اقتحم أكثر من ألفي إسرائيلي متطرف يتقدمهم وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن غفير ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف وأعضاء في «الكنيست» المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوسا بمناسبة ما يسمى «ذكرى خراب الهيكل» المزعوم، وقوبل هذا الأمر بموجة واسعة وشديدة من الإدانات العربية والإسلامية.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات، الاقتحامات السافرة والمتكررة من قبل مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي وعدد من المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
وأكدت الوزارة في بيان اوردته وكالة الانباء الرسمية (واس) أهمية احترام المقدسات الدينية، وجددت تحذير المملكة من تبعات استمرار هذه الانتهاكات للقانون الدولي والوضع التاريخي لمدينة القدس، واستفزاز ملايين المسلمين حول العالم، خصوصا في ظل الكارثة الإنسانية التي يشهدها الشعب الفلسطيني الشقيق، مجددة مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وحذرت دولة قطر على لسان وزارة خارجيتها من مغبة تأثير هذه الانتهاكات على الجهود الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وداعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإيقاف هذه الاعتداءات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة إن هذه الممارسات «خرق فاضح للقانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها».
وشددت الخارجية المصرية على ضرورة العمل على إيقاف هذه «السياسة الممنهجة» بصورة فورية والمحافظة على الوضع القانوني القائم. بدوره، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن المتطرفين الاسرائيليين «يدفعون بالأمور إلى حافة الهاوية»، معتبرا أن تسجيل النقاط السياسية عبر إثارة المشاعر الدينية واستفزاز المسلمين «إستراتيجية رخيصة وخطرة».
كما ادان اقتحام «الاقصى»، عدد من الدول الإسلامية، إضافة إلى البرلمان العربي.
هذا، وقال بن غفير لدى اقتحامه المسجد المبارك إن إسرائيل «ستهزم حماس»، داعيا إلى عدم الذهاب إلى أي مفاوضات دعت اليها الدول الوسيطة في النزاع في الدوحة أو القاهرة.
ميدانيا، تواصل القتال الضاري بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدد من محاور التوغل بقطاع غزة، في حين شهدت الأحياء الجنوبية الشرقية لمدينة غزة قصفا مدفعيا إسرائيليا.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في بيان مقتضب إنها قصفت «مدينة تل أبيب وضواحيها بصاروخين من طراز ام 90، ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد بحق أبناء شعبنا».
ويعود تاريخ آخر الهجمات الصاروخية التي شنتها «حماس» على تل أبيب إلى أكثر من شهرين.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها في منطقة القرارة شمال مدينة خان يونس أوقعوا جنود الاحتلال وآلياته في حقل من الألغام والعبوات الأرضية شديدة الانفجار، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع المحاصر، إلى 39929 قتيلا على الأقل، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 92240 مصابا.