بيروت ـ بولين فاضل
رفض النائب ابراهيم كنعان تحميل الرئيس السابق ميشال عون أكثر مما يحتمل في مسألة الاستقالات والإقالات الجارية داخل «التيار الوطني الحر».
وأصر خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في منزله في الجديدة بالمتن الشمالي على القول إن شهادته بالعماد عون مجروحة، وأضاف: «لست أنا من أقول له شيئا، بل هو من يقول لي ولكن مش كل شغلة نرميها على العماد عون».
النائب كنعان رفض التطرق في مؤتمره إلى إمكان استقالته من «التيار» أو الطلب منه أن يفعل ذلك، وقال:«ما حدا بيطلب مني، أنا بطلب من حالي».
وأكد أنه «لا يزال في التكتل النيابي التابع للتيار وفي الهيئة السياسية»، معترفا بأنه لم يكن لديه حضور في المجلس السياسي، فتم إسقاط عضويته، وهذا «أمر طبيعي»، لا يتوقف عنده، كما قال.
وتحدث كنعان عن «نفق وتشرذم يمكن الخروج منهما»، واصفا ما يقوم به بالمحاولة وبالمسعى الأخير، بالرغم من يقينه بصعوبته. وأضاف: «البعض يتحدث عن استحالة، لكني لا أهرب من المعارك المستحيلة ولي شرف المحاولة وكل شيء يرخص أمام وحدة التيار... لا تسموا ما أقترحه مبادرة لأن هناك من نقز من كلمة مبادرة».
واقترح كنعان «التراجع عن كل المواقف والقرارات المسبقة من فصل واستقالات وإحالات مسلكية، ووقف الحملات الإعلامية بين أبناء البيت الواحد، وإعطاء مهلة أسبوع لحل إشكالية الالتزام من خلال حوار مباشر يجب ان يبدأ بالتفاهم على سقفه ومضمونه، وهو التزام بنهج التيار ومبادئه أولا قبل أي أمر تقني أو نظامي أو شكلي آخر، فضلا عن الالتزام بالقرارات الحزبية وفقا لآلية ديموقراطية واضحة وشفافة تتخطى الشكليات، إلى المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار، وعودة الجميع إلى المؤسسة الحزبية والمشاركة في اجتماعاتها وعقد خلوة للتكتل النيابي تضع الخطوط العريضة للأولويات السياسية والوطنية في المرحلة المقبلة كما اعتدنا عليه منذ نشأتنا (2005 - 2018)».
وتابع كنعان: «لست شيخ صلح ولا أقوم ببطولة واستعراض (...) ولم أبحث يوما عن مقعد أو منصب أو راتب كما ادعى البعض، بل كانت رسالتي رسالة إصلاح وتغيير، وتميز عملي بعمل رقابي وتشريعي».
ولم يفت النائب كنعان القول إن «زملاءه الذين تمت إقالتهم أو تقدموا باستقالتهم من التيار أبدوا رغبتهم سابقا بالبقاء ضمن الحزب، ومن المعيب الحديث عن مؤامرات وتخوين». وأضاف: «لا أحد يريد الخروج عن النظام، نريد أن نتحدث في الهواجس وضمن الأنظمة».
وبعد الظهر اصدرت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في «التيار الوطني الحر» بيانا قالت فيه: «يستغرب التيار الوطني الحر أن يلجأ أي نائب ملتزم حزبه إلى عقد مؤتمر صحافي للحديث عن شؤون حزبه الداخلية، اذ كان الاجدى بالنائب ابراهيم كنعان ان يقوم، حرصا على التيار، بأي مسعى جدي بشأن «لم الشمل» داخل اروقة التيار المفتوحة للنقاش وليس بحركة استعراضية في الاعلام، وهو المدرك جيدا انه ما دق بابا الا ووجده مفتوحا امامه».
وأضاف البيان «كان الأحرى به أن يكون مثالا للالتزام بالأنظمة الحزبية وبسياسة التيار، وليس محركا لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول».
وتابع: «أما وقد فعل، فإنه مدعو إلى الالتزام والانضباط داخل التيار لأنه على دراية تامة بالإجراء القائم داخله بما يتعلق بوجوده داخل الهيئة السياسية وداخل المجلس السياسي، وقد أصبح خارجه».
وختم البيان: «يؤكد التيار ان قيادته منفتحة على الجميع من ضمن احترام انظمة التيار ومبادئه وسياسته ومؤسسته وليس من خلال ابتداع انظمة ومفاهيم حزبية جديدة».