يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث شن غارات جوية في منطقة طوباس التي تضم مخيم الفارعة للاجئين، كما واصل تدميره للبنية التحتية في مخيم جنين وفي أماكن شمال الضفة وسط حصار محكم واعتقالات في عدة مدن وبلدات، فيما حذرت الأمم المتحدة من ان القوات الإسرائيلية قيد الوصول إلى المستشفيات وتستخدم «تكتيكات شبيهة بالحرب»، بينما يبذل الوسطاء جهودا مضنية لانقاذ اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وقال الجيش الاسرائيلي في منشور على «تلغرام» أمس إنه شن «ثلاث غارات جوية محددة الأهداف ضد مسلحين شكلوا تهديدا للجنود» الإسرائيليين في منطقة طوباس التي تضم مخيم الفارعة للاجئين بالضفة المحتلة.
من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن غارة استهدفت سيارة أسفرت عن مقتل خمسة رجال تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاما، وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وأفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس» باقتحام عدد كبير من القوات الإسرائيلية مخيم الفارعة قرب طوباس «حيث سمع دوي انفجارات».
ودمرت القوات الإسرائيلية البنية التحتية في جنين وفي أماكن أخرى في الضفة الغربية.
وقالت الأمم المتحدة إن الجيش يقيد الوصول إلى المستشفيات ويستخدم «تكتيكات شبيهة بالحرب».
وعلى صعيد التطورات ذات الصلة بغزة، وصف مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اتفاق الهدنة المرتقب بـ «المعقد لكن الضروري، وربما الوحيد القابل للحياة لإنقاذ حياة الرهائن ووقف الحرب وجلب الانفراج إلى غزة مع أخذ أمن إسرائيل بالاعتبار».
ولفت المسؤول الأميركي إلى انه تم «إنجاز نحو 90% من الاتفاق»، مبينا انه تم الاتفاق على 14 بندا من اجمالي 18 بندا يتضمنها اقتراح وقف اطلاق النار.
وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي كبير إن مسودة اتفاق جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى قد تصدر الأسبوع المقبل أو قبل ذلك، مؤكدا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتمسكه باحتلال محور فيلادلفيا وضعت الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر، في «موقف صعب»، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز».
وأوضح المسؤول الأميركي أن الاقتراح الجديد بشأن صفقة التبادل يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية، مشيرا إلى أن المفاوضين يحاولون حل عقبتي محور فيلادلفيا وقوائم الأسرى المشمولين بصفقة التبادل.
وأضاف المسؤول ذاته أن وفدا إسرائيليا أكد استعداد إسرائيل للانسحاب من فيلادلفيا بعد مرحلة أولى تستمر 42 يوما، في أعقاب ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أمس الأول أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا للوسطاء في قطر أن انسحاب الجيش بالكامل من محور فيلادلفيا سيكون في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الوسطاء يدفعون الى إنجاز الاتفاق بكل الطرق الممكنة، مؤكدا «إذا استسلمنا لن يتعامل أحد مع هذه القضية بعد الآن وليس لدينا خيار آخر».
وفي وقت نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي التوصل لـ 90% من بنود اتفاق الهدنة، حذرت «حماس» من أن نتنياهو يفشل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بقطاع غزة وتبادل الأسرى عبر التشبث بالبقاء في محور فيلادلفيا الحدودي، مشيرة إلى أن «ألاعيب» نتنياهو تستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيان، إنه لا توجد حاجة إلى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وإن المطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه خلال المفاوضات السابقة.
وفي إطار الجهود الديبلوماسية ايضا، بحث وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان آخر التطورات في غزة مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في المحطة الأولى من جولتها في الشرق الأوسط لدعم الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن الوزيرين تبادلا «الرؤى حيال المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة، والجهود المبذولة بشأنها».
ميدانيا، قصف الجيش الإسرائيلي خيام نازحين في داخل مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط غزة، كما استهدف خيمة في منطقة المواصي غرب مدينة خان يوس جنوبي القطاع، ما رفع حصيلة ضحايا الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهرا.
في الغضون، قالت السلطات الصحية الفلسطينية إن قوات الاحتلال الاسرائيلي رفضت التنسيق لدخول الفرق الطبية التابعة لحملة التطعيم ضد شلل الاطفال المناطق الجنوبية لقطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الاحتلال الاسرائيلي رفض التنسيق لدخول فرق الحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الاطفال في مناطق شرق (صلاح الدين) جنوب القطاع وذلك في اليوم الأول للحملة في المحافظات الجنوبية غزة والمتواجد بها نسبة كبيرة من الفئة المستهدفة من الأطفال.
وكان من المقرر أن تنطلق حملة التطعيم في المناطق الجنوبية أمس بعد ثلاثة أيام من إكمال حملة التطعيمات في المحافظة الوسطى في ظل إقبال كبير للعائلات الفلسطينية لإعطاء اللقاحات لأطفالهم.
ومن المقرر أن تبدأ حملة التطعيمات في المناطق الشمالية فور الانتهاء من التطعيمات في المناطق الجنوبية.
إلى ذلك، طالبت منظمة العفو الدولية بفتح تحقيق دولي بحق الجيش الإسرائيلي بشبهة ارتكابه «جرائم حرب» في غزة بسبب تدميره «دون مبرر» أحياء كاملة على طول حدود القطاع الفلسطيني مع إسرائيل من أجل إنشاء منطقة عازلة.
وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية «هدمت مبان عمدا وبشكل منهجي» بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على 4 مناطق خارج أي قتال مع «حماس».