أعادت الهزات الأرضية التي ضربت وسط سورية، وخصوصا مدينة السلمية بريف حماة وشعرت بها المحافظات الأخرى، أعادت ترتيب أولويات ونوعية السكن لدى السوريين، خصوصا أن الكثير منهم لم يشف بعد من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في فبراير العام الماضي. وانعكست تلك التداعيات حتى على أسعار المنازل انخفاضا، خصوصا تلك الواقعة في الطوابق المرتفعة في مدينة حلب، ما أدى الى زيادة الطلب على الطوابق الأرضية، كون الخروج منها أسهل وأسرع.
وعقب تلك الهزات، بدأت كثير من العوائل في مدينة حلب، خاصة في المناطق التي تضررت سابقا من زلزال تركيا، بترك منازلها الواقعة في الطوابق المرتفعة، والبحث عن أخرى أقل ارتفاعا أو في الأحياء التي لم تتضرر من الزلزال السابق، وفقا لما نقله موقع «أثر برس» المقرب من السلطة عن سكان في حيي صلاح الدين والفردوس.
وأكد صاحب مكتب عقاري في مدينة حلب أن أحد الأهالي تراجع عن شراء منزل في الطابق الرابع في حي المشهد، وتخلى عن العربون الذي دفعه والبالغ 200 ألف ليرة سورية، بعد الهزة الأخيرة التي ضربت البلاد ظهر يوم الجمعة الفائت.
وبحسب الموقع، فإن التطورات الأخيرة أدت إلى انخفاض أسعار وإيجارات المنازل الواقعة في الطوابق المرتفعة، بينما ارتفعت الأسعار والإيجارات في الطوابق المنخفضة وفي المناطق التي لم تتضرر من زلزال فبراير.
يذكر أن سورية تأثرت بعشرات الهزات والهزات الارتدادية، كانت أقواها مساء 12 أغسطس الجاري، حيث ضربت هزة أرضية بقوة 5.2 درجات منطقة السلمية بريف حماة الشرقي، وشعر بها سكان معظم المحافظات السورية والدول المجاورة.
وأثارت هذه الهزة مخاوف السكان من حدوث زلزال جديد، فعلى الرغم من أنها لم تتسبب في دمار أبنية أو حدوث أضرار مادية كبيرة، فإنها خلفت عشرات الإصابات بجروح وكسور ورضوض بسبب التدافع في أثناء مغادرة الأبنية، إضافة إلى عشرات الإصابات بتوترات نفسية وعصبية.
وفي السياق، طالب سكان مدينة السلمية من البلدية تنظيف وتجهيز الساحات العامة والحدائق للجوء إليها في حال تكررت الزلازل.