أدانت الدول والمنظمات العربية والإسلامية بشدة تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، التي تحدث فيها عن تأييده بناء كنيس يهودي في باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى «هدنة إنسانية مؤقتة» لتطعيم أطفال غزة ضد وباء شلل الأطفال، وسط تواصل القصف العنيف وأوامر إخلاء اسرائيلية للمدنيين في القطاع، والتي أجبرت الأمم المتحدة على وقف عملياتها الإغاثية والطبية. وأكدت الخارجية السعودية في بيان رفض المملكة القاطع لهذه التصريحات المتطرفة والتحريضية ورفضها الاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين حول العالم. وقالت الوزارة في بيانها الذي اوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» على ان المملكة تشدد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الاقصى المبارك مجددة دعوتها للمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته في وضع حد للكارثة الإنسانية التي يشهدها الشعب الفلسطيني الشقيق وتفعيل آليات جادة لمحاسبة المسؤولين الاسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة للقوانين والاعراف والقرارات الدولية.
كما دانت دولة قطر بشدة تصريحات وزير الأمن القومي الاسرائيلي المتطرف الداعية إلى إقامة كنيس داخل المسجد الأقصى المبارك واعتبرتها امتدادا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم.
وحذرت الخارجية القطرية في بيان من مغبة تأثير هذه التصريحات المستفزة على الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال وتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه القدس ومقدساتها. وجددت الوزارة في بيان اوردته وكالة الانباء القطرية الرسمية «قنا» التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية دون قيود وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبها، حملت مصر في بيان صادر عن وزارة خارجيتها الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية عن الالتزام بالوضع القائم في المسجد الأقصى وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية. وطالبت بامتثال الاحتلال الإسرائيلي لالتزاماته بصفته قوة قائمة بالاحتلال وإيقاف التصريحات الاستفزازية التي تهدف إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة. بدوره، أكد المتحدث باسم الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة في تصريح صحافي أن الأردن سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لإيقاف الاعتداءات على المقدسات. كذلك دانت هذه الدعوات الاستفزازية، العديد من الدول والمنظمات العربية والاسلامية، وفي مقدمتها: منظمة التعاون الاسلامي، وجامعة الدول العربية، ورابطة العالم الإسلامي. جاء ذلك في وقت تواصلت المحادثات في الدوحة بشأن القضايا العالقة والتفاصيل النهائية الخاصة بالاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في غزة، بحسب ما صرح مسؤول أميركي لوكالة فرانس برس. وفي هذه الاثناء، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: أدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا في القطاع لمدة 3 أيام لتمكين منظمتي «اليونيسف» و«الصحة العالمية» من إجراء عمليات تطعيم للأطفال ضد الانتشار السريع لشلل الأطفال. ميدانيا، اعلن الجيش الإسرائيلي إنقاذ رهينة من داخل نفق في مدينة رفح جنوب غزة وذلك خلال عملية وصفها بـ«المعقدة».
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه تعاون مع الجيش جهاز الأمن العام «الشاباك» في «إنقاذ الرهينة الإسرائيلي فرحان القاضي (52 عاما) الذي اختطف من قبل مسلحين فلسطينيين» خلال هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. وأضاف أن فرحان القاضي من مدينة راهط في النقب، وهو بصحة جيدة وخضع للفحص الطبي.
طهران تؤكد عدم رغبتها في الحرب: نحن من يحدد كيفية وتوقيت الرد على اغتيال هنية
وكالات: قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إن رد طهران على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية هو أمر «حتمي»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «إرنا».
وأضاف اللواء محمد باقري أن «إيران لن تقع في فخ الألاعيب والاستفزازات الإعلامية للعدو وهي من يقرر الثأر»، حسب قوله.
وتابع: «نحن من يحدد كيفية الرد وتوقيته ولا رغبة لدينا في الحرب، لكن الاعتداء سيقابل بالرد».
ولفت رئيس الأركان الإيراني أن ما يسمى بـ «محور المقاومة يتصرف بشكل منفصل كما شاهدنا»، في إشارة لهجمات حزب الله اللبناني مؤخرا بالصواريخ والمسيرات على مواقع إسرائيلية.
وتابع بالقول إن «اغتيال إسماعيل هنية حدث لن ينسى، وإن الثأر لدم هنية على يد محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية حتمي».
وشدد على أن «الكيان الصهيوني يجب أن يعيش القلق بشأن موعد انتقامنا الذي سيكون مفاجئا ومتناسبا».