أعلنت الشرطة الألمانية أمس توقيف شخص في إطار التحقيق في هجوم بسكين أوقع ثلاثة قتلى وعدة جرحى مساء الجمعة خلال مهرجان احتفالي في زولينغن بغرب البلاد، فيما أشارت سلطات التحقيق في دوسلدورف إلى عدم استبعاد وجود «دوافع إرهابية» للاعتداء.
وقالت شرطة دوسلدورف (غرب) إنها تتحقق مما إذا كان للشخص المعتقل «صلة بالجريمة».
من جهته، قال المدعي العام في دوسلدورف أمس إن المحققين لا يستبعدون فرضية وجود «دوافع إرهابية» وراء الهجوم.
وقال المدعي العام أركوس كاسبرز لصحافيين «لم نتمكن من تحديد الدافع، لكننا نفترض، في ضوء كل الظروف، أنه لا يمكن استبعاد الاشتباه الأولي بأنه عمل ذو دوافع إرهابية».
وأضاف كاسبرز في مؤتمر صحافي «لم يتم التعرف على مرتكب الجريمة بعد»، موضحا أن الشخص الذي أعلنت الشرطة احتجازه هو فتى في الخامسة عشرة أوقف بشبهة «عدم الإبلاغ» عن عمل إجرامي لأن المحققين يشتبهون في أنه كان على اتصال بمنفذ الهجوم.
وشدد المستشار الألماني أولاف شولتس على «وجوب اعتقال المنفذ سريعا ومعاقبته بأقصى حد يسمح به القانون»، معبرا عن «صدمته» إزاء هذا الهجوم.
وأكدت وزيرة الداخلية نانسي فيزر أمس أن «أجهزة الأمن تقوم بكل ما بوسعها لتوقيف منفذ الاعتداء وتحديد» الأسباب.
وعبرت عن «صدمتها الشديدة» لهذا «الاعتداء الوحشي» الذي وقع الجمعة فيما كان آلاف الأشخاص متجمعين أمام مسرح أقيم في وسط المدينة لإطلاق عدة أيام من الاحتفالات.
وأعلنت شرطة مدينة دوسلدورف المجاورة في بيان أنه يجري «استجواب الضحايا والشهود».
وقتل في الهجوم رجلان يبلغان 56 و67 عاما وامرأة تبلغ 56 عاما، وفق السلطات.
وأشار كاسبرز إلى «عدم وجود أي رابط بين الضحايا»، وأوضح «بناء عليه خلصنا إلى أن العمل قد يكون إرهابيا».
وقالت السلطات إن أربعة من الجرحى حالتهم «خطرة»، بعدما أشارت في وقت سابق إلى خمسة بهذه الحال من أصل ثمانية مصابين.
وقال وزير داخلية المقاطعة هربرت رويل خلال تفقده لموقع الواقعة ليلا «فجأة، قام رجل يحمل سكينا بطعن أشخاص عشوائيا وقتلهم».
وأضاف «لا أحد يعرف الأسباب، لا يمكننا أن نقول أي شيء في الوقت الحالي حول الدوافع او الشخص» داعيا إلى توخي الحذر بشأن طبيعة الهجوم.
وقال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إن «العمل الرهيب في زولينغن يثير الاستياء ويهز كل بلادنا».
دعوة إلى الشهود
وعلى منصة اكس، دعا المحققون السكان إلى تزويدهم بأي معلومات قد تساعد في توقيف المشتبه به الفار، بما يشمل صورا وأشرطة فيديو.
وقال ألكسندر كريستا المتحدث باسم شرطة فوبرتال لصحيفة بيلد «طعن المهاجم أشخاصا بشكل عشوائي بسكين».
وتجري حاليا «عملية كبيرة» لمحاولة العثور على المشتبه به، وفق ما قالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة فرانس برس. وتم «تطويق جزء كبير من المكان» بحسب المتحدثة بعد الهجوم الذي وقع خلال الاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس المدينة في مقاطعة شمال الراين فستفاليا.
وانتشرت الشرطة في المكان مدعومة بسيارات طوارئ، وطلبت من الناس تجنب المنطقة، وفقا لمحطة «زي دي إف».
وقالت مصورة في فرانس برس إن الشرطيين الذين انتشروا في المكان ليل الجمعة السبت كانوا يعملون بمساعدة عناصر من القوات الخاصة. وذكرت أن مروحية كانت تشارك أيضا في العمليات.
وقالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة فرانس برس في وقت باكر أمس، إن عملية المطاردة المستمرة للمشتبه به قد امتدت إلى خارج زولينغن، مشيرة إلى إقامة عدد من الحواجز على الطرق.
وذكرت المتحدثة أنه لا يوجد حتى الآن أي وصف تفصيلي للمشتبه به، لافتة إلى أن الشرطة تسعى لجمع معلومات حول الهجوم بما في ذلك أي صور وفيديو.
وكتب رئيس البلدية تيم-أوليفر كورزباخ على الموقع الإلكتروني للمدينة «نحن جميعا في حالة صدمة ورعب وحزن شديد في زولينغن»، مضيفا «أردنا جميعا الاحتفال بالذكرى السنوية لمدينتنا معا والآن لدينا قتلى وجرحى نأسف لسقوطهم».
وتابع «ينفطر قلبي لوقوع هجوم في مدينتنا. عيناي تدمعان لدى تفكيري في من فقدناهم. أصلي لجميع من يواصلون النضال من أجل حياتهم».
وشكر كورزباخ أجهزة الطوارئ على عملها في مكان الواقعة، مبديا تعاطفه مع من كانوا شاهدين على الهجوم.
تقع زولينغن التي يزيد عدد سكانها على 150 ألف نسمة، قرب دوسلدورف شمال كولونيا.
وكان الناس قد تجمعوا في المدينة مساء الجمعة في اليوم الأول من «مهرجان التنوع» الذي كان مقررا أن يستمر ثلاثة أيام، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني لهذا الحدث.
وكان مقررا أن تتخلله عروض موسيقية ومسرحية وفعاليات أخرى يشارك فيها كوميديون.
وكان متوقعا حضور ما يصل إلى 75 ألف زائر على مدار الأيام الثلاثة.
لكن المنظمين أعلنوا أن الاحتفالات في زولينغن ألغيت بسبب الهجوم.
وذكرت صحيفة «سولينغر تاغبلات» المحلية أنه، صعد أحد المنظمين على خشبة المسرح مقاطعا الحفل في ساحة بوسط المدينة.
وقال المنظم إن ثمة مسعفين يحاولون إنقاذ حياة عدد من الأشخاص. واستجاب آلاف الزوار لدعوته إلى مغادرة المكان بهدوء، حسب الصحيفة.