بيروت - أحمد منصور
في إطار تعزيز التواصل والتلاقي، بين القوى السياسية وأبناء منطقة إقليم الخروب، في مواجهة التحديات، تحت عنوان: «حماية لبنان، وحماية الوحدة الوطنية»، الذي أطلقه رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، بعد السابع من أكتوبر الماضي، وتمتينا للساحة الداخلية والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والعيش المشترك، جال وفد من «التيار الوطني الحر»، في منطقة إقليم الخروب.
وضم الوفد كلا من: النائب غسان عطا الله، ونائبة رئيس التيار للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، ومدير مكتب نائبة رئيس «التيار» م.داني غفري، ومسؤول لقاء الاحزاب في «التيار» رمزي دسوم، ومسؤول لقاء الاحزاب في الشوف داني خوري، ومسؤول «التيار» في اقليم الخروب أنور شحادة.
والتقى الوفد النائب بلال عبدالله في دارته في بلدة شحيم، بحضور وكيل داخلية الحزب «التقدمي الاشتراكي» في إقليم الخروب ميلار السيد ومسؤولين في الحزب هما: أحمد مهدي وغسان شعبان.
وتحدثت مارتين كتيلي عن سرورها بزيارة النائب عبدالله، وأكدت «أننا أبناء منطقة واحدة».
وأشارت «إلى أن هذه الزيارة، تأتي ضمن سياسة التيار الوطني الحر في الانفتاح والتواصل الذي طبع نهجنا وتاريخنا بالأخص في هذه المرحلة. فبعد 7 أكتوبر بدأ رئيس التيار بجولة على كل القيادات السياسية تحت عنوان حماية لبنان، وحماية الوحدة الوطنية».
وأضافت: «اليوم وبعد أن اشتدت اخطار الحرب وتوسعها، لا سبيل لدينا الا ان نتواصل مع بعضنا البعض، ونفكر معا في كيفية تحييد بلدنا عما يحدث، وان نتضامن مع اخوتنا وأهلنا في الجنوب وكل المناطق الذين يعيشون تحت ضغط كبير، أضف إلى ذلك ان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي ود.بلال عبدالله واضح في هذا الموضوع، ونحن نتقاطع بشكل كامل».
وأكدت «ان السقف المبدئي والوطني يجب ان يغلب على اي خلاف او اختلاف بالسياسة الضيقة، ودائما الحوار والتواصل هو المفتاح لتقريب وجهات النظر وتخفيف الاحتقان».
من جهته، قال النائب غسان عطا الله: «في المرحلة الأخيرة كان لدينا نفس التفكير وفي مرحلة رئاسة الجمهورية ومرحلة هذه الأزمة التي يمر بها البلد. نحن والحزب الاشتراكي كنا في الوسط، ولسنا مقتنعين بالفكر الذي يقول ننتظر إسرائيل لتنتصر على فريق لبناني لتحقق نقاطا عليه. كما أننا لسنا مقتنعين بالفكر الذي يقول نحن نريد صنع معركة إسرائيل، ومن بعدها نحقق نقاطا في الداخل اللبناني. لذا أتصور أن هذا الأمر جمعنا بشكل واضح وجعلنا نشبه بعض، وحاولنا قدر المستطاع ان نشجع الفكر الوسطي. لا نريد ان يربح احد على الآخر، بل نريد ان نكون ضمن مؤسسة ونختار رئيس ونعيد هيكلة الدولة بشكلها الطبيعي وننظم الحياة السياسية بشكلها الطبيعي».
من جهته، اعتبر النائب بلال عبدالله ان «إعادة التواصل أمر ممتاز، سيما انه لا بد من وجود قواسم مشتركة. أما الأمور الخلافية فيمكن تنظيمها».
واشار إلى «ان خطاب التيار الوطني الحر في المرحلة الاخيرة مختلف كليا عن خطاب الرفض الذي كان بعيدا عن موضوع العيش الواحد والعيش المشترك وحماية البلد، وهذا امر مرحب به في الانفتاح على القوى السياسية حتى تلك التي انتم على خلاف معها».
وأضاف: «نحن نعيش في نظام طائفي، وفي نفس الوقت هناك واقعية سياسية ويجب ان نتعاطى مع بعضنا البعض ونقبل بعضنا الآخر. صحيح نختلف ونتمايز ونتفق في بعض الاماكن، ولكن في النهاية هناك سقف الوطن والمواطنة، لأن الخطاب السياسي في بعض الاماكن يرفض العيش مع الآخر، وينتظر ماذا ستفعل إسرائيل».
ثم زار الوفد وزير العمل مصطفى بيرم في دارته في بلدة الوردانية، بحضور رئيس البلدية علي بيرم ومسؤول «حزب الله» محمد الحاج، وقد شدد عطا الله على «أهمية وضرورة مد الجسور بين اللبنانيين»، لافتا إلى «ان الرئيس ميشال عون كان أول من نادى برفع المتاريس وفتح الطرقات بين جميع اللبنانيين»، مؤكدا اننا «تربينا على هذه الروحية الوطنية التي يتميز بها لبنان».
وتمنى عطا الله «أن تنتج جميع اللقاءات، مزيدا من تقارب اللبنانيين»، مؤكدا على «التعاون مع جميع الأطراف اللبنانية لإعادة اللحمة وتكوين السلطة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونعيد للمؤسسات الدستورية عملها».
وأكد متابعة التواصل واللقاءات لما فيه خير المنطقة، منوها بأهالي وفاعليات الوردانية على مستوى الوطن.
بدورها، أكدت كتيلي على «التعاون بين التيار والوزير بيرم، لاسيما تعاطيه في ملف النازحين السوريين، مشيرا إلى اننا لمسنا من جانبكم كل الحس الوطني والوعي في أهمية هذا الخطر».
وأشارت إلى «ان هذه الجولة تأتي في اطار التواصل وتعميق العلاقة، خصوصا في هذه الظروف والأوضاع الصعبة». وشددت على «العمل للحفاظ على الوحدة الوطنية والتضامن والتعاون بوجه كل ما يهدد أواصر تلك الوحدة»، منددة بالأصوات التي تعمل على تنفيذ «أجندات خارجية»، منوهة بالتعايش الواحد في اقليم الخروب، ومرحبة «بأي انفتاح أو تواصل أو تقارب بين جميع اللبنانيين لتقريب وجهات النظر».
من جانبه، رحب الوزير بيرم بالوفد، ورد بكلمة أكد فيها «ان فكرة التواصل ليس بجديدة على التيار الوطني»، مشددا على «اننا نعول الكثير عليه في المسائل الوطنية، الصوت الوطني والمعتدل الذي يخرق المنغلقات الطائفية والمذهبية»، ومنددا «بالخطاب التحريضي والمتطرف الذي لا يبني لبنان».
وقال: «نحن نعول عليكم في الساحة اللبنانية والمسيحية»، رافضا «فكرة التقوقع والانعزال»، ومرحبا بالانفتاح والتواصل والتلاقي، الذي يعزز الوحدة ويمتن أواصر العلاقات الأخوية، مشددا على «اننا نريد الوصل لا القطع، فنحن بحاجة إلى الجسور لا إلى الجدران».
هذا، وتضمنت الجولة ايضا زيارة كل من: النائب السابق محمد الحجار، وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في منزل م.أحمد نجم الدين، والعميد عماد القعقور في «بعاصير»، وم.محمد سامي الحجار في شحيم.