أوصي نفسي وأوصيكم بالحرص على أذكار الصباح والمساء، فاحذري أختي المسلمة من التكاسل عن ترديدها لأنها تحميك من السوء والشر والعين والأذى والحسد والشياطين. فبكثرة الذكر تنالين الأجر العظيم مع قلة الجهد، قال الله عز وجل: (فاذكروني أذكركم)، وقال: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما).
فوائد الذكر
مواظبتك على أذكار الصباح والمساء من الأعمال التي يحبها الله لقوله عز وجل: (وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)، فالأذكار تربط المسلم بربه ويتعلق قلبه به، كما أنها تحمي المسلم من شر ما خلق من الجن والإنس، وتقرّب الإنسان من الله تعالى ليغفر ذنوبه، وتزيد من الحسنات، كما أن ذكر الله باستمرار ينور بصيرة الذاكر.
المحافظة على الذكر
وقد مثّل النبي صلى الله عليه وسلم من يذكر ربه والذي لا يذكر ربه بقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» رواه البخاري، وقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله»، ولا يخفى على المسلمة أفضال الذكر في الآيات والأحاديث المتعددة.
فضائل
أوصيك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء رضاء لله عز وجل وكسب الثواب الجزيل، وكم ستشعرين بالسعادة وتذوق حلاوة الذكر والشعور بالطمأنينة وانشراح الصدر (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عند حسن ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم.. الحديث.
ومن فضائل المحافظة على أذكار الصباح والمساء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
منزلة عظيمة
حرصك أختي المسلمة على ذكر الله في كل وقت وفي كل حال سواء قائمة او قاعدة او متكئة، وبعد كل صلاة مفروضة في الصباح والمساء وأنت ذاهبة الى عملك أو ذاهبة لشراء شيء وأنت تقودين السيارة حصني نفسك بذكر الله في كل وقت وحين، وبذلك تحققين قول الله عز وجل: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما).
ونحن نقتدي بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان حريصا على قراءة أذكار الصباح والمساء كلما طلع عليه الصباح وأمسى عليه المساء، فإذا اهتديت بهديه واقتديت بسنته فقد حفظك الله ورعاك. وذلك لأن الله عز وجل بيّن لنا هذا الأجر العظيم وفائدة الذكر في حياتنا فقال: (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون).
واحرصي أختي المسلمة على تعليم الصغار أذكار الصباح والمساء ليكون بيتك يملأه الإيمان وتحصدي حصاده في الآخرة أجرا ومثوبة، فتعبدي لله عز وجل بالأذكار التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم واحفظيها وردديها وانشري سنّة النبي صلى الله عليه وسلم.
(ألقيت هذه المحاضرة في مسجد فاطمة الجسار بمنطقة الشهداء)