بيروت - بولين فاضل
غيّب الموت الرئيس الأسبق للحكومة الدكتور الجامعي سليم الحص عن 95 سنة (مواليد 20 ديسمبر 1929).
وتميز الرئيس الحص بكونه أول مسؤول عربي ودولي رفض الاحتلال العراقي الغاشم للكويت وأدانه في الساعات الأولى من يوم الثاني من أغسطس 1990، وأيد الحكومة الشرعية الكويتية بقيادة الأمير الراحل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله.
سليم الحص صنع نفسه وصولا إلى رئاسة الحكومة اللبنانية خمس مرات آخرها في 1998 مع بدء ولاية الرئيس العماد اميل لحود، إلى اعتزاله العمل السياسي الرسمي بعد خسارته في الانتخابات النيابية العام 2000 امام لائحة شكلها الرئيس الراحل رفيق الحريري في بيروت.
كما كان الحص أحد رئيسي حكومتين في لبنان بين 1988 و1990 بعد نهاية الولاية الرئاسية للرئيس امين الجميل في 23 سبتمبر 1988، وتعيين الأخير قائد الجيش وقتذاك العماد ميشال عون رئيسا لحكومة عسكرية انتقالية من أعضاء المجلس العسكري قاطعها الوزراء المسلمين.
واشتهر الرئيس الحص بلقب أطلق أيضا على عميد «الكتلة الوطنية» اللبنانية ريمون اده (توفي في مايو 2000) وهو «ضمير لبنان».
وصدر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البيان الآتي: «بكل حزن وأسى، أنعى إلى اللبنانيين دولة الرئيس سليم الحص الذي رحل في أصعب وأدق مرحلة يحتاج فيها لبنان إلى ضميره وحسه الوطني والعروبي والى حكمته ورصانته وحسن ادارته الشأن العام».
الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية.
كان اقتصاديا بارزا ومثال الخبرة والأخلاق والعلم، يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجردا وموضوعيا ودستوريا بامتياز.
الرئيس الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحا في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب «ضمير لبنان» ويدخل إلى الأبد في وجدان اللبنانيين.
«رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».
ونعاه أيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وشخصيات سياسية عدة.