سلم الرئيس الأميركي جو بايدن الأمانة لنائبته كامالا هاريس، مؤكدا أنه سيكون «أفضل متطوع» في حملتها الانتخابية، وذلك في المؤتمر الوطني التاريخي للحزب الديموقراطي، الذي انطلق الاثنين ويختتم الخميس بإعلان هاريس قبولها ترشيح الحزب لمنافسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسية المزمعة في نوفمبر المقبل.
وحظي بايدن باستقبال مفعم بالمشاعر وتصفيق حار وقوفا على مدى أربع دقائق من الحضور عندما اعتلى المسرح بعدما قدمته زوجته جيل بايدن وابنته آشلي، تعبيرا عن الامتنان لتفضيله مصلحة الحزب وإعلانه الانسحاب ليفسح المجال للشباب، كما قال حينما أعلن تنحيه عن السباق قبل نحو شهر. وبدا بايدن وهاريس وكأنهما يمسحان دمعة لدى انضمامها إليه على المسرح. وبكى كثيرون بين الحضور خلال إلقاء بايدن خطابه الوداعي.
وأكد الرئيس أنه أعطى كل ما لديه في سبيل بلاده في كلمة وداعية مؤثرة، قائلا: «أميركا، أميركا، أعطيتك أفضل ما لدي»، مستشهدا بأغنية وطنية، خلال خطاب دام نحو الساعة، تطرق فيه إلى إنجازاته. ودعا فيه الناخبين إلى دعم نائبته. وشدد بايدن على أنه لا يشعر بمرارة بل قال فيما شارفت مسيرته السياسية الممتدة على خمسة عقود على نهايتها، إنه قام بما ارتآه مناسبا لضمان عدم عودة خمصه ترامب إلى المكتب البيضاوي. وقال «أعشق عملي، لكني أعشق بلادي أكثر بعد. كل الكلام حول أنني أشعر بالغضب من أولئك الأشخاص الذين قالوا إنه علي أن أنسحب، غير صحيح». وأطلت هاريس بشكل غير متوقع وتولت الكلام في لفتة للاشادة بالرئيس فيما لا يتولى مرشحو الحزب الديموقراطي عادة الكلام إلا في اليوم الأخير.
وقالت هاريس «نحن ممتنون لبايدن إلى الأبد». وتابعت «أود أن أطلق أعمالنا من خلال الاحتفاء برئيسنا الرائع جو بايدن».
وركز بايدن أيضا على رئاسته وعلى أدائه أكثر مما قد يحمله المستقبل في ظل رئاسة هاريس، خصوصا أنه يدرك أن إرثه السياسي مرتبط إلى حد كبير بالحاقها الهزيمة بترامب.
وعدد بايدن ما اعتبره انجازات لاسيما على صعيد الاقتصاد والرعاية الصحية، مشددا بصورة خاصة على إنقاذ «روح البلاد» بعد ولاية ترامب الرئاسية وبعد اقتحام انصاره الكابيتول في السادس من يناير 2021. وقال «دونالد ترامب يقول إن أميركا أمة فاشلة.. يقول إننا نخسر ونفشل. هو الفاشل»، واصفا إياه بأنه «مجرم مدان»، بعد إدانة المرشح الجمهوري بتهمة التلاعب بحسابات شركته لإخفاء دفع مبلغ من المال لشراء صمت ممثلة أميركية. وأكد «ارتكبت الكثير من الأخطاء خلال مسيرتي، لكني أعطيت أفضل ما لدي».
وقالت السيدة الأميركية الاولى في كلمة قدمت فيها زوجها «أنا وجو معا منذ قرابة الخمسين عاما. ورغم ذلك، أغرم فيه من جديد في بعض الأوقات».
وخلال اليوم الأول من المؤتمر، دعت هيلاري كلينتون التي كانت تسعى لتكون أول امرأة تتولى الرئاسية الأميركية لكنها خسرت الانتخابات الرئاسية أمام ترامب في 2016، إلى دعم كامالا هاريس لتحقيق هذا الهدف.
وقالت في كلمة أمام المؤتمر «تشهد الولايات المتحدة شيئا ما. نشعر بذلك. هو أمر عملنا من أجل تحقيقه وحلمنا به منذ فترة طويلة». ودعت إلى انتخاب امرأة للمرة الأولى رئيسة للولايات المتحدة. و«تحطيم أعلى وأكثر الأسقف الزجاجية صعوبة» من خلال التصويت لكامالا هاريس.
إلا ان هيلاري كلينتون حذرت الديموقراطيين قائلة «لا تشتتوا التركيز ولا تناموا على أمجادكم (..) فخلال الأيام الـ78 المقبلة علينا أن نعمل بجهد أكبر من أي وقت مضى».
وحملت كلينتون على خصمها السابق ترامب، وقالت «هو أول شخص يترشح لانتخابات رئاسية وهو مدان بـ34 جريمة». وأيد الحضور هذه الإشارة وعلت صيحات تطالب بسجن الرئيس السابق.
وبعد بايدن وكلينتون، شدد الرئيس الأميركي الأسبق باراك اوباما في اليوم الثاني من المؤتمر الديموقراطي على أن هاريس تشكل ضمانة لمستقبل الحزب.
وكتب أوباما عبر منصة اكس قبل توليه الكلام في شيكاغو لحشد الدعم والحماسة لحملة هاريس ومنع وصول ترامب إلى ولاية رئاسية ثانية «إنه لشعور جميل أن أكون في دياري، في شيكاغو».
وقبيل افتتاح المؤتمر اقتحم عدد من المحتجين على الحرب في غزة السياج الأمني المقام لحماية مركز المؤتمرات من دون تشكيل أي تهديد. وانفصلت مجموعة صغيرة تتألف من نحو مائة متظاهر عن المسيرة التي ضمت آلاف الأشخاص واقتحمت حواجز من الحديد أقيمت لحماية مركز «يونايتد سنتر» حيث يقام المؤتمر.
ولمواجهة الزخم الكبير الذي طرأ على حملة منافسيه الديموقراطيين هاريس ونائبها تيم والز، يجول ترامب في أرجاء البلاد وخصوصا الولايات الحاسمة، ونظم أمس تجمعا انتخابيا في ميشيغان التي تشكل ولاية متأرجحة وحاسمة في الانتخابات.
إلى ذلك، نشر ترامب عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا معدلة توحي بأنه سيحصل على دعم تايلور سويفت ومحبيها الكثر المعروفين بالـ«سويفتيز» قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتايلور سويفت التي يتم التركيز على التأثير الذي قد تحدثه على بعض الناخبين الأميركيين الشباب، لم تعلن رسميا بعد دعمها لأي مرشح للانتخابات، لكنها دعمت في العام 2020 جو بايدن ضد دونالد ترامب الذي اتهمته بأنه «أجج النزعة القائمة على تفوق العرق الأبيض والعنصرية خلال ولايته». ونشر الرئيس الجمهوري السابق صورا معدلة، قال أحد الخبراء إن بعضها أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي، توحي بأن المغنية ومحبيها المعروفين باسم «سويفتيز»، سيدعمون حملته.
وفي منشور عبر منصته «تروث سوشيال» يظهر تايلور سويفت وهي ترتدي زي العم سام وتطلب من محبيها التصويت لترامب، كتب الرئيس السابق «أقبل».