زحمة سير خانقة على الطرق المؤدية إلى بلدات المصايف في قضاء المتن الشمالي، والسبب اهتزاز صخرة عملاقة على مدخل بلدة بكفيا في ساقية المسك بحرصاف قبل الوصول صعودا إلى المدخل الرئيسي للبلدة، على مسافة مئات الأمتار من التمثال الضخم لمؤسس حزب «الكتائب اللبنانية» الشيخ بيار الجميل.
إجراءات سير اتخذتها قوى الأمن الداخلي وشرطة البلديات في المناطق المجاورة، من خلال تحويل خط السير إلى الأحياء الداخلية لبلدات مجاورة في خطي الصعود والنزول.
تم اقفال المسلك المؤدي صعودا إلى عين عار بكفيا من المفرق الرئيسي لبلدتي بيت شباب والعطشانة. فيما اصطفت السيارات والآليات في أرتال صعودا ونزولا، وشهدت طريق العطشانة - ساقية المسك زحمة خانقة في الاتجاهين من أوتوستراد الرئيس العماد إميل لحود «المتن السريع». في حين أمكن الحصول على مناظر خلابة من الطبيعة اللبنانية لمن توغل في سيارته داخل أحياء بيت شباب صعودا إلى بكفيا. مناظر جعلت السائق ورفاقه في السيارة ينسون معاناة الانتظار، بعد انكشاف الطبيعة اللبنانية أمامهم، وسلوك طرق داخلية كانت تصل بين القرى في تلك البقعة.
بدأت القصة مع «زحل» الصخرة التي يبلغ ارتفاعها 10 أمتار عن الطريق العام على المسلك الشرقي للطريق الواسعة إلى بكفيا صعودا بعد العامرية. وزحلت الصخرة عن موقعها مسافة ثلاثة أمتار، وأخطر رئيس بلدية بكفيا ساقية المسك بحرصاف ميشال نصر وزارة الأشغال العامة والمقل بالأمر. وحضرت فرق من الوزارة كشفت على الموقع، وبينها عدد من المهندسين المقيمين في محيط المنطقة. وعلى الفور اتخذت إجراءات خاصة بالسلامة المرورية، وتم فلش محيط الطريق بالأتربة، وتم العمل على تكسير الصخرة بواسطة معدات ضخمة تمهيدا لإزالتها.
أوكلت المهمة إلى شركة «ترايكوم» للتعهدات، بإشراف الشركة الاستشارية كريدو. وقال مهندس في وزارة الأشغال لـ «الأنباء»: «ان مدة العمل ثلاثة أيام ثم تفتح الطريق، وتليها بعد ذلك وفي مرحلة ثانية بناء حائط دعم لمنع الانهيارات من التربة وحماية المنزل الواقع على التلة فوق الصخرة التي أزيلت».
اما عن أسباب «زحل» الصخرة، فقال المهندس انها قد تكون عائدة إلى عوامل طبيعية منها جذور الأشجار العملاقة في المكان.
وزير الأشغال العامة والنقل د.علي حمية حضر إلى المكان بعد ظهر الجمعة، وعاين الأشغال ميدانيا في حضور رئيس الجمهورية السابق ابن بكفيا الشيخ أمين الجميل والنائبين الياس بو صعب وسامي الجميل (رئيس حزب الكتائب). وقدر الجميل الأب للوزير حمية جهوده ومبادرته السريعة، ثم دعاه وبو صعب ونجله الأصغر سامي إلى احتساء القهوة في منزله ببكفيا، والذي شكل المسرب المؤدي منه إلى بيت شباب نزولا حركة سير لافتة.
في حين عمد مواطنون عدة من قاصدي كسروان وجبيل والشمال إلى سلوك طريق وادي أبو ميزان المؤدية إلى قضاء كسروان من مفرق الدلب في بكفيا، لتفادي الازدحام المروري وتحويل السير. فيما لجأ من يريد التوجه إلى ساحل المتن وبيروت إلى سلوك طريق «المتن السريع» من ضهور الشوير نزولا إلى بعبدات وساحل المتن.
«صخرة بكفيا» شغلت قسما كبيرا من اللبنانيين يوم الجمعة، وكان القاسم المشترك للجميع ان الدولة اللبنانية عبر وزارة الأشغال العامة والنقل استبقت وقوع كارثة.