استمرت حالة «الشد والجذب» الاستراتيجي بين إيران وإسرائيل، وسط ترقب لرد محتمل من طهران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية على أراضيها، فيما تتواصل التحذيرات الدولية والإقليمية من مخاطر توسيع حرب غزة وامتدادها إقليميا مما ينذر بعواقب كارثية في المنطقة.
فقد أكد القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري كني أن اغتيال هنية في طهران «خطأ استراتيجي» سيكون «مكلفا» لإسرائيل.
وقال باقري في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش مشاركته في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة إن إسرائيل «تريد تصدير التوتر والحرب والأزمة من غزة إلى سائر المنطقة»، مؤكدا على أنها «ليست في موقع يمكنها من شن حرب ضد إيران» لأنها «لا تملك القوة للقيام بذلك».
وأضاف علي باقري كني ان عملية اغتيال هنية لم تكن ممكنة من دون الضوء الأخضر والدعم الاستخباراتي من جانب الولايات المتحدة.
وشدد على أنه في حالة عدم اتخاذ أي إجراء مناسب من جانب مجلس الأمن الدولي، فإن إيران لن يكون لديها أي خيار سوى استخدام «حقها الأصيل في الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة اعتداءات إسرائيل».
وأكد أن اتخاذ إيران لمثل هذا الإجراء أمر ضروري لمنع المزيد من الاعتداءات الإسرائيلية ضد سيادة إيران الوطنية وضد شعبها وأراضيها، لافتا إلى أنه سيتم اتخاذ هذا الإجراء في «الوقت المناسب وبالشكل المناسب».
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن: «اتساع رقعة الحرب في غزة وتحولها إلى صراع إقليمي هو مخاطرة أدركها.. لكنني مستعد لخوضها».
وأضاف نتنياهو في مقابلة مع مجلة «تايم» نشرت أمس: «أرغب في رؤية إدارة مدنية يديرها سكان غزة وربما بدعم من الشركاء الإقليميين»، مجددا الحديث على أن هدف إسرائيل في غزة هو «تحقيق نصر حاسم على حركة حماس بحيث لا تستطيع عند نهاية القتال تشكيل تهديد لإسرائيل»، وأن «الهدف الأكبر والأهم هو استعادة مبدأ الردع الإسرائيلي».
وتابع: «لا نواجه حماس فحسب بل محورا إيرانيا متكاملا وعلينا تنظيم أنفسنا للدفاع على نطاق أوسع».
وقدم نتنياهو اعتذارا عن هجمات 7 أكتوبر 2023 وأعرب عن آسفه بشدة لأن شيئا كهذا حدث.
في هذه الأثناء، حض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي أمس الأول على «تجنب دوامة أعمال انتقامية».
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنه «على غرار دعوته الرئيس الإيراني لتجنب دوامة أعمال انتقامية من شأنها أن تعرض للخطر شعوب المنطقة واستقرارها، دعا ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى اتباع المنطق نفسه والذي يجب أن ينسحب على كل الأطراف في المنطقة».
في هذه الأثناء، أعلن وزير خارجية النرويج، اسبن بارث ايدي، أن قرار إسرائيل بإلغاء الوضع الديبلوماسي لأعضاء في السفارة النرويجية مكلفين بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية هو «عمل متطرف» وستكون له «عواقب على علاقاتنا مع الحكومة الإسرائيلية. نحن ندرس الإجراءات التي ستتخذها النرويج للرد على الوضع الذي خلقته حكومة نتنياهو».
جاء ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس إلغاء الصفة الديبلوماسية لأعضاء في سفارة النرويج مكلفين بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية في غضون 7 أيام.
ميدانيا، قتل 15 فلسطينيا على الأقل في غارتين إسرائيليتين على مدرستين شرق مدينة غزة، أمس بحسب مصادر أمنية وطبية فلسطينية.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في بيان صحافي إن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت مدرسة الزهراء الثانوية ومدرسة عبدالفتاح حمودة المجاورة لها بالصواريخ، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من النازحين الذين يقيمون فيهما.
وأكدت مصادر طبية في غزة لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية بإصابة العشرات نتيجة الغارات الإسرائيلية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة ل«حماس» في غزة ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع المحاصر، حيث بلغ عدد القتلى 39699 قتيلا على الأقل، بينما بلغ إجمالي عدد الجرحى أكثر من 91722 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
من جانب آخر، قال المحامي، خالد زبارقة إن الشرطة الإسرائيلية قررت منع الشيخ عكرمة صبري (86 عاما)، خطيب المسجد الأقصى لمدة 6 شهور من دخول المسجد، وذلك لأنه نعى خلال خطبة الجمعة الماضية إسماعيل هنية.
وأضاف زبارقة ان «قرار إبعاد الشيخ عكرمة عن المسجد الأقصى قرار إداري صادر عن شرطة الاحتلال في القدس وانه ليس هناك أي إجراء قضائي في الموضوع».
إدانة أوروبية لدعوة سموتريتش لـ«تجويع غزة» : جريمة حرب
عواصم - أ.ف.پ: أعرب كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا عن إدانتهم الشديدة لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي قال إن «ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعا» يمكن أن يكون «أمرا مبررا وأخلاقيا». وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إنه «يدين بشدة» هذه التصريحات.
وأضاف أن تصريح الوزير سموتريتش هو «أمر مخز للغاية».
بدوره، دعا وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي في حسابه على منصة «إكس» الحكومة الإسرائيلية إلى «التراجع عن تصريحات سموتريتش وإدانتها»، مضيفا أن تجويع المدنيين عمدا «يعتبر جريمة حرب». وفي سياق متصل، أعربت فرنسا عن «فزعها الشديد للتصريحات الفاضحة» التي أدلى بها سموتريتش.