بيروت – ناجي شربل وأحمد عز الدين
شكل اللقاء السعودي – الفرنسي بارقة أمل وسط الضباب الذي يلف الساحة اللبنانية، حيث جاءت باكورة نتائج الاجتماع بين مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان بمشاركة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، بالاتفاق على عقد اجتماع لسفراء «اللجنة الخماسية» نهاية الاسبوع المقبل، بالإضافة إلى حركة نشطة متوقعة للسفراء«منفردين باتجاه القيادات السياسية في البلاد.
وقال مصدر مطلع لـ«الأنباء»: التحرك الدولي باتجاه لبنان سيواكب بتحرك لبناني داخلي. وفي هذا الإطار قررت كتلة الاعتدال الوطني القيام باتصالات مع الأطراف السياسية والكتل، في محاولة لإحياء مبادرتها التي جمدت قبل أشهر نتيجة الانقسام السياسي. وتشدد الكتلة على ضرورة إجراء تشاور يفتح الباب أمام اتفاق حول مرشح لرئاسة الجمهورية يحظى بتأييد اكثرية الكتل التي يتكون منها البرلمان.
وفي السياق عينه، اعتبر عدد من المرشحين الجديين من الذين تتداول اسماؤهم دوليا وإقليميا ويحظون بغطاء كنسي فاتيكاني وداخلي (مرشح واحد من ثلاثة) في دردشة سريعة مع «الأنباء»، ان «لا مؤشرات تدل على تحولات إيجابية في هذا الملف». وشددوا على «وجوب انتظار حصول وقف للنار في غزة، للدخول في مساع جديدة في الملفات الداخلية اللبنانية وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي المتعذر انجازه منذ 31 أكتوبر 2022، تاريخ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون».
في المواقف، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع في حديث إذاعي أن دخول حزب الله إلى الحرب في 8 اكتوبر 2023 بعد يوم من بدء الهجوم من غزة، كان خطأ استراتيجيا لأنه أعطى إسرائيل ذريعة لمواجهة الحزب بشكل مباشر.
وقال: ربما لم تكن إسرائيل تفكر بادئ الأمر في حزب الله، لكنه بدخوله فتح الباب واسعا أمامها لتنفيذ ما تريد. وبعد ذلك، تتالت الأحداث كما شهدناها. واعتبر أن«لا أحد يعلم إلى متى قد يستمر الوضع على ما هو عليه، باعتبار أن تسلسل العمليات العسكرية من جهة، وتسلسل الأحداث السياسية من جهة أخرى، هما ما سيحددان مسار الأمور. وإذا أردنا الاعتماد على نسق المسار التصاعدي للأحداث، فأنا أرى أن هذه المرحلة ستستمر حتى إشعار آخر».
وفي التحركات على الأرض، يستضيف أحد قياديي التيار الوطني الحر المحامي وديع عقل الذي لعب دورا كبيرا في تسليط الضوء على مخالفات وملفات تدين الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، في دارته في شامات (طريق بيت حباق) بجبيل على مائدة غداء حاشدة شعبيا اليوم، الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وتأتي الخطوة لشد عصب قاعدة «التيار» في إحدى قواعدها الأساسية في بلاد جبيل، علما ان عقل قد يكون أحد مرشحي الحزب (التيار) للانتخابات النيابية المقبلة عن دائرة كسروان – جبيل.
وسبق دعوة عقل تحرك للنواب الأربعة الذين أخرج نصفهم واستقال النصف الآخر من التيار الوطني الحر، باتجاه الصرح البطريركي (المقر الصيفي) بالديمان حيث استقبلهم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي. وضم الوفد النواب الياس بو صعب وألان عون وسيمون أبي رميا وابراهيم كنعان، وكان تصريح للأخير.
وفي الشق الحكومي، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلستين لمجلس الوزراء الثلاثاء 10 سبتمبر. الأولى لمناقشة جدول أعمال، والثانية للبحث في موازنة سنة 2025.
على صعيد آخر، وعلى رغم المخاطر الناتجة عن التصعيد في الجنوب والمساعي الجارية لتجنب لبنان توسع الحرب، فقد انشغلت الساحة الداخلية شعبيا وسياسيا بهموم أخرى غطت على الملفات الكبرى ومنها الملف الرئاسي. وحرك توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة الشارع من بوابة ضياع أموال المودعين والمطالبة بتحديد المسؤوليات.
إلى ذلك فإن الساحة مرشحة لموجه تظاهرات، خصوصا من قبل موظفي الدولة والمتقاعدين العسكريين رفضا لمشروع موازنة 2025 الذي اعدته وزارة المال. ويعترض الموظفون على غياب اعتمادات لزيادة الرواتب في الموازنة التي قوبلت باعتراض واسع.
وأشار النائب ميشال ضاهر عبر منصة «اكس» إلى ان موازنة لا تتجاوز أرقامها 4 مليارات دولار لن تكفي لتأمين مطالب الموظفين، ولن تلبي احتياجات الدولة بالحد الأدنى، في وقت تتغاضى الدولة عن مواجهه التهرب الجمركي وتحصيل قيمه الضريبه المضافة.
ميدانيا، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الثامنة صباح أمس على بلدة عيترون في قضاء النبطية. وظهرا تعرضت بلدة كفر كلا في قضاء مرجعيون لقصف مدفعي. واستهدف الطيران الحربي منزلا في بلدة الضهيرة بالقطاع الغربي. ورد حزب الله بقصف تجمع لجنود إسرائيليين في مستعمرة المطلة.
وشهدت الساعات المتقدمة من ليل الخميس – الجمعة تحليقا مستمرا للطيران الاستطلاعي والمسير حتى صباح أمس الجمعة، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى مشارف مدينة صور.
وأطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، كما اطلق فجرا نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار قبل منتصف الليل على اطراف بلدتي عيتا الشعب في القطاع الاوسط ومروحين في القطاع الغربي. كما اطلقت قوات«اليونيفيل» صفارات الانذار في مراكزها في شمع أكثر من مرة.