- «الخارجية»: ملتزمون بالنهوض بالقضايا الإنسانية ودعم الجهود الدولية في هذا المجال
استذكـــــرت وزارة الخارجية بكل فخر واعتزاز الأعمال والمبادرات الإنسانية لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، التي جاءت اعترافا وتقديرا من الأمم المتحدة لريادة الكويت في الأعمال الإنسانية والإغاثية لشعوب العالم.
جاء ذلك في بيان للوزارة بمناسبة ذكرى مرور 10 أعوام على تسمية الأمم المتحدة الكويت «مركزا للعمل الإنساني»، وسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، «قائدا للعمل الإنساني».
وقالت «الخارجية» إن هذا التكريم أتى تقديرا للاهتمام المتواصل للأمير الراحل بالقضايا الإنسانية ولدور سموه، رحمه الله، في مناصرة الشعوب المنكوبة في جميع أرجاء الكرة الأرضية سعيا إلى تخفيف آثار النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية ومد يد العون بمساعدات إنسانية تمنح للجميع دون تمييز أو تفرقة بين دين أو جنس أو عرق.
وجددت «الخارجية» بهذه المناسبة التأكيد على التزام الكويت بالنهوض بالقضايا الإنسانية ودعمها للجهود الدولية في هذا المجال، مستلهمة ذلك من أعمال الخير التي جبل عليها الآباء والأجداد.
وأكدت حرصها الدائم على حفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز التنمية في العالم ومضيها بخطى ثابتة نحو الدفع لرفع المعاناة عن الشعوب المتضررة وذلك في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد.
ففي 9 سبتمبر 2014 كانت الكويت على موعد مع حدث استثنائي غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة يليق بتاريخها الإنساني المشرف وريادتها في الأعمال الإنسانية والإغاثية لشعوب العالم.
ذلك الحدث التاريخي تمثل في اختيار منظمة الأمم المتحدة الكويت «مركزا للعمل الإنساني» وتسمية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، «قائدا للعمل الإنساني».
ومع حلول الذكرى العاشرة لاعتلاء الكويت قمة العمل الإنساني العالمي، يتجدد الالتزام الكويتي الراسخ بمواصلة تلك المسيرة المباركة من العطاء الصادق المبني على قيم إنسانية خالصة والمترفع عن سياسات الاستقطاب والمحاور.
وأكد صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارته الأخيرة إلى الكويت، الالتزام بمواصلة الكويت نهجها المعهود في دعم العمل الإنساني العالمي.
ذلك التأكيد الكويتي المتجدد قوبل بـ «ثناء وامتنان» أممي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بشأن دور الكويت البناء في المنطقة ومساهمتها في الجهود الإنسانية والكرم الذي لا مثيل له في العالم.
ومنذ استقلال الكويت وانضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة أرست قواعد نهجها الثابت في سياستها الخارجية مرتكزا على تبني تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيدا عن الاستقطابات الجغرافية والدينية.
وتنطلق البلاد من عقيدة راسخة وقناعة ثابتة بأهمية توحيد وتعزيز الجهود والشراكات الدولية من أجل ضمان الأسس التي قامت لأجلها الحياة والمتمثلة في الروح البشرية.
وتؤكد الكويت بشكل دائم في مختلف المحافل والمناسبات الدولية أهمية تعظيم وتنسيق المساعدات الإنسانية والمساعدة الإغاثية التي تقدمها الأمم المتحدة في حالات الكوارث والأزمات إلى المناطق المنكوبة.
كما تؤمن الكويت إيمانا راسخا بالأهمية المطلقة لمد يد العون وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية ومساعدة المتضررين والمحتاجين حول العالم.
وعلى مر العقود، شكلت «الديبلوماسية الإنسانية» ركنا مهما في السياسة الخارجية الكويتية ومعلما رئيسا من معالمها بعدما تركز جهودها على تنمية الروابط الإنسانية بين جميع الدول في مجالات الإغاثة.
ودأبت الكويت على تقديم المساعدات المستمرة لجميع المناطق التي تشهد صراعات أو كوارث طبيعية حول العالم وتلك التي تحتاج إلى دعم التنمية فيها وذلك عبر عدد من الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام، لاسيما الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي والجمعية الكويتية للإغاثة. واستهدف الدور الفاعل لجمعية الهلال الأحمر الكويتي خلال مسيرتها الإنسانية حول العالم ما يتجاوز 100 دولة منذ إنشائها عام 1966.
وتعزيزا للرؤية المؤسسية بعيدة المدى للعمل الإنساني أطلقت وزارة الخارجية المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني التي تشكل قفزة نوعية للكويت في ميدان المساعدات الإنسانية في مجالاته المتنوعة.
وعلى مدى السنوات المتعاقبة واصلت مؤسسات الكويت وهيئاتها العمل على تكريس الصبغة الإنسانية للبلاد وتعزيز أدوارها في العمل الخيري ومناصرة الشعوب المنكوبة في جميع أرجاء الكرة الأرضية سعيا لتخفيف آثار النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية.
واتسمت المساعدات الإنسانية الكويتية بأنها موجهة للجميع من دون تمييز أو تفرقة بين دين أو جنس أو عرق، الأمر الذي منح العمل الإنساني الكويتي بعدا قيميا فريدا.
وتشاطر الكويت المجتمع الدولي المسؤوليات والأعباء الإقليمية والدولية عبر تقديم المساعدات والدعم المستمر إلى جانب الدعم السياسي والمعنوي في الأزمات الإنسانية والاحتياجات التنموية حول العالم.
وتعد الكويت شريكا مهما للغاية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لاسيما وهي من أول أكبر عشر دول داعمة للوكالة.
وكانت الكويت من أوائل الدول التي بادرت إلى توفير التمويل لمنظمة الصحة العالمية مع بدء جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19) لتمكين المنظمة من الاستجابة على المستوى الدولي لتقديم الدعم الإنساني في مواجهة الجائحة.
كما شاركت الكويت في التعاون والتجارب الدولية الخاصة بكيفية التوصل إلى لقاح لفيروس «كورونا» ودعمت العمل الدولي المنسق من خلال منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن.
وتعمل البلاد من خلال استراتيجية خاصة على التواصل الدائم مع المنظمات الإغاثية في الأمم المتحدة للتنسيق على المستوى الدولي.
وأكد ديبلوماسيون أمميون أن التمويل الكويتي الإنساني الممنهج أدى إلى إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح في جميع أنحاء العالم وأسهم في توفير الرعاية الصحية في عدة دول وللاجئين في مناطق عدة حول العالم.
وشكلت المبادرات التي قامت بها الكويت دافعا للمجتمع الدولي لجمع المزيد من المساعدات، الأمر الذي أسس رافعة قوية للأمم المتحدة في القيام بوظيفتها الإنسانية.
وتكريسا لدورها الإنساني، استضافت الكويت مؤتمرات المانحين الأولى لدعم الوضع الإنساني في سورية وكذلك مشاركتها في رئاسة فعاليات المؤتمرات اللاحقة مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه والأمم المتحدة وغيرها من الدول الرائدة والجهات الفاعلة إنسانيا.
وحرصت الكويت عبر قرارات رسمية على مضاعفة المساهمات الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والمنظمات الدولية.
وتشهد الكويت منذ عام 2014 إقامة فعاليات «منتدى الكويت الدولي للعمل الإنساني» السنوي بمشاركة جهات حكومية وأهلية ودولية وخبراء محليين ودوليين ومتطوعين لتحقيق أهداف مشتركة لخدمة العمل الإنساني وتعزيز ريادة البلاد في هذا المجال.
ويتمدد الأثر الإقليمي والعالمي لريادة العمل الخيري الكويتي عبر تصدرها المشهد الإنساني بالتزامن مع التحديات غير المسبوقة التي يشهدها العالم وتستدعي تعظيم الأدوار الإنسانية لمواجهتها.
وتسعى الكويت بشكل دائم إلى تحسين جودة العمل الخيري الذي أصبح إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للكويت وتحقيق أقصى درجات التأثير الإيجابي لخدمة المجتمعات والشعوب.
وأصدر البنك المركزي في العام 2015 مسكوكة تذكارية ذهبية تخليدا لذكرى هذه المناسبة الكريمة التي ستظل مصدر فخر لكل كويتي وسجلا مضيئا في تاريخ البلاد.