تفجر الغضب السياسي في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو بعـــد العثــور علــى جثــــث 6 محتجزين داخل نفق في قطاع غزة، فيما تحولت مدينتي الخليل وجنين في الضفة الغربية المحتلة إلى «ساحتي حرب» بسبب الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، مع دخول عملية «المخيمات الصيفية» يومها السادس.
ودعا «منتدى عائلات الرهائن في غزة» إلى شل الحركة في إسرائيل عبر الإضراب والاحتجاجات في القدس وتل أبيب حتى يتم إبرام صفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن متظاهرين أغلقوا تقاطع معهد وايزمان في منطقة «رحوفوت» قرب تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل.
وطالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، نقابات العمال إلى «إغلاق الاقتصاد» احتجاجا على «حكومة الموت» التي يترأسها نتنياهو، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن على المجلس الوزاري الأمني أن يجتمع فورا ويتراجع عن القرار الذي اتخذه يوم الخميس الماضي بشأن البقاء في محور فيلادلفيا الحدودي.
وتعليقا على استعادة جثث الأسرى، قال غالانت: «لقد فات الأوان بالنسبة للمحتجزين الذين قتلوا ويجب إعادة المختطفين الباقين في الأسر». وأكد أن إسرائيل ستحاسب كل قادة حماس، وفق تعبيره.
من جهته، دعا زعيم «معسكر الدولة» بيني غانتس الجمهور للخروج إلى الشارع «فالوقت حان لاستبدال حكومة الفشل المطلق»، في إشارة لحكومة نتنياهو.
وأكد غانتس أن على نتنياهو «حماية المحتجزين لا ائتلافه الذي يسيطر عليه المتطرفون»، وأضاف أن «المختطفين يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار»، وفق تعبيره.
وفي السياق ذاته، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن زعيم المعارضة يائير لبيد قوله إن نتنياهو وما وصفها بـ «حكومة الموت قررا عدم إنقاذ المحتجزين». ودعا نقابات العمال والسلطات المحلية إلى إغلاق الاقتصاد.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول كبير بالحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق حتى لا تنهار الحكومة.
وأضاف المسؤول أنه في غضون شهر من الآن «لن يبقى أي رهينة على قيد الحياة في غزة».
بدورها، دعت لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي «البرلمان» رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاجتماع بها في أقرب وقت ممكن لمناقشة الحرب على قطاع غزة، إذ رأت اللجنة أنها «فشلت في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، فضلا عن اتخاذ سلسلة من القرارات تعرض وضع إسرائيل الإستراتيجي للخطر».
جاء ذلك في رسالة موجهة من رئيس اللجنة البرلمانية يولي يوئيل إدلشتين ورد في مقدمتها «لقد مر 11 شهرا على الفشل الفادح في تاريخ إسرائيل واندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، حدثت خلالها تغيرات كبيرة في ساحة الحرب».
وأضافت: «يرفض رئيس الوزراء منذ أشهر طويلة تحديث أهداف الحرب بالشكل المطلوب والمناسب لتحقيقها والسعي لتحقيق النصر في الحرب، ويتجنب اتخاذ القرارات الحاسمة المطلوبة لتعزيز الأمن القومي لدولة إسرائيل». كما أشارت إلى «القرار الذي اتخذ في منتصف الليل من قبل مجلس الوزراء السياسي الأمني، في ظل غياب نقاش معمق كما هو مطلوب، وخلافا لمواقف المؤسسة الأمنية وبعض الوزراء أنفسهم بشأن عواقب البقاء الدائم في قطاع غزة».
ورأت الرسالة أن «التخلي عن حياة الإسرائيليين والإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة له آثار هائلة على الأمن القومي لإسرائيل ووضع إسرائيل الإقليمي وعلاقاتها».
وفي الوقت الذي توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي «حماس» بـ «دفع الثمن» بعد العثور على جثث أسرى جدد، أعلنت الحركة أن هؤلاء قتلوا «بالقصف الإسرائيلي المستمر على غزة»، وحملت حكومة نتنياهو المسؤولية عن مقتلهم ومقتل من سبقهم من الأسرى.
وأكد قيادي في «حماس» لوكالة فرانس برس إن «بعض أسماء الأسرى الذين أعلن الاحتلال العثور عليهم كانوا ضمن القائمة التي وافقت عليها الحركة في الثاني من يوليو الماضي للإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل».
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدا تحديد هوياتهم، في حين أعرب الرئيس جو بايدن عن حزنه على وفاة أحدهم حيث يحمل الجنسية الأميركية.
وقبل العثور على الجثث الست كانت إسرائيل تقول إنه ما زال هناك 107 أسرى في غزة، بينهم عدد من القتلى.
وعلى الصعيد الميداني في الضفة المحتلة، قتل 3 عناصر على الأقل من الشرطة الإسرائيلية وأصيب آخرون في هجوم مسلح عند حاجز «ترقوميا» غرب مدينة الخليل جنوبي الضفة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي هجماته في مدن وبلدات عدة لاسيما جنين ومخيمها، ما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس إنه عثر على السيارة المستخدمة في الهجوم فارغة بعد أن تمكن المنفذون من الهرب.
أما في غزة، فقد تواصلت حملة تطعيم شلل الأطفال التي تقودها الأمم المتحدة لعدة أيام في القطاع، بعد اكتشاف الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي في وقت سابق.
ووافقت إسرائيل على 3 «هدن إنسانية مؤقتة» تتخلل القتال، كي يتمكن المسؤولون من تطعيم نحو 640 ألف طفل تحت سن العاشرة.
وتأتي هذه الخطوة بعد اكتشاف أول إصابة منذ أكثر من 25 عاما، الشهر الماضي، لرضيعة فلسطينية تبلغ من العمر 10 أشهر.
ميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف لمناطق مختلفة في القطاع، بينما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أنها قصفت آليات الاحتلال الموجودة في محور نتساريم وسط غزة بصاروخين من نوع 107 وقذائف الهاون من العيار الثقيل.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» في غزة أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 11 شهرا على القطاع، بلغت 40738 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال 24 ساعة «47 شهيدا و94 إصابة» وصلوا إلى المستشفيات، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 94154 في قطاع غزة منذ بدء السابع من 7 أكتوبر الماضي.