرط وتحركه المصلحة الفردية».
وأكد أنه «لا يوجد انقسام في التيار. بعض المنتسبين لديهم طموحات خارج التيار، وهذا ما يجعل المسؤولين فيه يقولون لهم حققوا طموحاتكم، ولكن لوحدكم، ولا تسخروا التيار لكم، ولا تستخدموه بهذا الموضوع، لأن للتيار سياسته وهو ليس للإيجار..».
واعتبر أن «كل شيء تغير في البلد. الشعار الذي كنا نرفعه بداية، أي حرية سيادة استقلال، حصلنا عليه، لكن بقيت هناك بعض الشوائب بحاجة إلى تصحيح. واعتقد أننا يجب أن نعمل تحت شعارات أخرى أيضا حاليا. فما هو المضروب اليوم عند الشعب وفي الوطن؟ هناك الفساد والتخاذل وموت الإدارة، وكلكم تعرفون الا شيء يمشي إلا بالرشوة وحاليا أكثر من السابق. اذا هذا هو عملنا حاليا، وعندنا شباب لديهم مستقبل يهاجرون ولا يجدون عملا عندما يكبرون، وكل هذه المواضيع بحاجة إلى حلول».
وردا على رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع الذي وصف «التيار» بالسرطان، قال الرئيس عون: «الله يشفيه ويوجه له الخير، ليبقى بصحة جيدة ليقوم بواجباته».