عبدالكريم العبدالله
في خطوة نحو تعزيز التحول الرقمي في القطاع الصحي، تتجه وزارة الصحة لتدشين المكتب الصحي الافتراضي ضمن هيكل قطاع الخدمات الصحية الخارجية. وقد تم اعتماد هذه المبادرة من قبل مجلس الخدمة المدنية يوم الخميس الماضي، لتشكل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية الخارجية بكفاءة وجودة عالية.
ويهدف المكتب الصحي الافتراضي إلى تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين الكويتيين في الخارج، حيث سيساهم في تسريع وتيرة التواصل مع المرضى ومتابعة علاجهم، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات ابتعاثهم. ويعمل المكتب بالتعاون الوثيق مع سفارات الكويت في الدول التي لا يتوافر بها أو لا يغطيها مكتب صحي، مما يضمن توفير خدمات طبية قائمة على القيمة وحوكمة منضبطة.
ويرتكز دور المكتب الافتراضي على تقديم الدعم الكامل في مجال الديبلوماسية الصحية في الوكالات والمنظمات المتخصصة، مما يساهم في إبراز الجهود الصحية والمبادرات المحلية في نطاق الصحة العالمي. كما يسعى المكتب إلى تقديم خدمات فنية وصحية متطورة عبر تقنيات حديثة، مما يضمن تحقيق الكفاءة العالية والاستدامة في تقديم هذه الخدمات.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الوزارة وتماشيا مع توجه الدولة الحالي الرامي إلى ترشيد الإنفاق وتحقيق الفعالية في إدارة الموارد. ومن المتوقع أن يسهم المكتب الصحي الافتراضي في توفير مبالغ كبيرة من الميزانية العامة للدولة، خصوصا مع إغلاق بعض المكاتب الصحية في الخارج مثل المكتب الصحي في الأردن، وتقليل التكاليف الإدارية المرتبطة بتشغيل المكاتب التقليدية.
وكانت فكرة المكتب الصحي الافتراضي بدأت تتبلور منذ عام 2023، حيث تم تشكيل لجنة فنية برئاسة وكيل قطاع الخدمات الصحية الخارجية د. هشام كلندر لتطوير التصور الكامل لآليات العمل والتشغيل التجريبي. وقد تم التعاون مع سفارات الكويت بالخارج والبعثات الدائمة في المنظمات والوكالات المتخصصة لضمان نجاح هذه المبادرة.
وتعد هذه الخطوة جزءا من استراتيجية الوزارة الشاملة للتحول الرقمي وتحقيق رؤية الكويت في تعزيز الخدمات الصحية وتقديمها بأعلى مستويات الجودة والكفاءة.