بيروت - جويل رياشي:
سيتحول المقر القديم لبلدية جبيل في نزلة السوق العتيق من جهة السرايا، منزلا من نوع اخر يحمل اسم «ذا هاوس» ويفتح 24 ساعة طوال ايام الأسبوع لاحتضان أنشطة خاصة بالمشتركين في ترميم المبنى والجمعيات التي تريد الإفادة من خدماته.
المشروع استثماري سياحي ثقافي يهدف إلى خلق مساحة تلاق على بعد امتار قليلة من المعلم السياحي الرئيسي لمدينة جبيل علما بأنه يتميز بإطلالة مميزة على قلعة جبيل الصليبية من جهة الجنوب، والمضاءة بالأنوار المشعة التي تذكر بمعبد الأكروبوليس في اليونان غير المحجوب عن كل قاطني العاصمة أثينا.
«البيت» اسم أطلق على المشروع، اي المنزل الذي يملكه ورثة المحامي عبدالله زخيا، ويعمل به الآن من خلال عقد إيجار لعشر سنوات. اما الفكرة فلأندريه أبي شديد، المدير العام لشركة AAC للاستشارات، ابن بلدة الراموط في وسط «الشطيب» (كلمة لبنانية تستعمل للدلالة على بقعة جغرافية تمتد من الساحل إلى الجرد) الشمالي لجرد جبيل.
وتقوم الفكرة على ترميم الموقع عبر تبرعات مالية من مساهمين على طريقة حملة الأسهم، بقيمة أدنى تبلغ ألفي دولار، وتمكن صاحبها من الإفادة من الخدمات التي يوفرها المنزل، من مكان لعقد اللقاءات وتناول المأكولات او لعقد الندوات والأنشطة الثقافية الاجتماعية وغيرها.
بين الترميم بتصميم للمعماري زياد مرعب، والحفاظ على الشكل الحالي للمنزل مع لمسات تذكر بـ «بيت بيروت»، قال أبي شديد لـ «الأنباء»: «نسعى إلى تعزيز مدخل السوق العتيق الذي يشهد أنشطة عدة، ونهدف إلى جعل المكان ينبض بالحياة على مدار أيام السنة».
وتناول مشاريع خاصة بالتعاقد مع مقدمي خدمات ومأكولات معروفين في لبنان والخارج، وجذب أبناء الانتشار، متحسرا على البعض منهم الذي صرف النظر عن التبرع بمبالغ ناهزت العشرة آلاف دولار للفرد، بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة للبنان، وبعد سماع أحدهم صوت جدار الصوت من جراء الطيران الحربي الإسرائيلي.
الا ان أبي شديد كان متفائلا، وضرب موعدا في أواخر السنة لافتتاح المنزل بحلته الجديدة، علما بأن بناءه يعود إلى نهاية القرن السادس عشر ضمن سوق قديم وسرايا أيام العثمانيين.
وقبل الانطلاق في عملية اشغال الترميم في بداية الأسبوع الحالي، احتضن المنزل معرضا فنيا للصور واللوحات تحت عنوان «جبيل تحتضن بيروت» كتحية لشهداء انفجار مرفأ بيروت تخليدا لذكراهم. وشارك فنانون معروفون بعرض لوحاتهم التي تخطى عددها الـ 40، وكانت ابرزها منحوتة لابن جبيل الفنان بسام كيريلس تجسد الإهراءات المدمرة جراء الانفجار.
كما احتضنت الغرف الداخلية أعمالا من خارج اجواء انفجار المرفأ تحاكي مدينتي جبيل وبيروت ومواضيع اخرى.
اسماء كبيرة من بينها هرير ووجيه نحلة ومصطفى فروخ وقيصر الجميل وعمر الأنسي وحسين ماضي وجميل ملاعب وحسن جوني ورؤوف الرفاعي وغيرهم أضاؤوا «البيت» بأعمالهم مذكرين بمحطة أليمة في تاريخ بيروت ولبنان.
مشروع «البيت» فسحة ثقافية اجتماعية في قلب التاريخ سترى النور خلال اشهر قليلة. وهي بارقة أمل جديدة في مدينة الحرف، ودفع إضافي لجبيل الرائدة والمستقطبة للحركة في كل الظروف.