تكثف القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بالتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية «قسد»، عملياتها لمواجهة التهديد المتزايد من التنظيم في ظل تصاعد التوترات الأمنية في شمال شرق سورية، بحسب ما نقل موقع تلفزيون «سوريا».
يأتي ذلك وسط جهود التنظيم لإعادة حشد قواته في البادية السورية والتخطيط لشن هجمات جديدة في المنطقة، مما يثير مخاوف من عودة محتملة للتنظيم بعد خمس سنوات من هزيمته.
وضاعف مقاتلو التنظيم وتيرة هجماتهم في سورية والعراق هذا العام، حيث استهدفوا نقاط تفتيش أمنية، وفجروا سيارات مفخخة، وخططوا لتحرير الآلاف من المسجونين منذ أن استعادت «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد والتحالف الدولي آخر مدينة كانت تحت سيطرة التنظيم.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فإن العمليات العسكرية المستمرة تكشف عن تحديات معقدة تواجه التحالف الدولي في ظل وضع سياسي غير مستقر وتوترات إقليمية متزايدة.
وتنفذ الطائرات الأميركية غارات جوية وتوفر مراقبة جوية لقسد التي تنفذ غارات على خلايا يشتبه في انتمائها لـ «داعش» في حملة لم تحظ بتغطية إعلامية كافية.
وتجري القوات الأميركية أحيانا مهام لقتل أو أسر كبار قادة التنظيم رغم أنها عادة ما تبقى بعيدة عن القتال. وقالت روهيلات عفرين، القائدة المشاركة لـ «قسد»: «لقد كان هذا العام هو الأسوأ منذ هزمنا تنظيم داعش».
وأفادت في مقابلة أجريت معها في قاعدة للقوات الأميركية في شمال شرق سورية: «بغض النظر عن مدى هزيمتهم، سيحاولون النهوض مرة أخرى».
ونفذت جماعات تابعة لـ «داعش» هجمات في أماكن أخرى من العالم، لكن تركيز المجموعة كان على المنطقة التي كانت تسيطر عليها.
وتشكل جهود عودة التنظيم الحالية تحديا مختلفا عما كان عليه في السابق، عندما كان مئات المسلحين يهاجمون القرى والمدن بالدبابات والشاحنات المسلحة، حيث يعمل التنظيم الآن في خلايا أصغر مسلحة بالبنادق والفخاخ المتفجرة.
والاستجابة اليوم من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين معقدة بسبب حالة عدم اليقين بشأن الدور الذي قد يلعبه التحالف في المنطقة في المستقبل.
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن 153 هجوما في سورية والعراق خلال الأشهر الستة الأولى من العام، وهو يبني صفوفه من خلال تجنيد الشباب سرا في معسكرات تحتجز الآلاف من زوجات وأطفال مقاتلي التنظيم المعتقلين.
وقال ضابط من القوات الأميركية المتمركزة في سورية: «ما نراه هو حركة الرجال والأسلحة والمعدات».
وأشار أفراد من «قسد» الى أنهم أسروا 233 مقاتلا مشتبها بانتمائهم لتنظيم «داعش» في 28 عملية في الأشهر السبعة الأولى من العام.
ونفذت الولايات المتحدة، التي لديها الآن 900 من العسكريين وأفراد الدفاع المدنيين في سورية و2500 في العراق، أربع ضربات ضد داعش طوال العام الماضي وساعدت القوات الأميركية فيما يقرب من 50 غارة جوية أخرى نفذتها القوات الجوية العراقية منذ بداية العام الماضي، وفقا لبيانات «الپنتاغون».