تواجه المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية كامالا هاريس، في أول مناظرة رئاسية بينهما في السباق نحو البيت الأبيض قبل أقل من شهرين من الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل.
ويحاول المرشحــــان استقطاب الناخبين المترددين وتحريك نسب تأييدهما.واعتبر كل مرشح أنه «الفائز» في المناظرة.
وشهدت المناظرة التي نظمتها شبكة (أيه.بي.سي) الأميركية في ولاية بنسلفانيا، مناقشة أبرز القضايا التي تهم الناخب الأميركي وعلى رأسها: ملفات الاقتصاد والهجرة والحدود والسياسة الخارجية.
واختيرت ولاية بنسلفانيا مكانا للمناظرة لما لها من أثر كبير في ترجيح كفة أحد الطرفين للفوز بالانتخابات المقبلة على اعتبار أنها من الولايات «المتأرجحة» إلى جانب ولايات ويسكونسن وجورجيا ونورث كارولاينا وإيرزونا ونيفادا فضلا عن ميشيغان التي تحظى بكثافة سكانية من المسلمين والعرب الأميركيين.
وبدت المناظرة التاريخية أكثر حيوية من تلك التي جرت بين ترامب والرئيس جو بايدن بأتلانتا في 27 والتي دفعت بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي، ودعم هاريس لتحل بدلا منه كمرشحة رسمية عن الحزب الديموقراطي.
وتابع هذه المناظرة المهمة عشرات الملايين من الأميركيين الذين لم يتسن لهم بعد الاستماع إلى ترامب وهاريس وجها لوجه.
وعرض ترامب وهاريس على امتداد مدة المناظرة التي تجاوزت 90 دقيقة كما كان مقررا، أداءهما السياسي الحالي والسابق، وعرض كل منهما رؤيته ومواقفه تجاه ملفات متنوعة بدءا من الاقتصاد والهجرة وأمن الحدود، مرورا بالتغير المناخي والرعاية الصحية، وصولا إلى الحرب في غزة، وحرب أوكرانيا، والانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وبدأ المرشح الجمهوري اول مداخلاته بالهجوم على إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس، وحملهما مسؤولية الوصول إلى «أسوأ تضخم في تاريخ بلادنا». وأضاف: «هاريس وبايدن سمحا للمجرمين والقتلة بالدخول إلى بلادنا عبر الهجرة»، واصفا إياهما بأنهما «أسوأ رئيس وأسوأ نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة»، معتبرا أن: سياسات بايدن وهاريس بشأن الهجرة حولت أميركا إلى واحدة من دول العالم الثالث. واتهم الرئيس السابق منافسته الديموقراطية بأنها «لا تمتلك أي خطة أساسا»، مشيرا إلى مناصرته التخفيضات الضريبية ودعم العمال والنهوض بالوضع الاقتصادي.
وأشار ترامب إلى أن هاريس تعتمد خطة بايدن الاقتصادية «الفاشلة» رغم أنها تحاول النأي بنفسها عنه لأسباب انتخابية معروفة.
وأضاف: «هي شيوعية وانتخابها رئيسة سيدمر بلادنا» وأعلن عزمه في حال انتخابه رئيسا فرض ضرائب إضافية على الواردات لاسيما القادمة من الصين، متهما إدارة الرئيس بايدن بـ «تدمير الاقتصاد الأميركي والتسبب في معدلات تضخم مرتفعة».
وذكر أن الاقتصاد تحت الإدارة الديموقراطية الحالية كان «الأسوأ» في التاريخ الأميركي، معتبرا أن منافسته هاريس «لا تملك أي سياسة ناجعة لمعالجة الاقتصاد».
وجدد ترامب تأكيده «لم أخسر في انتخابات 2020 وكان هناك الكثير من الأدلة على تزويرها»، متهما بايدن وهاريس «باستخدام القضاء لاضطهادي سياسيا من أجل الفوز بالانتخابات».
وفي قضايا السياسة الخارجية، هاجم ترامب إدارة بايدن وهاريس وحملها مسؤولية «الانسحـــــاب الفوضوي من أفغانستان ومقتل جنودنا هناك».
لكن هاريس ردت على هذا الهجوم بالقول إن الرئيس السابق تفاوض خلال فترة رئاسته مع حركة «طالبان» الإرهابية بشأن الانسحاب من أفغانستان، و«ترك لنا صفقة سيئة في هذا الخصوص».
ونوه المرشح الجمهوري إلى أن الانسحاب الكارثي من أفغانستان كان سببا في غزو روسيا لأوكرانيا لأنها رأت سوء إدارة بايدن للأزمات الخارجية.
وقال ان: قادة العالم يعتقدون أن إدارة بايدن وهاريس ضعيفة وليست ذات كفاءة، مشيرا إلى أنه يحظى «باحترام وهيبة في الصين وكوريا الشمالية وروسيا على عكس بايدن».
وقال إن: هاريس تكره إسرائيل.. وإذا انتخبت رئيسة فسوف تزول دولة إسرائيل من الوجود خلال عامين.
وتابع: لو كنت رئيسا لما اندلعت حرب غزة ولما حدث الهجوم على إسرائيل في السابع من اكتوبر الماضي.
وجد التأكيد: سوف أنهي حرب أوكرانيا إذا انتخبت رئيسا، معتبرا ان نائبة الرئيس مفاوضة فاشلة.. لأنها بمجرد أن غادرت أوكرانيا قامت الحرب.
واستهلت المرشحــــة الديموقراطية المناظـــرة، بالحديث عن الملف الاقتصادي، وقالت إنها تهتم بالطبقة الوسطى و«سأعمل على خفض الضرائب» من أجل تعزيز مكانة هذه الطبقة والمنتمين إليها. وقالت: «انا ابنة الطبقة الوسطى وقادرة على قيادة البلاد في الفترة المقبلة».
وأشارت نائبة الرئيس الأميركي إلى ان لديها «خطة واضحة» فيما يتعلق بالاقتصاد في حال انتخابها رئيسة للولايات المتحدة تهدف إلى رفع مستوى الطبقة المتوسطة وبناء اقتصاد الفرص ودعم الأسر الأميركية وبناء المساكن.
وأوضحت أنها تعتزم إقرار تطبيق اقتطاع ضريبي عن الأسر ودعم الشركات الصغيرة، متهمة غريمها بأنه «تسبب بأسوأ بطالة وأسوأ قطاع صحي في تاريخ البلاد خلال ولايته الرئاسية».
وأضافت هاريس: «أنا أؤمن بأهمية وجود رئيس أميركي يسعى إلى توحيدنا ويهتم بشؤوننا.. ترامب ليست لديه خطة لكم بتاتا كما سيؤدي بكم إلى كساد اقتصادي».
وشددت على أن «خطة ترامب 2025 ستدمر اقتصادنا بينما خطتي ستعززه»، مؤكدة: أنا لست جو بايدن وبالتأكيد لست دونالد ترامب.
وتابعت: «لقد ترك لنا ترامب أسوأ هجوم على ديموقراطيتنا منذ الحرب الأهلية» في إشارة إلى اقتحام حشد من أنصار الرئيس السابق لمبنى الكونغرس خلال جلسة المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وذكرت أن «سياسة ترامب أدت بنا إلى عجز في الميزان التجاري وقادتنا إلى حروب تجارية أما نحن فقد كان تركيزنا على تطوير التجارة وتعزيز تحالفاتنا الاقتصادية مع شركائنا».
وقالت هاريس إن الكثير من قادة العالم يسخرون من ترامب وتصريحاته. وبخصوص الحرب في غزة، قالت: يجب أن تنتهي هذه الحرب فورا ونعمل على إيجاد مسار لحل الدولتين، مؤكدة أنه «من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها كما يجب أن يحصل الفلسطينيون على حق تقرير المصير».
وتابعت، هاريس ان ترامب يستخدم العرق لتقسيم بلادنا، مشيرة إلى أنها ستوفر الرعاية الصحية للأميركيين بأسعار معقولة، وسأعمل على توفير الوظائف وفتح المصانع وليس غلقها كما فعل ترامب. كما قالت إن: التغير المناخي ليس كذبة كما يقول الرئيس السابق.
وتابعت هاريس: لو كان ترامب موجودا في الرئاسة لوصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كييف
واختتمت المناظرة بكلمة موجزة لكل مرشح، حيث قال ترامب: سأعيد بناء الجيش وسأعيد أميركا عظيمة مجددا.
أما هاريس فقالت: رؤيتي تركز على المستقبل.. سأكون رئيسة تضمن الحقوق الأساسية للأميركيـــين وسأكون رئيســـة لهم جميعــا.