رفضت إيران أمس الدعوات الغربية للتراجع عن تهديدها بالرد على إسرائيل بعد اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلاميـــة «حمــاس» إسماعيل هنية في طهران، مؤكدة أنها لا تطلب «الإذن» من أحد للرد، بينما طلبت الولايات المتحدة من تركيا ودول أخرى إقناع ايران بخفض التوتر خشية توسع الحرب في قطاع غزة إلى المنطقة.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني دعوات الغرب، وقال في بيان إن «الجمهورية الإسلامية مصممة على الدفاع عن سيادتها ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة».
وأضاف أن الطلب الغربي بعدم الرد «يفتقر إلى المنطق السياسي ويناقض مبادئ وأحكام القانون الدولي ويشكل دعما علنيا وعمليا» لإسرائيل.
وندد بالبيان الغربي الذي لا يتضمن «أي مأخذ على الجرائم الدولية التي يرتكبها النظام الصهيوني. ويطلب بوقاحة من إيران عدم الرد بشكل رادع على من انتهك سيادتها».
جاء ذلك ردا على بيان أميركي - أوروبي مشترك مساء أمس الاول حض إيران على خفض التصعيد، ودعاها إلى «التراجع عن تهديداتها المتواصلة بشن هجوم عسكري على إسرائيل».
ودعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في البيان الخماسي الغربي إلى وقف إطلاق النار في غزة، مع ترقب جولة محادثات صعبة دعا الوسطاء (واشنطن والدوحة والقاهرة) إلى عقدها غدا أملا في التوصل إلى هدنة.
عملياتيا، عرضت إيران أمس طائرتها المسيرة «مهاجر 10» طويلة المدى في معرض دفاعي بروسيا.
وقالت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن طهران عرضت الطائرة الأكثر تطورا في منتدى عسكري تقني يستمر حتى اليوم في باتريوت بارك خارج موسكو.
وأظهر مقطع مصور الطائرة المسيرة إلى جانب عتاد عسكري آخر، مع نص يقول: «أعدوا ملاجئكم» باللغتين العبرية والفارسية.
وقالت تقارير صحفية إيرانية إن مدى «مهاجر 10» يبلغ ألفي كيلومتر ويمكنها التحليق لما يصل إلى 24 ساعة. وأضافت أن حمولتها يمكن أن تصل إلى 300 كيلوغرام، بحسب قناة «الجزيرة» الفضائية.
وفي سياق متصل، قال السفير الأميركي لدى تركيا جيف فليك إن واشنطن تطلب من أنقرة وحلفاء آخرين لهم علاقات مع طهران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط.
وأضاف فليك، في لقاء مع الصحفيين في اسطنبول مع انتهاء فترة خدمته: «نطلب من جميع حلفائنا الذين لديهم علاقات مع إيران أن يضغطوا عليهم لخفض التصعيد، وهذا يشمل تركيا».
وغير بعيد، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في موسكو عن «القلق إزاء أعداد القتلى المدنيين في غزة».
وقال بوتين بحسب مشاهد عرضها التلفزيون الروسي «نحن قلقون قبل كل شيء إزاء الخسائر المدنية. نحن نفعل كل شيء لمساندة فلسطين وشعبها».
في هذه الاثناء، نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين قولهم إن السبيل الوحيد الذي قد يرجئ رد إيران مباشرة على إسرائيل، هو التوصل في المحادثات المأمولة غدا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير في إيران، إن بلاده وحلفاء لها سيشنون هجوما مباشرا إذا فشلت محادثات غزة أو إذا شعرت بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات.
من جانبه، قال علي أصغر شفيعيان، مستشار الحملة الإعلامية للرئيس الإيراني المنتخب حديثا، مسعود بزشكيان، إن رد طهران من غير المرجح أن يكون تكرارا لما حدث في ابريل الماضي واستمر لساعات.
واوضـح شفيعيـان لصحيفة «واشنطن بوست» الاميركية ان اغتيال هنية «كان مهمة قائمة على المخابرات»، و«رد إيران سيكون ذا طبيعة مماثلة وعلى مستوى مماثل».
ونوه أن طهران سترد بعد أن تأخذ وقتا «للتأمل والصبر»، قائلا: «ربما قبل 40 عاما، كانت بعض تصرفات إيران نابعة من الإثارة والعاطفة»، مضيفا أن البلاد ستستجيب الآن بطريقة «ناضجة».
وقد يأخذ الرد من المخابرات الإيرانية شكل هجمات على أهداف إسرائيلية سهلة في الخارج، مثل السفارات، كما قال اما مارك بوليميروبولوس، وهو ضابط عمليات كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، عمل في أدوار مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. وأوضح بوليميروبولوس في حديثه لـ «واشنطن بوست»: «لا أعتقد أن الإيرانيين لديهم القدرة على ضرب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، على سبيل المثال، على الأراضي الإسرائيلية».