يخوض المجتمع الدولي سباقا مع الزمن لمواجهة التصعيد العسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وأكدت واشنطن أنها تعمل «ليل نهار» لمنع تحولها إلى حرب إقليمية، امتدت احدى شراراتها إلى العراق حيث اصيب جنود أميركيون في قصف صاروخي.
وعقد الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت متأخر أمس الأول اجتماعا طارئا في البيت الأبيض طالب خلاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة حيث أدت الحرب إلى حلقة عنف في الشرق الأوسط.
وعقد الاجتماع في «غرفة العمليات» الشهيرة في البيت الأبيض وتمحور حول «التهديدات التي تشكلها إيران والجماعات التابعة لها ضد إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة»، بحسب الرئاسة الأميركية. وناقش بايدن ونائبته كامالا هاريس وأعضاء مجلس الأمن القومي «خطوات الدفاع عن قواتهم المسلحة والرد على الهجمات ضد أفرادهم العسكريين بالطريقة والمكان الذي تختاره (الولايات المتحدة)» للتصدي لمثل هكذا هجوم.
وقال بلينكن «نحن منخرطون في ديبلوماسية مكثفة ليل نهار لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد»، مضيفا «من الأساسي أن نكسر هذه الحلقة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».
وشدد بلينكن أيضا على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وتحدث بلينكن مع رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وبدر عبدالعاطي وزير خارجية مصر وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
كما بحث بايدن مع ملك الأردن الملك عبدالله الثاني عبر الهاتف في التطورات الإقليمية.
وقال البيت الأبيض عن ان بايدن والملك عبدالله الثاني «بحثا جهودهما لوقف تصعيد التوتر الاقليمي بما يشمل التوصل إلى وقف اطلاق نار فوري وصفقة للافراج عن الرهائن»، بينما أفاد الديوان الملكي الأردني بان الملك أكد ضرورة «خفض التصعيد» وإرساء «تهدئة شاملة» في المنطقة كي لا تنزلق إلى «حرب إقليمية».
على الضفة الأخرى، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إيران «لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الحرب والأزمة في المنطقة» لكن إسرائيل «ستتلقى بالتأكيد الرد على جرائمها وغطرستها».
بدوره، قال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني على باقري كني إن اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، قوض الاستقرار والأمن الإقليميين والدوليين.
وشدد على أن اغتيال هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، قبل ساعات قليلة في بيروت بلبنان، لا ينبغي اعتبارهما غير مرتبطين بالتطورات الحاصلة في الأراضي والمناطق الفلسطينية المحتلة. وأعلن القضاء الإيراني أمس، أنه لم ينفذ حتى الآن «أي اعتقال» في إطار التحقيقات باغتيال هنية.
وقال أصغر جهانجير، المتحدث باسم السلطة القضائية، أن «التحقيقات اللازمة بدأت»، وسيتم الإعلان عن نتائجها فور الانتهاء منها.
وأكد «حتى الآن لم يتم أي اعتقال في هذه القضية» مشيرا إلى أن التحقيقات تشمل مسؤولين عسكريين إيرانيين.
ونفى جهانجير ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز حول «أكثر من عشرين شخصا بينهم ضباط كبار في الاستخبارات»، ووصفها بأنها «شائعات» و«أخبار كاذبة». وقال «من المؤكد أن اغتيال هنية سيعقبه رد شجاع» من إيران.
هذا وأعلنت حركة «حماس» أن يحيى السنوار سيكون رئيسا للحركة خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل مؤخرا في طهران. وقالت الحركة في بيان مقتضب مساء أمس «تعلن حركة المقاومة الإسلامية حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله».
والسنوار من مواليد عام 1962، واعتقلته إسرائيل عدة مرات وحكمت عليه بـ4 مؤبدات قبل أن تحرره المقاومة في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، التي عرفت بصفقة جلعاد شاليط.
ومن المقرر أن تعقد منظمة التعاون الإسلامي اليوم اجتماعا بناء على طلب «فلسطين وإيران» للتوصل إلى «موقف إسلامي موحد» في المنطقة، حسبما أفاد مسؤول في المنظمة. وفي واحدة من ابرز تداعيات التوتر، أصيب أميركيون بقصف صاروخي استهدف قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق أمس الأول، في هجوم اعقب غارة أميركية أدت لمقتل أربعة مقاتلين عراقيين موالين لإيران كانوا يحاولون إطلاق مسيرات ما تشكل تهديدا للقوات الاميركية وقوات التحالف، بحسب مسؤول أميركي. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية «الپنتاغون» إن «ما يعتقد أنه هجوم صاروخي» وقع ضد القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد «داعش» في قاعدة عين الأسد في العراق، مؤكدا وقوع اصابات.
وأتى هذا التصريح بعيد إعلان مصادر عسكرية عراقية أن «صواريخ أطلقت على قاعدة عين الأسد» في محافظة الانبار، وتأكيد أحد قادة الفصائل المسلحة الموالية لإيران لوكالة فرانس برس إن صاروخين على الأقل استهدفا القاعدة، دون أن يحدد منفذي الهجوم.
من جهتها، قالت قيادة العمليات المشتركة العراقية أمس إنها ستقوم بملاحقة ومحاسبة الضالعين في الهجوم الصاروخي، مؤكدة أنها لن تسمح بأن يتحول العراق إلى «ساحة لتصفية الحسابات».
وأضافت القيادة في بيان أن القاعدة الواقعة في محافظة الانبار تعرضت إلى اعتداء بصاروخين انطلقا من مركبة من داخل قضاء حديثة.
واشارت إلى ان القوات الامنية ضبطت المركبة التي نفذت الهجوم وبداخلها ثمانية صواريخ من اصل عشرة كانت معدة للإطلاق وتم تفكيكها والسيطرة عليها من قبل فرق المعالجة الهندسية.