شهدت مدينة الرقة شرقي سورية ظهور عبارات تشبه شعارات تنظيم «داعش» على بعض الجدران، ما أثار المخاوف من عودة نشاطه في المدينة.
وقام مجهولون بكتابة العبارات على جدران حديقة «البيضا» وسط مدينة الرقة، وحملت بعضها وعودا بشن هجمات ضد «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، فيما أكدت أخرى على «تحرير الأسرى» في إشارة إلى المحتجزين في سجون «قسد». من تلك العبارات: «لن ننسى أسرانا 2024».
وقال موقع «نورث برس» إن عناصر تابعين لـ «قسد» أزالوا العبارات أمس باستخدام طلاء وبخاخ بدائي، لكن الآثار ما زالت واضحة على الجدران. في حين رجح مصدر أمني في المدينة أن خلايا «داعش» هي من تقف وراء هذه الكتابات.
وفي أواخر عام 2017، سيطرت «قوات سوريا الديموقراطية»، التي تدعمها الولايات المتحدة، بشكل كامل على مدينة الرقة، والتي كانت تعد أبرز معقل لتنظيم «داعش» في سورية.
وبعد السيطرة على المدينة بأشهر، شهدت المدينة عدة هجمات طالت «قسد»، ما دفع الأخيرة لتعزيز وتحصين حواجزها المتمركزة على أطراف المدينة وداخلها.
وقبل نحو أسبوعين، هاجم مسلحون يعتقد أنهم من خلايا تنظيم «داعش» نقطة عسكرية لـ «الفيلق الخامس» في بادية دير الزور، حيث قتلوا 4 عناصر ونكلوا بجثثهم وقطعوا رؤوسهم.
وأثار التنكيل بالجثث حينها جدلا واسعا، وأنذر بأنه رسالة من التنظيم، الذي عرف منذ ظهوره في عام 2014 باستخدامه سياسة قطع الرؤوس كأداة ترهيب ودعاية لتحقيق أهدافه، وكان يوثق عمليات الإعدام تلك بالمقاطع المصورة والصور وينشرها عبر الإنترنت.
خلال الأشهر الفائتة، زاد نشاط خلايا «داعش» في سورية، حيث استهدفت «قسد» وقوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، وأيضا شخصيات أخرى من المتعاملين مع تلك الجهات أو الذين يقومون بنقل صهاريج المحروقات ويعملون في هذا المجال.
قبل أسابيع، أطلقت قوات النظام، بدعم من الطائرات الروسية، حملة عسكرية ضخمة ضد خلايا «داعش» في البادية السورية، بهدف تمشيط المنطقة الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود السورية- العراقية في ريف دير الزور.
كما كثفت القوات الأميركية، بالتعاون مع «قوات سوريا الديموقراطية»، عملياتها لمواجهة التهديد المتزايد من تنظيم «داعش» في ظل تصاعد التوترات الأمنية في شمال شرقي سورية.
وضاعف مقاتلو التنظيم وتيرة هجماتهم في سورية والعراق هذا العام، حيث استهدفوا نقاط تفتيش أمنية، وفجروا سيارات مفخخة، وخططوا لتحرير الآلاف من الرفاق المسجونين منذ أن استعادت «قوات سوريا الديموقراطية» والتحالف الدولي آخر مدينة كانت تحت سيطرة التنظيم.