في ظل تسهيلات جديدة للحصول على الجنسية الألمانية، يتزايد توجه اللاجئين السوريين في ألمانيا نحو سوق العمل، مدفوعين برغبة الاستقرار، والخوف من تصاعد نبرة اليمين الذي يهدد بترحيل اللاجئين.
ووفق موقع «تلفزيون سوريا» يأتي هذا التحرك في ظل تغييرات محورية طرأت على تعامل الحكومة الألمانية مع ملف اللاجئين، حيث تتقاطع رغبة السوريين في الاستقرار مع تحديات سياسية متصاعدة، ويسعون إلى إثبات حضورهم القوي وإسهامهم الفعال في المجتمع الألماني، لتعزيز فرص حصولهم على الجنسية ويؤمن لهم مستقبلا أكثر استقرارا وأمانا.
ووفقا لمكتب الإحصاء الألماني، فإن نحو 75 ألف سوري حصلوا على الجنسية الألمانية العام الماضي، وجاؤوا في مقدمة اللاجئين الحاصلين على الجنسية بنسبة بلغت 38%، بزيادة نسبتها 56% مقارنة بعام 2022.
وتشير بيانات مكتب الإحصاء الألماني إلى أن متوسط مدة الإقامة للسوريين المجنسين قبل الحصول على الجنسية لم تتجاوز 7 سنوات (6.8 سنوات).
وأفاد المفوض الاتحادي لدمج اللاجئين في سوق العمل، دانييل تيرزينباخ، بأن 70% من اللاجئين السوريين الذكور يعملون، مشيرا إلى أن نسبة اندماج السوريين الذين وصلوا في موجة اللجوء عامي 2015 و2016 في سوق العمل تفوق المتوسط مقارنة بالمعايير الدولية.
في المقابل، يؤكد تيرزينباخ أن التحديات ما زالت قائمة فيما يتعلق بإدماج المرأة السورية في سوق العمل.
ووفقا لخبراء في شؤون الهجرة، فإن الحكومة الألمانية تبدو مصممة على جعل مسار الجنسية أكثر سهولة. وبحسب بيان نشرته وزارة الداخلية الألمانية، علقت وزيرة الداخلية الاتحادية، نانسي فيزر، على التعديل للقانون الجديد بمنح الجنسية وما تضمنه من تسهيلات بقولها: «إصلاحنا هو تعبير عن التزامنا بألمانيا حديثة.. يجب أن نمنح العمال الفرصة ليصبحوا جزءا كاملا من مجتمعنا في وقت قريب».
وأضافت فيزر برسالة موجهة للفئة العاطلة عن العمل: «يجب على الجميع كسب لقمة عيشهم بأنفسهم للحصول على الجنسية الألمانية».
من جهة أخرى، يقول الخبير في شؤون الهجرة، مارتن شولتز، إن «التعديلات الجديدة على قانون الجنسية ستلعب دورا كبيرا في تخفيف حدة التوترات بين الألمان والمهاجرين»، مؤكدا أن «تشجيع العمل هو أحد أفضل السبل لمواجهة اليمين المتطرف وكسب الثقة المتبادلة»، بحسب الصحافة الألمانية.
وتعد التسهيلات الجديدة خطوة استراتيجية من الحكومة الألمانية لتعزيز اندماج السوريين، خصوصا في سوق العمل، في بلد يستوعب المزيد من اليد العاملة، إلا أن هناك تحديات حقيقية تواجههم، منها التمييز العرقي وتزايد تهديدات اليمين المتطرف.