اعتبر البيت الأبيض أن الجولة الجديدة من المفاوضات الهادفة لتحقيق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، حققت «بداية مشجعة» مع استئنافها في الدوحة أمس، من دون أن يتوقع التوصل إلى «اتفاق سريع».
وقال منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي إن: «بداية مشجعة. يبقى الكثير من العمل. نظرا لتعقيد الاتفاق»، متوقعا أن تتواصل المباحثات غدا.
وأوضح «يمكن تجاوز العقبات المتبقية، وعلينا أن نوصل هذه العملية إلى خاتمتها».
وتابع: «علينا أن نرى الرهائن وقد تم الإفراج عنهم، ومساعدات للمدنيين الفلسطينيين في غزة، والأمن لإسرائيل، وتوترات أقل في المنطقة، وعلينا أن نرى هذه الأمور في أقرب وقت ممكن».
واستؤنفت في الدوحة أمس جولة جديدة من المفاوضات تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى، بوساطة قطرية - مصرية - أميركية، وسط خشية من أن يتسبب تعثر المحادثات في شن إيران ردها المحتمل ضد إسرائيل التي تتهمها باغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية في طهران، بما من شأنه توسيع نطاق الحرب في الشرق الأوسط.
وتواجه جولة المفاوضات الجديدة في العاصمة القطرية عددا من نقاط الخلاف المحتملة، بما في ذلك السيطرة على ممر فيلادلفيا على طول حدود غزة مع مصر، وعودة المدنيين الفلسطينيين النازحين إلى شمال غزة، وترتيبات اليوم التالي لانتهاء الحرب في القتال ومستقبل «حماس» فيها.
وفي وقت سابق حث مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الاتصالات الاستراتيجية جون كيربي، كلا من إسرائيل و«حماس» على تقديم تنازلات من أجل «جسر الفجوات» لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا: «نعتقد أن إسرائيل حققت معظم أهدافها العسكرية في غزة ونجحت في إلحاق الهزيمة بحماس». وأضاف كيربي في تصريحات لشبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الأميركية أمس: «نحن نتحدث عن تطبيق تفاصيل الاتفاق. وهناك ثغرات صغيرة نؤمن أنه في الإمكان تجاوزها إلى حد كبير بحسب الطريقة التي يتم فيها تنفيذ الاتفاق».
وشدد على أن «البحث الآن ليس حول الاتفاق نفسه، إنما حول تطبيقه»، مشيرا إلى أنه عند «الوصول إلى مثل هذه التفاصيل» في أي اتفاق «يصبح الأمر أكثر صعوبة».
وأعرب عن أمله في «إحراز تقدم خلال الساعات والأيام المقبلة».
وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفدين إلى قطر للمشاركة في المفاوضات التي تضم أيضا أن ممثلين عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن.
ويشارك في محادثات الدوحة الراهنة عن الجانب الأميركي مدير الاستخبارات المركزية «سي.اي.ايه» وليام بيرنز وكبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، بينما يضم الوفد الإسرائيلي المفاوض رئيسي جهازي «الموساد» دافيد برنياع و«الشاباك» رونين بار، إضافة إلى مسؤول ملف الرهائن والمفقودين في الجيش اللواء نيتسان ألون وعوفير فليك المستشار السياسي لبنيامين نتنياهو، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفيما أعلنت «حماس» عن عدم مشاركتها في المفاوضات، أكدت انها بانتظار ما ستؤول إليه المناقشات، لكنها قد تلتقي الوسطاء بعد الاجتماع إذا كانت هناك «تطورات أو رد جاد» من إسرائيل، بحسب مصدر ديبلوماسي مطلع على المحادثات لشبكة «سي.ان.ان» الأميركية.
وأفاد مسؤول مطلع على عملية المحادثات بأنه من المتوقع أن يتشاور الوسطاء مع «حماس».
وأعادت «حماس» التشديد على المطالب التي لم تنفذ بعد وترغب فصائل المقاومة الفلسطينية في أن يحققها أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكرت الحركة في بيان مساء أمس الأول، أن المفاوضات يجب أن تتناول «بحث آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أوراق الإطار المقدمة من الوسطاء التي تحقق وقفا شاملا للعدوان، وانسحابا كاملا للاحتلال، وكسرا للحصار وفتحا للمعابر، وإعادة الإعمار وتحقيق صفقة جادة لتبادل المعتقلين». وفي سياق متصل، أكد مصدر في «حماس» أنها «ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدي من جانب الاحتلال ومجد لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها نتنياهو». وقال مصدر آخر إن «حماس معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف إطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قدم الشهر الماضي»، في إشارة إلى الاقتراح الذي أعلن عنه الرئيس بايدن وينص على 3 مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
على صعيد التطورات الميدانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس تنفيذ أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء قطاع غزة، مستهدفا ما وصفها بأنها «بنى تحتية إرهابية».
وقال الجيش إن قواته واصلت عملياتها في تل السلطان برفح جنوب القطاع، وكذلك في خان يونس جنوبا، وفي وسط القطاع.
في الغضون، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش في تصريحات لقناة «الجزيرة» الفضائية ان نسبة الأطفال من إجمالي الشهداء 33% ونسبة كبار السن 8.6% ونسبة النساء 18.4%.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40 ألفا و5 شهداء و92 ألفا و401 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
إلى ذلك، قال أبوعبيدة الناطق باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ «حماس» في بيان عبر منصة «تلغرام»، أمس إنه بعد التحقيق «تبين أن المجند المكلف بالحراسة تصرف بشكل انتقامي ضد محتجز إسرائيلي في قطاع غزة خلافا للتعليمات بعد تلقيه خبر استشهاد طفليه في إحدى مجازر العدو».
وأكد أن الحادثة «لا تمثل أخلاقياتنا وتعاليم ديننا في التعامل مع الأسرى».