دخلت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة شهرها الحادي عشر، وسط جهود دولية حثيثة لمنع توسعها إلى حرب اقليمية أكبر أجج احتمالاتها اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» اسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر بضاحية بيروت الجنوبية، والمتهمة تل أبيب بتنفيذهما.
ومنذ اغتيال هنية الاسبوع الماضي، لم تتوقف التهديدات المتبادلة بين ايران واسرائيل.
وقال الرئيس الايراني مسعود بزشكيان لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي إن «طهران تعتبر تجنب الحرب والجهود المبذولة لإرساء السلام والأمن العالميين من المبادئ الأساسية» بحسب ما نقلت قناة «سكاي نيوز العربية».
وأوضح بزشكيان أنه: إذا كانت واشنطن والدول الغربية تسعى لمنع الحرب فعليها إجبار إسرائيل على وقف الإبادة الجماعية في غزة وقبول وقف إطلاق النار.
وتوازيا، نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) الايرانية عن وزير الخارجية بالإنابة علي باقري قوله ان اسرائيل هي «العنصر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة».
وأضاف باقري في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري د.بدر عبدالعاطي أن طهران «ستتعامل عمليا مع العنصر المسبب لانعدام الأمن والاستقرار في المنطقة بردها الحاسم».
وفي اتصال آخر بنظيره البريطاني ديفيد لامي، قال باقري إن إيران لن تتوانى في الدفاع عن سيادتها، معتبرا ان صمت أوروبا على اغتيال هنية وانتهاك أمننا الوطني دمر أول فرصة للديبلوماسية. وشجع الكيان الصهيوني على مواصلة إرهابه.
وفي سياق الاستعدادات للمواجهة، قالت وكالة «ارنا» انه تم تزويد مواقع منطقة الدفاع الجوي شرق ايران بأنظمة الرادار والصواريخ والمسيرات، وذلك بحضور قائد قوات الدفاع الجوي في الجيش العميد علي رضا صباحي.
ونقلت الوكالة عن صباحي قوله خلال تفقده منطقة الدفاع الجوي: نتابع جديا تعزيز قدراتنا وتحسينها لمواجهة كل أنواع التهديدات.
وأضاف: لا خيار لدينا سوى الاستعداد وتنمية قدراتنا العسكرية للدفاع عن أراضينا.
في المقابل، نقلت محطة «سي ان ان» الاخبارية أن واشنطن تعقد اجتماعات مكثفة مع حلفائها للاستعداد لأي هجوم محتمل من إيران على إسرائيل، مشيرة الى أن المسؤولين الأميركيين يعملون لحشد دعم الحلفاء للدفاع عن إسرائيل التي أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو: «مستعدون للدفاع والهجوم».
وقد دعت كل من الولايات المتحدة واستراليا إلى تهدئة التوترات، فيما أكدتا استمرار التزامهما بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة قابلة للحياة ومستقلة في إطار حل الدولتين.
جاء ذلك في بيان مشترك اصدره الجانبان بعد عقد الدورة الـ34 من المشاورات الوزارية لوزراء خارجيتهما ودفاعهما مساء أمس الأول في مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند الاميركية.
ودعا الوزراء الاميركيون والاستراليون إلى ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين والعمل من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وشددوا على الحاجة الملحة إلى زيادة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء القطاع. وأدان الوزراء استمرار الهجمات الحوثية في البحر الأحمر والمنطقة منددين «بسلوك إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط».
وقد دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة لبنان وأوقفت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت وتل ابيب وطهران، وأعلن العديد منها تجنب الأجواء الايرانية والعراقية.
إلى ذلك وعقب اعلان «حماس» تعيين قائدها في القطاع يحيى السنوار، أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل التي تعهدت بـ «تصفيته»، خلفا لهنية في رئاسة المكتب السياسي للحركة، هدد الجيش الاسرائيلي بعملية واسعة في شمال قطاع غزة بدعوى اطلاق صواريخ من المنطقة على مواقع اسرائيلية، الأمر الذي دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح، في وقت أوقع القصف المتواصل مزيدا من الضحايا الفلسطينيين. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن شهود عيان قولهم إن آلاف الفلسطينيين نزوحوا من مناطق شمالي القطاع وتوجهوا إلى جباليا ومدينة غزة.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي قد نشر بحسابه على منصة «إكس»، قائلا: إن على كل الموجودين في منطقة بيت حانون وحيي المنشية والشيخ زايد والنازحين هناك إخلاء مناطقهم فورا نحو «المآوي المعروفة» في مركز مدينة غزة.
ويتهم الجيش والسلطات الإسرائيلية السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة «إكس» أن تعيين السنوار على رأس «حماس» خلفا لهنية «سبب إضافي لتصفيته سريعا ومحو هذه المنظمة من الخارطة».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه يتعين على السنوار أن يتخذ قرارا بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وقال بلينكن «السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي فيما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار» في القطاع.
وللمرة الأولى، حض بلينكن إيران وإسرائيل علنا على عدم تصعيد النزاع، وقال إن «يجب ألا يصعد أحد هذا النزاع. نحن منخرطون في ديبلوماسية مكثفة مع حلفاء وشركاء، لنقل هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. لقد نقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل».
وبعد بضع دقائق من اعلان تعيين السنوار، تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ «حماس» إطلاق صواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل.
بدوره، أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رحب جبريل الرجوب بتعيين السنوار، معتبرا هذه الخطوة «ردا منطقيا ومتوقعا على اغتيال الشهيد اسماعيل هنية».