من المؤسف أن نرى كيف أصبح فيلم «Borderlands» للمخرج إيلي روث مجرد ظل باهت لسلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة التي استوحي منها، فهذا العمل السينمائي يظهر كمحاولة غير موفقة لنقل سحر الألعاب إلى الشاشة الكبيرة، حيث يفتقر إلى الروح المبتكرة والمرح الذي يميز عالم «Borderlands».
يركز الفيلم على شخصية ليليث (كيت بلنشيت)، صائدة الجوائز، والتي تظهر بأداء ضعيف لا يعكس قوتها الحقيقية، كما أن القصة تفتقر إلى العمق والإثارة، حيث تم تبسيط حبكة عالم الألعاب المعقد إلى مجرد مهمة إنقاذ عادية، حتى الشخصيات المرافقة مثل «تايني تينا» و«رولاند» و«كريغ» لا تقدم شيئا جديدا، وتبدو وكأنها تتحرك في عالم بلا تحديات حقيقية.
من الناحية البصرية، يقدم الفيلم مشاهد رقمية سطحية لا تنصف جماليات الألعاب الأصلية، ورغم الجهود المبذولة في تصميم الأزياء، إلا أن الخلفيات تبدو غير طبيعية ومملة، ما يضعف من تجربة المشاهدة.
أما بالنسبة للأداء التمثيلي، فإن معظم الشخصيات تفتقر إلى الحيوية والشغف، فباستثناء أريانا غرينبلات التي قدمت أداء مفعما بالطاقة، يبدو أن بقية الممثلين، بمن فيهم جاك بلاك وكيفن هارت، لم يتمكنوا من إحياء روح شخصياتهم بشكل مقنع.
بكل صدق، يبدو أن الفيلم يعاني من نقص في الرؤية الفنية والتنفيذ المتقن، ليبقى في نهاية المطاف محاولة غير مكتملة لا ترقى إلى مستوى التوقعات، وتفشل في تقديم مغامرة خيال علمي تستحق المشاهدة، وشعرنا كما لو أن هناك عناصر بناء أساسية مفقودة من الحبكة (ربما كانت إعادة التصوير لمدة أسبوعين تحت إشراف المخرج البديل تيم ميلر سببا في تقليص رؤية روث إلى ما نراه هنا) وتساءلنا: لماذا يستحق كروم (أوليفييه ريتشرز) ظهوره في شارة النهاية رغم أنه لم يظهر إلا في اللحظة الأخيرة في الفيلم؟ هناك شيء غير منطقي، فألعاب Gearbox كثيفة وممتدة ومليئة بالحرية في إطلاق العنان للخيال، في حين أن تصوير المخرج روث للقصة أشبه بكتاب تلوين «Guardians Of The Galaxy» للأطفال في سن الحضانة.
إن «Borderlands» إهدار هائل لسلسلة محبوبة، حيث يأخذ مجموعة غريبة الأطوار من القتلة المنبوذين ويستنزف الحياة منهم من أول مغامرة لهم معا، أيضا لا يحتوي الفيلم على أي شخصيات جنونية محبوبة، ومرئيات خيال علمي مذهلة، وسرد رائع من عالم آخر مثل ثلاثية «Guardians of the Galaxy» من غان، فلا نرى تجسيدا لأسلوب ألعاب «Borderlands» المفرط سوى على المستوى الأكثر سطحية، ومع تصنيف الفيلم «عائلي»، يستبدل الفيلم كل الدموية والفكاهة والموضوعات المضطربة بشيء مكرر وتجاري، إنه أسوأ سيناريو محتمل لفيلم ألعاب بما يتعارض مع كل ما تمثله «Borderlands» كسلسلة.
يعمل الفيلم بمثابة دليل مبادئ «Borderlands» ويركز على صائدة الجوائز المتذمرة ليليث (كيت بلانشيت)، يصور المخرج روث والكاتب المشارك جو كرومبي (الذي حل محل الكاتب المشارك الأصلي كريغ مازين) بناء العالم بين الكواكب الذي قدمته «Gearbox» بطريقة مخيبة للآمال، كما يتخلص الفيلم من كل الإثارة المتمثلة في عبور أراضي باندورا المليئة بالـ«Skag» ومواقع «السايكو»، حيث يضع روث شخصياته في مهمة واحدة: يقوم عملاق الأعمال ومصنع الأسلحة أطلس (إدغار راميريز) باستئجار ليليث للعثور على ابنته على باندورا، ويتبين أن تلك الابنة هي تينا (أريانا غرينبلات) المدمرة اللطيفة، ولكن على طريقة «Borderlands» الحقيقية، لا يقتصر هدف ليليث على إنقاذ تينا من المرتزق السابق رولاند (كيفن هارت) والسايكو كريغ (فلوريان مونتيانو)، وهناك أيضا Eridian Vault قديم، وقد تكون «تينا» واحدة من المفاتيح الثلاثة المطلوبة لفتحه.
يمزج فيلم روث بين نقاط الحبكة التي تمتد عبر خط «Borderlands» الزمني، لكن التجربة مبسطة للأسف، حيث إنها مسألة وقت فقط قبل أن تشكل ليليث وتينا ورولاند وكريغ والروبوت المفضل لدى الجميع كلابتراب (جاك بلاك) لفرقة صيد الكنوز الـ «Vault»، وتبدو مهمتهم شاقة مع وجود جنود Crimson Lance المعادين بقيادة القائد نوكس (جانينا جافانكار) والـ Threshers ضخام الحجم الذين يمكنهم ابتلاع الصياد بالكامل، لكن أي تحد يواجهونه يمر بسهولة مع تقلص المخاطر.
تعثر «ليليث» على قطعة أثرية حاسمة بفتح درج واحد، بينما يتجنب «رولاند» ما يجب أن يكون موتا مؤكدا من أحد «السايكو» خارج الكاميرا، ما يبطل أي شعور بالخطر، إنه مثل مشاهدة اللعب في مستوى الصعوبة «God Mode» مع أرواح لا نهائية، باستثناء أن هذه الشخصيات لا تتعرض حتى لأضرار، فما الهدف إذا؟ تكمن إجابة السؤال في رأي المشاهد نفسه، فقد يعتبر البعض أن هذا الاقتباس غير الجيد نواة لأعمال أفضل مستقبلا، وقد يرى البعض الآخر العكس.