ساد جو من الارتياح المملكة المتحدة نهار أمس، بعدما شهد مساء الأربعاء تظاهرات سلمية مناهضة للعنصرية بينما تبددت المخاوف من عنف اليمين المتطرف ضد المسلمين، والذي هز البلاد على مدى أسبوع في أعقاب مقتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم طعنا بالسكين.
وكانت الشرطة وضعت في حالة تأهب قصوى استعدادا لعشرات التظاهرات العنصرية والمعادية للإسلام ولاحتمال اندلاع أعمال عنف جديدة، غير أنها بدلا من ذلك أشرفت على تجمعات سلمية لمتظاهرين مناهضين للعنصرية. وأفادت وكالة فرانس برس بأن آلاف الأشخاص تجمعوا في شارع وولثمستو في لندن. ورفع نشطاء في جمعية «قفوا في وجه العنصرية» (Stand Up To Racism) العلم الفلسطيني، بينما حمل آخرون لافتات كتب عليها «أوقفوا اليمين المتطرف» و«أهلا باللاجئين»، وذلك في رد مباشر على الأعمال العدائية التي استهدفت مساجد وفنادق تؤوي طالبي لجوء. وأعرب قائد شرطة لندن مارك رولي صباح أمس عن ارتياحه الكبير «للطريقة التي سارت بها الأمور» جراء انتشار عناصر الشرطة وبفضل تعاون السكان.
وأشار قائد الشرطة إلى أنه تم توقيف نحو عشرين شخصا فجر أمس بعد اشتباكات عنيفة جرت الأسبوع الماضي في لندن، معتبرا أن «التلميح إلى أنهم وطنيون يتظاهرون من أجل قضية ما، أمر سخيف» مؤكدا أنهم «جانحون». وفي برمنغهام في وسط إنجلترا، تجمع مئات الأشخاص أمام مركز مساعدة للمهاجرين. وأطلقوا هتافات مثل «قولوها بأعلى صوت قولوها بوضوح، اللاجئون هم موضع ترحيب هنا». كذلك، ظهر البعض وهو يحمل لافتات كتب عليها «الفاشية غير مرحب بها». وفي برايتون، شارك ألفا شخص في تظاهرة «سلمية»، وفقا للشرطة. ونظمت تظاهرات أخرى في بريستول (غرب) وليفربول (شمال) قرب مبنى جمعية لمساعدة طالبي اللجوء وفي شيفيلد (شمال) وفي نيوكاسل (شمال) وأيضا في أوكسفورد (وسط)، ثم تفرق المتظاهرون في هدوء.
و قضت محكمة بريطانية أمس بسجن متظاهرين اثنين مدة 32 شهرا بتهمة المشاركة في أعمال الشغب. وحذر كبير قضاة محكمة (ليفربول) أندرو ميناري في تصريح صحافي من أن القضاء سيطبق القانون بصرامة ضد كل من ثبت تورطه في تحطيم الممتلكات العامة والخاصة او الاعتداء على الاشخاص وخاصة افراد الشرطة.