لوحظ في الآونة الأخيرة وجود تخمة في نوعية أفلام الأكشن والأبطال الخارقين، مما أدى إلى تعطش الجمهور إلى القصص الملهمة والسير الذاتية، فقررت شركة Disney عبر منصتها +Disney كسر هذا الجفاف السينمائي وأنتجت فيلم «Young Woman and the Sea» المأخوذ عن كتاب صدر في 2009 حول أول سباحة أميركية تعبر القناة الإنجليزية (المانش) في التاريخ وكانت سببا في دخول الولايات المتحدة معترك المنافسات الرياضية للسيدات.
تدور الأحداث حول عائلة من المهاجرين الألمان تعمل في مجال الجزارة وتروي القصة حكاية الابنة «غيرترود أديرلي» (جانيت هاين) - صغيرة - و(دايزي ريدلي) - بالغة - وأختها الأصغر «ميغ» ورحلتهما مع السباحة النسائية في العشرينيات من القرن المنصرم وكيف كافحت الأسرة لدخول بنتيها هذا المجال وممارسة الرياضة التي تحبانها في زمن الهيمنة الذكورية على كل شيء في المجتمع كحق العمل والانتخاب وتولي المناصب...إلخ، لدرجة أن فوز الأختين في منافسة محلية كانت جائزتهما ليست ميدالية أو كأسا بل كانت شطيرتي نقانق مجانا.
تتم الأحداث في الفترة بين 1924 و1926 وهي الفترة التي تمكنت فيها غيرترود من التسبب في إنشاء الاتحاد الأميركي للسباحات. بإصرار وعزيمة الأبطال تمكنت البطلة من تحقيق حلمها وأحلام أجيال من بعدها، حيث استطاعت أن تكون مثلا يحتذى وبطلة في عين الصغيرات اللاتي تمكن بعد ذلك من كسب احترام المجتمع.
استطاع المخرج «خواكين رونينغ» أن يبرز لنا اللحظات العاطفية من انكسار وانتصار الفرحة والأسى في حياة السباحة بشكل متميز، حيث جعل المشاهدين ينخرطون داخل القصة جالسين على أطراف مقاعدهم متحفزين لما هو آت وهنا تكمن عبقرية هذا المخرج، كما لم يغفل السيناريو دور السباح الإنجليزي بيرجيس في مساعدة «غيرترود» والتي كانت مساهمته فعالة جدا في انتصارها وتحقيقها للمستحيل.
بشكل عام الفيلم جيد جدا ويعد إضافة رائعة لسينما السير الذاتية وقصص الملهمين في السينما وينصح بمشاهدته فما من شيء مستحيل مادامت وجدت الإرادة والعزيمة القوية. إنه عمل مناسب لكل أفراد الأسرة ولكل الأعمار.