خديجة حمودة
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان جلسة مباحثات ثنائية في أنقرة، في اول زيارة رسمية له إلى تركيا أمس وصفت بالتاريخية.
وتناول الرئيسان خلال مباحثاتهما سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط.
كما شهد الرئيسان المصري والتركي التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي الدولتين في مختلف مجالات التعاون.
ووقع الرئيسان بيانا مشتركا بشأن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيسين، أكد الرئيس السيسي أن «الاجتماع الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين يأتي ضمن رغبة البلدين الصادقة في تعزيز التعاون.
وقال إن «ما تعيشه المنطقة من أزمات يؤكد أهمية التنسيق والتعاون بين مصر وتركيا». وأضاف: «موقف بلدينا متطابق بالدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وتحقيق تطلع الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة».
وقال: ناقشت أهمية التعاون والتنسيق بين مصر وتركيا خاصة في مجال المساعدات الإنسانية.
وطالب الرئيس السيسي «بوقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة»، مؤكدا رفضه التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.
من جهته، قال أردوغان: «نتعاون مع مصر في كافة القطاعات ونواصل تعزيز العلاقات وأنا ممتن لرؤية ثمار هذا التعاون».
وأضاف في المؤتمر: تناولنا في محادثاتنا قضايا المنطقة وحلها وأبرزها الوضع في غزة، مؤكدا ان الأولوية الآن هي لوقف المجازر في القطاع والتوصل لوقف إطلاق النار.
وتابع: ان إسرائيل تمنع وصول المساعدات لشعب غزة وهذه جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائمها، ونواصل مساعينا من أجل أن يحاكم المسؤولون الإسرائيليون عن ارتكاب المجازر في غزة.
وقال ان إلقاء إسرائيل آلاف أطنان القنابل على غزة هو لإخضاع الشعب الفلسطيني بعد أن عجز عن كسر إرادته. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رأس مستقبلي الرئيس السيسي لدى وصوله الى مطار أنقرة، في زيارته الأولى لتركيا.
وأجريت للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مراسم استقبال رسمية بقصر الرئاسة التركي في مستهل الزيارة لتركيا.
واصطف حرس الشرف التركي تحية للرئيس السيسي لدى وصوله الى قصر الرئاسة التركي بصحبة الرئيس رجب طيب أردوغان، فيما عزفت الموسيقى العسكرية السلامين الوطنيين المصري والتركي، وضربت المدفعية التركية 21 طلقة ترحيبا بالرئيس المصري.
واستعرض الرئيس السيسي حرس الشرف وصافح كبار مستقبليه من الجانب التركي، كما صافح الرئيس أردوغان أعضاء الوفد المصري المرافق للرئيس السيسي في زيارته لتركيا.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن سعادته البالغة بزيارته الأولى للجمهورية التركية، وكتب في منشور عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك».
وتابع «ولعل زيارتي، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استنادا لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين».
وأكدت الرئاسة المصرية، في بيان لها، أن زيارة الرئيس السيسي التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات وللبناء على زيارة الرئيس التركي أردوغان التاريخية لمصر فبراير الماضي، وتأسيسا لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائيا أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير أحمد فهمي.
وبحسب وكالة الأنباء التركية (أناضول)، عقد الرئيسان اجتماعا قصيرا في صالة الشرف بالمطار، وتوجها بعد ذلك بالسيارة نفسها إلى المجمع الرئاسي التركي.